إعلان

في ذكرى استشهاده.. صور نادرة لشهيد الثائرين الشيخ عماد عفت

05:26 م السبت 16 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم – هاني ضوه:

تحل اليوم الذكرى السادسة على استشهاد شيخ الثائرين الشيخ عماد عفت، رحمه الله، الذي استشهد في أحداث مجلس الوزراء يوم الجمعة 16 ديسمبر عام 2011، برصاصة غادرة أودت بحياته ليرتقي شهيدًا، فيكون بذلك أيكونة للثورة.

كان الشيخ الشهيد عماد عفت رحمه الله استثنائيًا في كل شيء، كان رغم ثوريته غير مقصرًا في عمله بدار الإفتاء المصرية، ولا في دروسه العلمية التي كان يلقيها في أروقة الأزهر الشريف، وغيرها من الأماكن، بل كان يعطي لكل شيء حقه.

كما كان الشيخ، رحمه الله، حريصًا على أداء عمله بدار الإفتاء المصرية على أكمل وجه، وأيضًا كان أكثر حرصًا على عدم تسييس منصبه الديني في دار الإفتاء، بأن يُحسب على اتجاه أو تيار معين، بل كان ينبذ الفُرقة، ويدعو إلى الوحدة، لا الأحزاب والجماعات، وكان معروفًا عنه أنه فور انتهاء عمله في دار الإفتاء يخلع الزي الأزهري، ويرتدي زيًا عاديًا كأي مواطن مصري عادي، لينضم إلى الثوار في ميدان التحرير دفاعًا عن قيم الحق والعدالة والحرية التي طالمًا آمن بها وأيقن أنها لا تتعارض مع الدين والشرع الذي يعلمه لطلابه.

كانت دعوته الدائمة: "اللهم ارزقنا الشهادة تحت راية نبيك يارب العالمين"، صدق في دعائه فنالها، فقد كان الشيخ مسالمًا ويدعو إلى السلم ويحذّر من العنف والدماء، ويتجلى حب الوطن في كثير من كلماته، والتي منها: 

"أقسم بالله العظيم أني لم أَحْبِبْ مِصْرَ ولا افتخرت بمصريتي إلا في ميدان التحرير، وأقسم بالذي يُـحْلَفُ به أن هواءَ ميدان التحرير أحبُّ إليَّ من هواء الحرم الشريف، ولو أني خُيِّرْتُ بين أن أحج بيت الله تعالى وبين شهود هذه الأيام في ميدان التحرير لما عدلت عن الميدان وأيامه بغيره، وإني لأقطع أن من لم يرَ ميدان التحرير هذه الأيام لم ير مصر، وأنه محروم".

أفتى الشيخ عماد عفت بعدم جواز التصويت لفلول الحزب الوطني في الانتخابات، معتبرًا إياهم من المفسدين الذين ساهموا في إفساد البلاد، وأن التصويت لهم هو بمثابة إعانة لهم على الفساد، وأكد الشهيد عماد عفت أن ذلك الحكم مبنيٌّ على أن فلول الوطني يرغبون في تدمير مستقبل مصر، بنشر الرشاوى والمحسوبيات ثانيةً، بعدما قضت الثورة على تلك الأصول، ومن يمنحهم صوته يساعدهم على الوصول إلى المنصة التشريعية"، وهي الفتوى التي اعتبر البعض أنها أحد أسباب اغتياله.

وفي يوم الجمعة 16 ديسمبر 2011، وخلال أحداث مجلس الوزراء، أصيب الشيخ الشهيد عماد عفت برصاصة عيار 9 مللي بالصدر، جاءت من مكان قريب جدًا بزاوية مستقيمة، لا يوجد بها أي انحراف حتى أنها اخترقت جسد الشيخ عماد وأصابته بجانبه الأيسر، مما أدى لهبوط حاد بالدورة الدموية والتنفس أدت إلى وفاته في الحال، بحسب التقرير الطبي الرسمي.

وقد حضر الشيخ الإمام العلامة علي جمعة مفتي الديار المصرية حينها، والذي كان بمثابة الوالد للشيخ عماد إلى مستشفى قصر العينى حيث كان يرقد جثمان الشيخ عماد لوداعه باكيًا، وأنهى إجراءات تشريح الجثمان بنفسه. وأكد أنه من الثوار وشارك فى كل أحداث ثورة 25 يناير، نافيًا عنه أي اتهامات بالبلطجة والعمالة.

وكان الشيخ عماد محبًا للشيخ علي جمعة ويعتبره أستاذه الأول ووالدًا له، وكان دائمًا ما يوقره ويقر له بالفضل والعلم.

وقد كان آخر ما كتب الشيخ الشهيد عماد عفت، رحمه الله، على صفحته بموقع فيس بوك قبيل وفاته، أبياتًا من الشعر تدعو إلى حسن الظن بالله، عز وجل والتضرع إليه قال فيها:

ﺛِﻖ ﺑﺎﻟﻜﺮﻳﻢِ ﻭﺃﺣﺴِﻦ ﺍﻟﻈﻨَّﺎ * ﻟُﺬ ﺑﺎﻟﻮﺩﻭﺩ ﻭﺃﻣِّﻞ ﺍﻟﻤَﻨّﺎ

ﻗُﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻼ‌ﻡ ﻭﻧﻜِّﺲ ﺍﻟﺮﺃﺳﺎ * ﻳَﺴﻤَﻊْ ﺩُﻋﺎﻙ ﻭﻳَﺮﺣَﻢِ ﺍﻷ‌ﻧّﺎ

ﻭﺍﻟﺰﻡ ﺟَﻨﺎﺏَ ﺍﻟﺮﺏِّ ﻭﺍﺧﺪُﻣﻪُ * ﻭﺍﻟﺘَﺬَّ ﺑﺎﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﺗﻬﻨﺎ

وكانت من أقوال الشيخ الشهيد عماد عفت:

يا شباب الإسلام، أفرحوا رسول الله تعالى في قبره بعفافكم وبنصرة دينكم، وبالهمة العالية في الدين، وأغيظوا الشيطان وأعلنوا له العداوة، وشاركوا في بناء مصر التي استُشهد من استشهد وجُرح من جرح من أجل أن ينشأ جيلكم فيها عزيزًا كريمًا حرًا أبيًا، لا أن يكون جندًا من جنود الشيطان وأسيرًا للشهوات المحرمة. 

وحافظوا على أنفسكم وعلى زميلاتكم مما لا ترضونه لأخواتكم، وأمهاتكم وبناتكم. هل يرضى أحدكم أن يرى أخته في مثل هذا الموقف. يجب عليكم التوبة فورًا ورفع هذا البلاء؛ فأسوأ من المعصية الجهر بها وإعلانها والتجرؤ على الله تعالى بها. فلا تجاهروا الله تعالى بالمعصية، فنحن لا نقوى على عداوة الله تعالى لنا وبطشه بنا.

وكان الشيخ الشهيد عماد عفت قد وُلد يوم السبت 15 أغسطس 1959م بمحافظة الجيزة، وحصل علي ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب جامعة عين شمس بتقدير جيد عام 1991م، وليسانس الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف عام 1997م، ودبلومة الفقه الإسلامي العام من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة عام 1999م، ودبلومة الشريعة الإسلامية من كلية دار العلوم بالقاهرة، وهو متزوج ولديه أربعة أطفال (ذكرين وأنثيين)، آخر الوظائف التى عمل بها مديراً لإدارة الحساب الشرعي بدار الإفتاء المصرية، وعضو لجنة الفتوى بها، بعد أن تولى رئيس الفتوى المكتوبة بالدار في بداية تعيينه بأكتوبر 2003م.

فيديو قد يعجبك: