إعلان

مصر وفلسطين والأردن .. بلاد هاجر إليها أنبياء الله

06:16 م الأحد 09 سبتمبر 2018

مصر وفلسطين والأردن .. بلاد هاجر إليها أنبياء الله

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هاني ضوه :

أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم عانوا كثيرًا مع أقوامهم من أجل تبليغ دين الله، ومع تكذيب القوم واستهزائهم واشتداد أذاهم، لجأ الكثير من أنبياء الله إلى الهجرة من أرضهم إلى أرض غيرها تصلح للدعوة، فمنهم من هاجر إلى مصر، ومنهم من هاجر إلى فلسطين ومنهم من هاجر إلى الشام والأردن.

هجرة سيدنا إبراهيم إلى فلسطين ومصر

أبوالأنبياء سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام هاجر من بلاد النمرود ببلاد الرافدين – العراق حاليًا - إلى فلسطين في الشام ثم مصر ثم الحجاز، ثم عاد إلى فلسطين مرة أخرى.

هجرة سيدنا إبراهيم إلى فلسطين ومصر

وقد قص علينا القرآن الكريم كيف كان قوم سيدنا إبراهيم عليه السلام، فقد انقسم الناس إلى أصناف ثلاثة، فمنهم من عبد الأصنام والتماثيل، ومنهم من عبد الكواكب والنجوم، ومنهم من عبد الملوك والحكام، فدعاهم أبوالأنبياء إلى توحيد الله وإفراد العبودية له سبحانه، فكذبوه وألقوه في النار، فتجلت قدرة الخالق سبحانه وتعالى فكانت النار بردًا وسلامًا على سيدنا إبراهيم، ورغم تلك الآية الباهرة إلا أن قومه ظلوا له مكذبين، فآمن معه سيدنا لوط عليه السلام وهاجروا جميعًا من الكوفة بالعراق إلى فلسطين بالشام، ثم إلى مصر حيث تزوج السيدة هاجر فأنجبت له سيدنا إسماعيل جد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهاجر بهما إلى الحجاز حيث أقام مع سيدنا إسماعيل قواعد بيت الله الحرام وتفجرت بئر زمزم، ثم عاد نبي الله إبراهيم إلى فلسطين مرة أخرى.

هجرة نبي الله لوط إلى الأردن

كما هاجر نبي الله سيدنا لوط عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام من أبوالأنبياء سيدنا إبراهيم إلى فلسطين، ثم مضى سيدنا "لوط" -عليه السلام- في طريقه إلى قوم سدوم وعمورة (الأردن حاليًا) يدعوهم إلى عبادة اللَّه، ويحذرهم من الفسوق والعصيان وإتيان الفاحشة، فهددوه بالطرد إن لم ينته عن إنكاره عليهم وتحذيرهم، {قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ}. (الشعراء،167)

مدينة جرش في الاردن

ولكن نبي الله لوط استمر في إنكاره لفحشائهم التي لم يسبقهم فيها أحد وهى إتيان الرجال شهوة من دون النساء، يقول تعالى عن سيدنا لوط: {قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ} (الشعراء، 168) أي المبغضين، فتآمر قومه عليه، فأوحى الله إليه يأمره بالهجرة وترك هذه القرية الظالم أهلها، يقول تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ}. (الحجر، 65)

هجرة نبي الله يونس

كما هاجر نبي الله يونـس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، فقد أرسله الله سبحانه وتعالى إلى قومه بالعراق بقرية نينوى وكانت في عهد الدولة الأشورية ليدعوهم إلى التوحيد وترك عبادة الأصنام، فأعرضوا وصدوا عنه، فضاق بهم سيدنا يونس فترك القرية مهاجرًا قبل أن يأمره الله بتركها، يقول تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ(88)}. (الأنبياء)

هجرة نبي الله يونس

فتوجه سيدنا يونس نحو البحر هاجرًا قومه وركب سفينة، ولكن البحر هاج من حولها، وقام كل من فيها بإلقاء أمتعتهم في البحر حتى لا تغرق، حتى أتوا عليها، فلم يبق إلا أن يلقوا أحدهم ليخف الوزن، واقترعوا بسهام مكتوب عليها أسماؤهم، فجاء سهم سيدنا يونس، وكانوا يعرفون صلاحه، فأعادوا الاقتراع مرة وأخرى وكانت نفس النتيجة فألقوه في البحر ليبتلعه الحوت، فأوحى الله سبحانه وتعالى إلى الحوت أن يحفظ نبيه في بطنه دون أذى، وعندما أحس سيدنا يونس بالضيق في بطن الحوت، نادى ربه متضرعًا وناجاه وقال: {لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87)} الأنبياء، فاستجاب الله لتضرع نبيه ونجاه فخرج من بطن الحوت، ثم عاد إلى قومه، وكانوا قد تابوا لما علموا بعذاب الله فرفع الله عنهم العذاب، ودعوا الله أن يرد عليهم نبيه يونس فاستجاب الله لهم وآمنوا به جميعًا لما عاد من بطن الحوت.

هجرة نبي الله موسى إلى مصر

كما هاجر كليم الله سيدنا موسـى عليه السلام، فقد خرج من مصر بعد أن عاش فيها منذ مولده وظل يدعو بني إسرائيل إلى عبادة الله وترك عبادة فرعون، ولما بدأ بعض الناس في الإيمان بالله وحده أمر فرعون جنوده بقتل المؤمنين وذبح أبنائهم ونسائهم ليصدهم عن الإيمان بالله وبنبيه سيدنا موسى، يقول تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلال}. (غافر، 25)

ولما ضاق سيدنا موسى ذرعًا بأذى فرعون وجنوده للمؤمنين طلب من فرعون أن يترك من آمن يرحلون معه من مصر، ولكن فرعون رفض، فدعا عليه سيدنا موسى وعلى قومه الكافرين، يقول تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ}، (يونس، 88) فاستجاب الله له وضيق عليهم معيشتهم وأرسل عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم، ومع ذلك لم يتراجعوا ويؤمنوا.

هجرة نبي الله موسى إلى مصر

وهنا جاء أمر الله سبحانه وتعالى لنبيه سيدنا موسى ومن آمن معه بالخروج من مصر في الليل، يقول تعالى: {فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ} (الدخان، 23) فخرجوا جهة البحر واتبعهم جنود فرعون وحاصروهم، وهناك وقعت المعجزة يقول تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} (الشعراء، 63)، ومر سيدنا موسى ومن معه وسط البحر، وعندما لاحقهم فرعون وجنوده أغرقهم الله.

وتوجه سيدنا موسى وقومه تجاه فلسطين بعد أن نجاهم الله من فرعون وجنوده، يقول تعالى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ}.(الأعراف، 137)

مصادر:

- كتاب "الكامل في التاريخ" – ابن الأثير.

- كتاب "البداية والنهاية" – ابن كثير.

- كتاب "قصص الأنبياء" – ابن كثير.

فيديو قد يعجبك: