إعلان

فى ذكرى ميلاد .. "الطبلاوى" الحبة الأخيرة في عقد القراء القدامى

09:00 ص السبت 14 نوفمبر 2015

بقلم – هاني ضوه :

قيل عنه إنه آخر حبة في عقد قراء القرآن القدامى المصريين، حتى أنه أصبح نقيبًا للقرآء المصريين .. إنه الشيخ محمد محمود الطبلاوي.

ولد القارىء الشيخ محمد محمود الطبلاوي يوم 14/11/1934م في قرية ميت عقبة مركز إمبابة، بمحافظة الجيزة، وكانت قرية ميت عقبة تمتاز بكثرة الكتاتيب التي تحفظ القرآن الكريم بصورة كبيرة.

وبدأ الشيخ الطبلاوي طريقه مع كتاب الله من عمر الخامسة عندما ذهب به والده إلى أحد الكتاتيب التي عرف فيها بالطفل الموهوب نظرًا لموهبته في تجويد كتاب الله وحفظه، وانتهى الشيخ الطبلاوي من حفظه كاملاً في عمر التاسعة، وحرص على مداومة مراجعة شيوخي حتى لا يتفلت منه القرآن.

ولم يكن طريق الشيخ الطبلاوي مفروشًا بالورود في بداية حياته كقارئ للقرآن، فيقول عن ذلك: "بدأت قارئاً صغيراً غير معروف كأي قاريء شق طريقه بالنحت في الصخر وملاطمة أمواج الحياة المتقلبة فقرأت الخميس والأربعين والرواتب والذكرى السنوية وبعض المناسبات البسيطة، كل ذلك في بداية حياتي القرآنية قبل بلوغي الخامسة عشرة من عمري وكنت راضيا بما يقسمه الله لي من أجر، والذي لم يزد على ثلاثة جنيهات في السهرة ولما حصلت على خمسة جنيهات تخيلت أنني بلغت المجد ووصلت إلى القمة .

بعد ذلك بدأ صيت الشيخ الطبلاوي يزيد، فقرأ القرآن وانفرد بسهرات كثيرة وهو في الثانية عشرة من عمره ودعي لإحياء مآتم لكبار الموظفين والشخصيات البارزة والعائلات المعروفة بجوار مشاهير القراء الإذاعيين، واحتل بينهم مكانة مرموقة فاشتهر في الجيزة والقاهرة والقليوبية، وأصبح القارىء المفضل لكثير من العائلات الكبرى نظراً لقوة أدائه وقدراته العالية وروحه الشابة التي كانت تساعده على القراءة المتواصلة لمدة زمنية تزيد على الساعتين دون كلل ولا يظهر عليه الإرهاق بالإضافة إلى إصرار الناس على مواصلته للقراءة شوقاً للمزيد من الاستماع إليه لما تميز به من أداء فريد فرض موهبته على الساحة بقوة.

والتحق الشيخ الطبلاوي بالإذاعة، ليكون قارئًا معتمدًا، ولكن ذلك أيضًا لم يكن بالأمر السهل، فقد تقدم تسع مرات لاختبارات الإذاعة ولم يأذن الله له، وفي المرة العاشرة اعتمد قارئاً بالإذاعة بإجماع لجنة اختبار القراء، وأشاد المختصون بالموسيقى والنغم والانتقال من مقام موسيقي إلى مقام آخر بإمكاناته العالية، وحصل على تقدير "الإمتياز".

كانت الفترة ما بين 1975 وحتى 1980 بمثابة غزو مفاجىء من الشيخ الطبلاوي فاحتل المقدمة مع المرحوم الشيخ عبدالباسط الذي أعطاه الجمهور اللقب مدى حياته، وتمكن الشيخ الطبلاوي من تسجيل القرآن الكريم كاملاً مرتين .. مجوداً ومرتلاً.

لم تقف شهرة الشيخ الطبلاوي على مصر فقط، بل سافر إلى أكثر من ثمانين دولة عربية وإسلامية وأجنبية. بدعوات خاصة تارة ومبعوثاً من قبل وزارة الأوقاف والأزهر الشريف تارات أخرى ممثلاً مصر في العديد من المؤتمرات، ومحكماً لكثير من المسابقات الدولية التي تقام بين حفظة القرآن من كل دول العالم.

ويعتز الشيخ الطبلاوي كثيرًا بقراءته القرآن في جوف الكعبة لدى مشاركته في غسيلها بحضور العاهل السعودي الراحل الملك "خالد"، ويعتبره- مع قراءة القرآن في الحرم النبوي والمسجد الأقصى- من أهم المحطات في حياته، والتي يعتز بها كثيرًا ولا يمكن أنْ تُزال من ذكراته، بل إنَّه لا يمل من تذكير أحفاده بها وتلاميذه ومحبيه.

وقد تم تكريم الشيخ محمد الطبلاوي نظرا لكل ما قدم في خدمة المصحف الشريف من دولة لبنان بمنحه وسام احتفال ليلة القدر.

فيديو قد يعجبك: