إعلان

"شاومنج" اللهو الخفي وراء تسريب امتحانات الثانوية العامة

04:07 م الإثنين 08 يونيو 2015

كتبت – يسرا سلامة:
بين حذاء وجورب، أو في أكمة قمصان وعلى الايدى وتحت الملابس، كانت تلك طرق قديمة، يستخدمها عدد من الطلاب من أجل الغش في الامتحانات، خاصة الثانوية العامة التي ينشد بها الطلاب أعلى الدرجات، من أجل اللحاق بالجامعات، غير أنه في السنوات الأخيرة باتت التكنولوجيا أداة في أيدي الطلاب لتكون وسيلة للغش.

ما بدا رغبة لبعض الطلاب في نقل الاسئلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح تحدي بين وزارة التربية والتعليم و"اللهو الخفي"، الذي يتحدى الوزارة في تسريب أسئلة الامتحانات فور بدء الوقت الأصلي لها.

صفحات الغش تتحدي الوازرة

عدد من الصفحات الإلكترونية من أشهرها "شاومنج بيغشش ثانوية عامة" و"شاومنج" و"غشاشون فدائيون" تحدوا وزارة التربية والتعليم في تقديم ما اسموه بـ"خدمة" لطلاب الثالث الثانوي بتسريب الامتحانات، بدأت أمس في امتحان اللغة العربية والتربية الدينية من صفحة "غشاشون فدائيون"، و"كله مجاني" من أجل الطلاب بحسب مؤسسي الصفحة.

أولياء الأمور: نضمن منين صحة الامتحان؟

دموع انهمرت من عيني والدة الطالبة "أم آلاء"، والتي تنتظرها أمام مدرسة المنيرة الثانوية بنات، بكت فور رؤيتها تلوح لها بسهولة الامتحان من داخل اللجنة فور انتهاءه، وفي انتظار امتحان مادة التربية الدينية، "أسبوع بحاله لا بتنام ولا تشرب عشان الامتحان خايفة منه" تقول الأم، لا تعتقد السيدة أن تسريب الامتحان عبر مواقع التواصل يفيد الطلاب باللجان من الداخل.

والدة "مروة" اتفقت مع قرينتها في الأمر نفسه، تقول لـ"مصراوي إنه "لا يوجد دليل إن كان الامتحان المسرب حقيقي أم لا، بجانب أنه من الصعوبة أن تصل تلك الامتحانات المسربة للطلاب، بعد أن منعت الوزارة المحمول عن الممتحنين.

المعلمون: الغش الالكتروني ضياع لمجهودنا

مدرس اللغة العربية أحمد عوض يقول لـ"مصراوي" إن تسريب الامتحانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا يفيد الطالب، ويضر كذلك بالمعلم؛ وذلك بعد أن بذل المعلمون مجهودا مضنيا مع الطلاب، ليتساوى الطالب المجتهد بالفاشل إذا حصل الأخير على جهاز محمول.

الوزارة: نستخدم نفس الأسلوب لمحاربة الغش

من ناحية أخرى قال رئيس امتحانات الثانوية العامة محمد سعد إن تلك المحاولات من خروج أسئلة الامتحانات شئ سيئ ويجب محاربته، وذلك بعد ضبط 25 حالة غش باستخدام المحمول بداخل كل لجان الثانوية العامة.

وأضاف سعد إن تلك المحاولات لا تعد كارثية بجانب العدد الكبير الذي يؤدي الامتحان وهو ما يبلغ نصف مليون طالب على مستوى الجمهورية، مشيرا إلى أن تلك الصفحات هدفها سياسي في أن تكون ضد النظام، وليس خدمة الطلبة.

الأمر ذاته أكده وزير التربية والتعليم محب الرافعي في تصريحات صحفية له بأن تلك الصفحات ورائها جماعات تكفيرية –بحسب تعبيره– وأن هدفها ضد وزارة التربية والتعليم، وليس مساعدة الطلاب، خاصة أن الوزارة أصدرت قرار رقم 500 والذي ينص لأول مرة منع الموبايل نهائيا داخل اللجان.

وقد أنشات وزارة التربية والتعليم لجنة لمكافحة الغش الإلكتروني من أجل محاربة تلك الصفحات بعمل report أو الإبلاغ عن تلك الصفحات، وهو ما سخر منه مسئولي الصفحات بقولهم: "الوزارة بتهكر علينا".

الطلاب: المحمول ممنوع "استفدنا إيه؟"

لا تجد مارينا الطالبة بالصف الثالث الثانوي بمدرسة المنيرة، أيضا أي فائدة من تسريب الامتحان عبر مواقع التواصل، لتقول إن بعض الطلاب ينتظروا الإجابات أهم من الأسئلة، وإن نجح الطلاب في خروج الأسئلة فلا تصل الاجابات لهم بنفس الطريقة.

أما "عبد الله السيد" الطالب في مدرسة الخديوية بالسيدة زينب فيقول إن وسائل الغش الإلكتروني ليست مفيدة لكل الطلاب، لأن التسريب لا يصل إلينا في اللجان، مضيفا: "أنا اول مرة أعرف ان فيه تسريب لما خرجت من اللجنة، طب انا استفدت إيه؟".

خبير تكنولوجي: التكنولوجيا غير مسؤولة

التكنولوجيا يتم استخدامها استخدام خاطئ لكنها غير مسؤولة".. هكذا قال الخبير التكنولوجي والمعلوماتي "أحمد طبال" حول ماهية استخدام التكنولوجيا في تسريب الامتحانات باستخدام المحمول.

وأشار طبال أن الوزارة تتبع منهج ليس صحيحا في محاربة الغش الإلكتروني، إذ أن الطالب يؤسس لعشر صفحات لتسريب الامتحان في الوقت الذي تغلق فيه الوزارة صفحة واحدة، مشيرا إلى أن التشديد الأمنى على اللجان والمراقبين ومنع دخول اجهزة الموبايل الحديثة، هو ما يمنع تسرب الامتحانات، ووسائل التواصل لم تضر بشكل مباشر لانها مجرد وسيلة.

فيديو قد يعجبك: