إعلان

في ذكرى وفاة "المعتصم بالله".. ندم على تعذيبه لأحمد بن حنبل وهذا آخر ما قاله قبل وفاته

05:07 م الأربعاء 04 نوفمبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث


كتبت – آمال سامي:

في مثل هذا اليوم توفي الخليفة العباسي الثامن المعتصم بالله، ابن الخليفة هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور في الثامن عشر من ربيع الأول لعام 227 هـ بمدينة سامراء بالعراق التي بناها لتكون عاصمة دولته واسميت "سر من رأى"..
ولد المعتصم عام 180 من الهجرة لأم ولد تدعى "ماردة"، وقد تمت البيعة للمعتصم بعد وفاة أخيه المأمون في الرابع عشر من رجب عام 218 هـ.

يقول عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء : "كان أبيض، أصهب اللحية طويلها ، ربع القامة، مشرب اللون، ذا قوة وبطش وشجاعة وهيبة ، لكنه نزر العلم"، ونزر تعني قليل أو يسير، فكان المعتصم على الرغم من قوته وبطشه وقوته كقائد عسكري وحاكم حازم، إلا أنه كان ضعيف الثقافة والعلم بخلاف أخيه المأمون، لكنه في الوقت نفسه كان حازمًا مهيبًا لأدعاء الإسلام، حيث كتب له طاغية الروم يومًا مهددًا له، فرمى جوابه وقال للكاتب اكتب: " أما بعد ، فقد قرأت كتابك ، وسمعت خطابك ، والجواب ما ترى لا ما تسمع ، وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار".

سار المعتصم على نهج أخيه المأمون سواء في النهضة العلمية، فاستمرت عمليات الترجمة والاهتمام بالعلوم والمعارف، أو في التمسك بالمذهب الاعتزالي والدعوة له وحمل الناس عليه كرهًا، ويروي ابن كثير أن المعتصم هو من قام بتعذيب الإمام أحمد بن حنبل وعليه جرت الفتنة في محنة خلق القرآن، لكن نقلت لنا كتب التاريخ كيف اجرى الخليفة المعتصم المناظرات بين ابن حنبل وعلماءه وحاول في البداية استمالته لصفه، وبالفعل استطاع ابن حنبل التفوق في كل تلك المناظرات، لكن حين عزم الخليفة المعتصم على إطلاقه، نصحه أحمد بن أبي دؤاد بألا يتركه حتى لا يقال قد غلب خليفتين، وهكذا ضرب وعذب وسجن ابن حنبل حتى أمر المعتصم في النهاية بإطلاق سراحه، فيروي ابن كثير في "البداية والنهاية" أن المعتصم ندم كثيرًا على ما كان منه تجاه ابن حنبل، وظل يسأل عنه ويستعلم عن اخباره حتى علم أنه شفي ففرح بذلك كثيرًا، يقول ابن كثير ان تلك الفتنة لم يسلم منها تمامًا إلا هؤلاء، وهم: أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح بن ميمون، ونعيم بن حماد الخزاعي، وأبو يعقوب البوطي، وأحمد بن ناصر الخزاعي، وقد قتل بعضهم ومات البعض الآخر سواء في سجنه أو جراء تعذيبه.

ويروي الذهبي في سير أعلام النبلاء أنه حين جاءه مرض الموت قال: "أوخذ وحدي من بين هذا الخلق"، وقال: "حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة"، وكان من دعائه قوله: "اللهم إني أخافك من قبلي، ولا أخافك من قبلك، وأرجوك من قبلك، ولا أرجوك من قبلي".

فيديو قد يعجبك: