إعلان

في ذكرى وفود نصارى نجران للمدينة.. حوارهم مع الرسول وسر تراجعهم عن "الملاعنة"

07:24 م الإثنين 10 أغسطس 2020

من رسائل الرسول للملوك والأمراء

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

في مثل هذا اليوم، العشرين من ذي الحجة في عام الوفود، وفد نصارى نجران على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدنية في السنة التاسعة من الهجرة، ليدور أشهر حوار إسلامي – مسيحي في التاريخ، فعلى الرغم من أنها ليست المرة الأولى، حيث خاض المسلمون حوارًا مع النصارى في هجرتهم إلى الحبشة في مجلس النجاشي بين جعفر بن عبد المطلب رضي الله عنه والنجاشي، لكن كان حوار هذه المرة من نوع خاص..

أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالة إلى أسقف المسيحيين في نجران ضمن ما أرسل من رسائل لدعوة الملوك والأمراء إلى الإسلام، فتنقل لنا كتب التاريخ رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأسقف أبي الحارث وأساقفة نجران التي قال فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم..من محمد النبي إلى الأسقف أبي الحارث وأساقفة نجران وكهنتهم ومن تبعهم ورهبانهم: أن لهم ما تحت أيديهم من قليل وكثير من بيعهم، وصلواتهم، ورهبانيتهم، وجوار الله ورسوله، لا يغير أسقف من أسقفيته، ولا راهب من رهبانيته، ولا كاهن من كهانته، ولا يغير حق من حقوقهم، ولا سلطانهم، ولا شئ مما كانوا عليه على ذلك جوار الله ورسوله أبدا، ما نصحوا وصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلم ولا ظالمين" حسبما نقل الدكتور احمد عرفة في كتابه "التسامح الإسلامي ودوره في التعايش السلمي بين أبناء الوطن" ، ونقل أيضًا رسالة الرسول إلى أهل نصارى نجران حيث أمنهم على أموالهم وأرضهم وملتهم وغيابهم وشاهدهم وعشيرتهم وبيعهم وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير.

كان رد نصارى نجران أن أرسلوا وفدًا من ستين رجلا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ليناقشوه ويحاوروه في شئون الدين الجديد، لكن لم تفض النقاشات إلى إيمان نصارى نجران بالإسلام، بل أنتهت بقصة المباهلة الشهيرة، والمباهلة هي "الملاعنة" أي الدعاء بنزول اللعنة على الكاذب من المتباهلين، حيث اختلفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قولهم في عيسى بن مريم، حين سألوه قائلين حسبما ذكر ابن كثير في "البداية والنهاية": ما تقول في عيسى؟ فإنا نرجع إلى قومنا ونحن نصارى ليسرنا إن كنت نبيا أن نسمع ما تقول فيه، فقال رسول الله ﷺ: "ما عندي فيه شيء يومي هذا فأقيموا حتى أخبركم بما يقول الله في عيسى"

وعندما جاء اليوم التالي، كانت قد نزلت الآيات من 59 إلى 61 من سورة آل عمران: "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون، الحق من ربك فلا تكن من الممترين، فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين"
رفض نصارى نجران أن يقروا الرسول صلى الله عليه وسلم بما نزل في الوحي، وبموقف الإسلام من عيسى بن مريم عليه السلام، وواعدوا الرسول صلى الله عليه وسلم بالمباهلة في اليوم التالي، وبالفعل، في اليوم المشهود تحرك النبي صلى الله عليه وسلم ومعه علي والحسن والحسين وفاطمة، لكنهم رفضوا أن يلاعنوا النبي صلى الله عليه وسلم وصالحوه على الجزية، ويروي ابن كثير عن البخاري سر رفضهم للمباهلة قوله: حدثنا عباس بن الحسين ثنا يحيى بن آدم عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة قال: جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله ﷺ يريدان أن يلاعناه قال: فقال أحدهما لصاحبه: "لا تفعل فوالله لئن كان نبيا فلاعناه لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا".

وطلب نصارى نجران الصلح مع الرسول صلى الله عليه وسلم ودفع الجزية، وأن يرسل معهم رجلًا أمينًا فأرسل معهم أبا عبيدة بن الجراح، وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا أمين هذه الأمة".

فيديو قد يعجبك: