إعلان

"عم خالد كشف المستور قبل وفاته".. "حكاية شهيد لقمة العيش" في بنها

08:59 م الثلاثاء 19 فبراير 2019

القليوبية - أسامة علاء الدين:

استدرجوه إلى حيث يريدون، وشرعوا في وجهه الأسلحة، بل وطعنوه، لكنهم في النهاية فروا أمامه هاربين حين تيقنوا أنه أقوى منهم، وأن الحق دائمًا أقوى من الباطل، هكذا بدأت وانتهت قصة "عم خالد والمجرمين الأربعة"، قبل أن يتحول إلى بطل ورمز في أعين جميع من عرفوا قصته.

"عم خالد"، قصة بطولة تداولها سكان مدينة بنها في محافظة القليوبية، حتى أن الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي غيروا صورتهم التعريفية إلى صورة الشهيد "خالد زكريا"، صاحب الـ59 عامًا، والذي روى حادثة الاعتداء عليه قبل وفاته، بعدما استدرجه 4 بلطجية لسرقة سيارته، التي يعمل عليها إلى جانب وظيفته، ونجح في مقاومتهم وفروا هاربين، ولكنه أصيب بإصابات بالغة نتيجة طعنه عدة طعنات، واتجه بسيارته إلي المستشفى ولم يتمكن الأطباء من إسعافه ولفظ أنفاسه الأخيرة.

أول الحكاية

"ضرب أروع مثال في البطولة والاستبسال".. هكذا بدأ "هاني مسعد"، أحد أقارب المجني عليه، حديثه لـ"مصراوي"، مؤكدًا أن "عم خالد"، رفض أن يكون جبانًا ويمتثل لمطالب المجرمين ويسلمهم سيارته التي تعينه في الإنفاق علي أسرته.

وأضاف "مسعد"، أن الواقعة بدأت عندما طلب شخصين مجهولين من "عم خالد" توصيلهم من مدينة بنها إلى مكان آخر في مدينة طوخ، وبالفعل وافق على طلبهم، وفي منتصف الطريق طلبا منه التوقف من أجل ركوب شخصين آخرين بحجة أن الطريق مظلم وليس من الشهامة تركهم في منتصف الطريق، وبعد عدة دقائق وفي منطقة نائية طلبوا منه التوقف جانبًا وترك سيارته من أجل الاستيلاء عليها.

وتابع "مسعد"، أن المجني عليه رفض طلب "البلطجية"، وطلب منهم مغادرة السيارة على الفور، لكنهم بادروا برفع الأسلحة البيضاء وتهديده بالقتل حال عدم الامتثال لأوامرهم، فقاومهم ونجح في التخلص منهم، وهربوا بعد أن تيقنوا أنه لن يترك لهم سيارته، واكتشف "الشهيد" أن إصابته بالغة وأنه ينزف من شريان في رقبته، واتجه مسرعًا إلى مستشفى طوخ المركزي التي مكث بها ساعة كاملة روي خلالها واقعة محاولة السطو على سيارته، قبل أن يفشل الأطباء في وقف نزيف الدم، فأسلم روحه إلى خالقها.

النار في صدور أسرته

من جانبه قال "أحمد طاهر"، قريب المجني عليه، "حسبي الله ونعم الوكيل في المجرمين"، موضحًا أن الجناة لم يُقبض عليهم حتى الآن، مشيرًا إلى أن أسرة المجني عليه تشعر بالحزن لأن القتلة لا يزالون أحرارًا، مطالبًا الأجهزة الأمنية بسرعة القبض عليهم وتقديمهم للعدالة، حتى تنطفئ النار التي بداخل صدور أسرة الشهيد.

تحقيقات الشرطة

بدأت الواقعة بتلقي العميد حسني نصار مفتش مباحث بنها، بلاغًا من مستشفى طوخ المركزي بوصول "خالد زكريا حسن أحمد، 59 عامًا، موظف ومقيم في دائرة قسم أول بنها، مصابًا بجرح في الرقبة وجرح قطعي باليد اليمنى مستقلاً السيارة قيادته ماركة "سوزوكي".

بالانتقال والفحص وسؤال المصاب أفاد بأنه حال سيره بالسيارة قيادته بناحية مدينة بنها، استوقفه شخصان وطلبا توصيلهما إلى قرية "السفاينة" دائرة مركز طوخ، ولدى وصولهما إلى مدخل القرية حاولا الاستيلاء على السيارة بصحبة شخصين آخرين أقلهما من الطريق، واعتدوا عليه بالضرب وأحدثوا ما به من إصابات، إلا أنه تمكن من مقاومتهم ومنعهم من الاستيلاء عليها وفروا هاربين.

جرى حجز المصاب بالمستشفى وتوفي إثر إصابته خلال فترة تلقي العلاج، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 3297 جنح مركز طوخ لسنة 2019.

فيديو قد يعجبك: