إعلان

مدير "مكافحة الإدمان": "ملناش دعوة" بمصحات "بير السلم".. وهذه هديتنا للمتعافين – (حوار)

04:25 م الثلاثاء 02 فبراير 2016

مدير صندوق مكافحة الإدمان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 حوار- أحمد لطفي:

تصوير- محمود بكار:

"لا للمخدرات.. أنا أقوى.. هختار حياتي.. قولها لأ".. كلها شعارات أطلقها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان وتعاطي المخدرات، للحد من الأزمة الحالية التي تُلوح بوجود ما يقرب من 10 ملايين متعاطي حتى الآن، الأمر الذي تخطي المعدلات العالمية بأكثر من 5%.

أجري مصراوي حوارًا مطولاً مع الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان وتعاطي المخدرات، للحديث عن الحملات الجديدة للصندوق ودور الفنانين في مواجهة مشكلة المخدرات ونسب التعاطي والمخدرات، والتعاون الأول مع القوات المسلحة واستخدام العلاج القسري للمدمنين ومقترحاته للسيطرة على الأزمة.

وإلى نص الحوار:

حدثنا عن الحملة الجديدة لمكافحة المخدرات؟
حملة "أنا أقوي من المخدرات"، والتي نُفذت لأول مرة بالتنسيق مع هيئة الشئون المعنوية التابعة للقوات المسلحة، وتم تحديد الفئات المستهدفة لأنه وفقا للأبحاث فإن أكبر نسبة عُرضه لبداية تعاطي للمخدرات من 12 إلي 18 عامًا، وأكثر فئة لديها مشكلة مع المخدرات هي فئة السائقين بنسبة 24% والحرفيين 19%.
لذا بدأنا في مواجهة تلك المفاهيم الخاطئة وارتباط المخدرات بالقوة البدينة والذهنية والجنسية واثبات الذات وتحقيق الحلم والتغلب على الضغوط، وقمنا بإجراء بحث لنرى من يستطيع التأثير على الشباب، فوجدنا الفنان محمد رمضان لديه تأثير شعبي كبير.
وفي الواقع اعلان الفنان محمد رمضان، عمل صدي كبير جدًا وخاصة على السوشيال ميديا.

10 % من سكان مصر متعاطين للمخدرات.. والميزانية غير كافية

وماذا عن اعلانات الشوارع والطرق؟

بالفعل، سنبدأ حملة خلال أيام بـ 180 إعلان على الطرق، والتي ستغطي نطاق 5 محافظات كخطوة أولي.

 وماذا عن الخطوات الجديدة في إطار حملة "أنا أقوي من المخدرات"؟

لدينا خطوات كثيرة، والتي ستبدأ مع الكابتن اللاعب محمد صلاح الذي سينفذ حملة توعية جديدة بالاشتراك مع الصندوق، فضلا عن أغاني لفنانين مشهورين، حيث أن الحملة نجحت وستأخذ أشكال جديدة في الفترة المقبلة بواسطة الشباب.

 وما دور القوات المسلحة في تلك الحملة؟

القوات المسلحة لأول مرة تشارك في مثل تلك الحملات التي يطلقها صندوق مكافحة المخدرات، وذلك نظرًا لأن مشكلة الإدمان والتعاطي لا تقل خطورة عن الإرهاب، ومعدلات التعاطي عالية للغاية، وهناك ارتباط بين المخدرات والإرهاب وحوادث الطرق والجرائم "حدث ولا حرج".


مصر لديها 17 مصحة حكومية للعلاج.. هل ترى أن هذا العدد كافي مع زيادة نسب التعاطي والسكان؟

هذا العدد لا يكفي لأن الخط الساخن تلقى العام الماضي 75 ألف مريض مدمن، لذا نعمل على زيادة عدد المصحات والارتقاء بالخدمة المقدمة للمرضي، وتم افتتاح مركزا للعلاج في محافظة الفيوم وآخر في أسوان، وفي الستة أشهر المقبلة سيتم افتتاح فرعين في الإسماعيلية ومرسي مطروح، هذا إضافة إلى وجود مركز نموذجي وفقًا للمعايير الدولية، وبدأنا بالفعل في الرسومات الهندسية للمركز ومقره بمدينة 6 أكتوبر.

12.5 مليون مدمن ومتعاطي مخدرات بمصر

 وماذا عن المركز العلاجي الأول في الشرق الأوسط؟

نعم، سيكون لدينا مركز نموذجي وفق لمعايير دولية، وبدأنا في الرسومات الهندسية للمركز ومقره بمدينة 6 أكتوبر.

 هل برأيك ميزانية الصندوق كافية لتغطي كل تلك التكاليف؟

بالطبع لا تكفي، لذا نقوم بالمشاركة مع كل الجهات المعنية وعلى سبيل المثال نقوم بتوفير قروض للمتعافين من الإدمان من بنك ناصر الاجتماعي حيث قدمنا خلال الشهور الماضية قروض بمبلغ 600 ألف جنيه للمتعافين.

وبصراحة عند رؤيتي للشباب المتعاف بعد فتحهم مشروعات صغيرة بواسطة تلك القروض، تجدهم أشخاص فعالة في المجتمع، وبرأيي مشكلة الإدمان سبب في احساس الفرد بقيمته ودوره في المجتمع.

ماذا عن أعداد المدمنين في مصر خاصة بعد تردد أقاويل بأن لدينا 10 ملايين مدمن؟

أولا علينا التفرقة بين المدمن والمتعاطي، فأعداد المتعاطين وفق لآخر إحصائية يمثل 10 بالمئة من السكان والشريحة العمرية بين 15- 60 عامًا "وهذا رقم كبير جدا ورهيب ويمثل تقريبا 10 ملايين"، وهذا ضعف المعدلات العالمية حيث أن المعدل العالمي 5 بالمئة.

أما عن المدمنين، فمعدلها 2.4 بالمئة ويمثل المعدل الطبيعي للمقاييس العالمية، وللآسف لدينا بعض الفئات لديهم أرقام ضخمة للغاية مثل فئة السائقين، حيث أن حملتنا بالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور ساعدت على تقليل النسبة.

أعلي معدل للإدمان هو الترامادول بنسبة 51 بالمئة ويليه الهيروين والحشيش

برأيك.. هل نحن بحاجة لتغليظ العقوبات للمتعاطين والمدمنين والتجار للحد من الأزمة؟

بالطبع "التجار أساس الأزمة" لذلك كلما زادت العقوبة سيكون أفضل، ولكن بالنسبة للتعاطي هناك مقترحات سوف أعرضها على مجلس الشعب بتحويل قضية التعاطي من جنائية إلي جنحة "نجنح التعاطي" ما لاترتبط بقضايا آخري مثل السرقة أو القتل، وأقدم الخيارات للمتعاطي "يا أما تتعلاج.. يا أما تبقي قضية جنحة"، ولابد أن تكون نظرتنا للمتعاطي بأنه مريض وعلينا مساعدته وتأهيله.

حدثني عن مراحل علاج المدمن؟ وما هي أصعب حالات واجهتها؟

نعم، من أصعب الحالات التي نتعامل معها مرضي "الهيروين" ولكن لدينا حالات كثيرة تعافت من الهيروين، بالإضافة أننا نواجه مشكلة في التشخيص المزدوج حيث يعاني شخص مدمن وبه مرض نفسي أيضا لذا يصعب الأمر "معقد شويه".

ولكن مراحل علاج الإدمان، تعتمد على سحب المخدر من الجسم ويليه مرحلة التأهيل النفسي والاجتماعي والأسري "التي تعد من أهم مراحل علاج المدمنين" ثم برامج الدعم الذاتي، وأخيرًا دمجه في المجتمع من خلال ايجاد فرصة عمل مثل القروض الصغيرة التي تحدثت عنها مسبقًا، ويأتي كل هذا بالمجان للمريض.

هناك شكاوي على الصفحة الرسمية للصندوق على فيسبوك بأن مجرد خروج المتعافين من المصحة لم يعرف عنه الصندوق أى شئ وبالتالي يسمح بانتكساته مرة أخري.. ما تعليقك؟

بالطبع لا، لأننا في المقام الأول نقوي فيه الإرادة، ثانيًا لدينا يوم يطلق عليه "day care"، لمتابعة المتعافين داخل المستشفيات في يوم دوري منتظم، هذا بالإضافة إلي متابعتنا الشخصية للمتعافين، ويوجد أيضا بعض النماذج من المتعافين قررت العمل معنا لمساعدة ومتابعة المرضي في المستشفيات.

برأيك هل الرغبة وحدها كافية لعلاج المدمنين أو من الممكن يتم العلاج بالطرق القسرية؟

في الحقيقة، الخط الساخن لدي الصندوق يستقبل من يرغب في العلاج فقط.

"الترامدول" الأعلي في نسب الإدمان.. والرغبة وحدها كافية للعلاج

ولكن على الموقع الرسمي للصندوق، نشر استطلاع رأي حول تقديم العلاج للمدمنين بالطرق القسرية ووافق عليه الجمهور وحاز على نسبة عالية جدًا.. ما تعليقك؟

هذا يعد استطلاع رأي لمعرفة أراء المواطنين واتجاهاتهم، ولكني حتي الآن أوفر الخدمة لمن يرغب في العلاج فقط وبالمجان.

يوجد بعض المصحات غير المرخصة تعمل بهذا الطريق.. ما رأيك؟

بالفعل، يوجد في بعض المصحات الغير مرخصة العلاج بالطرق القسرية، ويسائل في هذا وزارة الصحة لأنها المعنية، ولكن الصندوق بالتنسيق مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ووزارة الصحة تدشن حملات لمداهمة تلك المصحات بشكل دوري.

ويكون دوري في هذه اللحظة، توفير أماكن لعلاج هؤلاء "المرضي الضحايا" لدي الصندوق وبالمجان.

هل برأيك التعليم يعد سببًا كافيًا لتقليل نسب المتعاطين والمدمنين في مصر؟

نعم، بدأنا في تطوير مناهج بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، ودمجنا قضايا المخدرات في 5 مواد دراسية، والكارثة أن أغلب من يتصل بالخط الساخن لعلاجه "متعلم".

هل الصندوق عالج شخصيات مشهورة سواء سياسيين أو فنانين أو شخصيات عامة؟

"إحنا بيجلنا كل الشخصيات" ولكن العلاج يتم في سرية تامة.

ولماذا لم يستغل الصندوق تلك الشخصيات العامة في التأثير على المواطن حال تعاطيه أو إدمانه للمخدرات؟

بصراحة، السرية التامة هذا ما يميزنا ولابد من ثقة المريض في الصندوق، حيث أننا نتعرض لمضايقات أسرية تحاول معرفة أى تشخيص لذويهم ولكننا نرفض، و"بنقول ولا نعرف عنه حاجة إلا إذا رغب المريض في الافصاح".

ولماذا لم يستغل الصندوق تلك الشخصيات العامة في التأثير على المواطن حال تعاطيه أو إدمانه للمخدرات؟
بصراحة، السرية التامة هذا ما يميزنا ولابد من ثقة المريض في الصندوق، حيث أننا نتعرض لمضايقات أسرية تحاول معرفة أي تشخيص لذويهم ولكننا نرفض، و"بنقول ولا نعرف عنه حاجة إلا إذا رغب المريض في الافصاح".

يوجد أبحاث نُشرت مؤخرًا حول فوائد شرب "الحشيش".. ما تعليقك؟
بصراحة، مخدر "الحشيش" من المصائب المتواجدة الآن في مصر، وللأسف نحن نتهاون به وتقريبا 79 بالمئة من المتعاطين يتناوبون على مخدر الحشيش، وقمت بإجراء بحث في إحدى المؤسسات والذي أشار إلي 80 بالمئة من متعاطي الحشيش سبب في جرائم التحرش الجنسي وتحت تأثيره، فضلا عن علاقته بحوادث الطرق والجانب النفسي.

هذا عن أعلي معدل للتعاطي.. وماذا عن أعلي نسبة للإدمان؟
بالطبع، أعلي معدل للإدمان هو الترامادول بنسبة 51 بالمئة ويليه الهيروين والحشيش.

كيف تنسق بينكم وبين صناع الدراما لوضع حلول تلك الأزمة؟
بالفعل، عقدت اجتماعا مع نقيب الممثلين الفنان أشرف زكي، وسيعقد لقاء قريبا مع المنتجين لمناقشة أعمال رمضان 2016، ووضع ضوابط ووثيقة أخلاقية لصناع الدراما "غير مُلزمة"، ولكن علينا تذكيرهم دائما بأخلاقيات العمل الفني من وقت لآخر، حيث شهدنا العمل الماضي 13 بالمئة من المساحة الدرامية تتطرق للمخدرات، والعام الأسبق 102 ساعة بها مشاهد للمخدرات.

وهل الصندوق مر بحالات "مستعصية" في علاج المدمنين؟
بالطبع، يوجد حالات مستعصية كثيرة جدًا، وللآسف الإدمان مرض سلوكي قابل للانتكاسة، ولكنها ليست نهاية الحياة، ويوجد حالات كُثر لم تنتكس نستطيع الافتخار بها.

أخيرًا.. ما رسالتك للشباب؟
رسالتي للشباب المتعاطي أو المدمن عليه توخي الحذر من مخاطر المخدرات، وأن الصندوق يُرحب بجميع الحالات عبر الخط الساخن له الذي يعمل طوال 24 ساعة وفي سرية تامة، ليكون الشباب عناصر فعالة في المجتمع وعدم اهدار طاقتهم في المخدرات.

 مدير صندوق مكافحة الإدمان1

فيديو قد يعجبك: