إعلان

ما حكم قراءة سورتي السجدة والإنسان في فجر يوم الجمعة؟

05:42 م الخميس 28 ديسمبر 2017

ما حكم قراءة سورة السجدة والانسان في فجر يوم الجمع

كتب- محمد قادوس:

ورد سؤال الي دار الإفتاء يقول: "ما حكم قراءة سورة السجدة في فجر يوم الجمعة؟"، وبعد العرض على لجنة الفتوي بالدار جاءت الإجابة على النحو التالي..

إن قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر يوم الجمعة من السنن التي كان يفعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وكما ورد ذلك في "الصحيحين"، بل جاء في رواية الطبراني أنه صلى الله عليه وآله وسلم "كان يديم ذلك"، وهذا يدفع اعتراض من ينكر المداومة على ذلك، أو من يدعي أن من السنة ترك السنة، فإن هذا كلام غير صحيح على عمومه، ولو فُهِم على ظاهره لكان تناقضًا؛ إذ حقيقة المستحب والمندوب والسنة هو ما أمر بفعله أمرًا غير جازم؛ فهو مأمور به وليس بمستحب تركه أصلًا، بل المستحب تركه إنما هو المكروه الذي نهي عن فعله نهيًا غير جازم، فصار تركه لذلك مستحبًّا.

وقد كان فعل الصحابة رضي الله عنهم على خلاف هذه المقولة فكانوا يتعاملون مع المستحب والمندوب من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكأنه واجب، فيداومون على فعله ويتلاومون على تركه؛ حرصًا منهم على التأسي بالحبيب صلى الله عليه وآله وسلم في كل صغيرة وكبيرة من أفعاله الشريفة، حتى كان بعضهم يتأسى بأفعاله الجِبِلِّيَّة صلى الله عليه وآله وسلم.

وقد روى ابن أبي شيبة في "المنصف" عن الشعبي رحمه الله تعالى أنه قال: "ما شهدت ابن عباس قرأ يوم الجمعة إلا (بتنزيل) و(هل أتي)".

ولعل المقصود من قال ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يترك بعض المستحبات خوفًا من أن تفرض على أمته أو يظن الناس أنها واجب، وأن العالم والمقتدي به قد يفعل ذلك لنفس الغرض؛ وذلك من باب سد الذرائع كما يقوله بعض العلماء من المالكية وغيرهم.

والتحقيق أن التوسع في باب سد الذرائع غير مرض، وقد يتصور هذا قبل استقرار الأحكام، أما بعد استقرارها وتمييز المستحب من الواجب فلا مدخل لهذه المقولة، ولا مجال للأخذ بها، فضلًا عن أن هذه السنة بخصوصها ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم المداومة عليها.

ولا يصح أن يجعل سد الذرائع وأمثال هذه المقولات حاجزًا بين الناس وبين المواظبة على سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قال أهل العلم: "سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أولى بالاتِّباع على كل حال".

فيديو قد يعجبك: