إعلان

بين سُبات الخامسة وزحمة السابعة.. مشهدان للمال والمآل

06:30 م الثلاثاء 05 ديسمبر 2017

بين سبات الرابعة وزحمة السابعة .. مشهدين للمال وال

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - أحمد الجندي:

للمقارنة بين مشهدي الساعة الخامسة والساعة السابعة صباحاً مفتاح لمن يريد أن يعرف منزلة الدنيا في قلوبنا مقارنة بحبنا لله، الحديث هنا ليس عن لحية ولا سنّة مهجورة بل عن رأس شعائر الإسلام، إنها " الصلاة " التي قبضت روح رسول الله وهو يوصي بها أمته ويكرر "الصلاة ..الصلاة .." وكان ذلك آخر كلام رسول الله.. الصلاة التي عظمها الله في كتابه تصبح شيئاً هامشياً في حياتنا!

في الساعة الخامسة صباحاً وهي وقت صلاة الفجر تجد طائفة من الناس وفقها الله توضأت واستقبلت بيوت الله تتهادى بسكينة لأداء صلاة الفجر، إما تسبح وإما تكبر في طريقها (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه)، بينما أمم من المسلمين أضعاف هؤلاء لايزالون في فراشهم الدافئ، بل وبعض البيوت تجد الأم والأب يصلون ويدعون لفتيان المنزل وفتياته في سباتهم.

النوم في أول النهار، وتضييع صلاة الفجر، وما بعده حتى وقت القيلولة، من مفسدات القلب، المانع من نزول البركة في الرزق، المورث خسارة منافع دنيوية وأجور أخروية، وأكثر الناس ينامون من قبل الفجر، ويمر عليهم الفجر وهم نائمون، ويمر أول النهار وهم نائمون، حيث يبدأ يومهم ونهارهم.

قال ﷺ: «ليس صلاةٌ أثقَلَ على المُنافِقين من الفَجرِ والعِشاءِ، ولو يَعلمون ما فيهما لأتَوهُما ولو حَبوًا».. صحيح البخاري. وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "ولقد رأيتُنا وما يتخلف عنها (صلاة الفجر) إلا منافقٌ معلوم النفاق".

حسناً انتهينا الآن من مشهد الساعة الخامسة، ضعها في ذهنك ولننتقل لمشهد الساعة السابعة، ما إن تأتي - والتي يكون وقت صلاة الفجر قد خرج - وبدأ وقت الدراسة والعمل إلا وتتحول عواصم البلاد وكأنما أطلقت في البيوت صافرات الإنذار،حركة سريعة وطرقات تتدافع ومتاجر يرتطم الناس فيها ومقاهي تغص بطابور المنتظرين يريدون قهوة الصباح قبل العمل.

ومما فتح على الناس من السهر الانشغال بوسائل التواصل الجماعي التي أكلت ليل أصحابها وهم لا يشعرون، يظل ليله كله يحادث ويشارك إلى قرب الفجر، ثم ينام عنها، ولا يجد في ليله فسحة لوتر ولا لذكر. وربما لزم فراشه مبكرا للنوم، وجهازه في يده، يرد على هذا ويقرأ لذاك حتى يمضي الوقت وهو لا يشعر، ويظن أنه نام مبكرا وهو قد سهر.

إن مقارنة سريعة بين الساعة الخامسة والسابعة صباحًا في شوارعنا هي أكثر الصورة إحراجًا وإيلامًا، وتكشف بوضوح كيف أن الدنيا في قلوبنا صارت مقدَّمة على الآخرة، وأن المال خير عندنا من المآل.

فيديو قد يعجبك: