إعلان

"صفقة القرن" هدية ترامب لنتنياهو.. "نيويورك تايمز" تُفند الخطة المزعومة للسلام

11:23 م الإثنين 27 يناير 2020

ترامب ونتنياهو

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد صفوت:

ترى صحيفة "نيويووك تايمز" أن زيارة بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إلى واشنطن، ولقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليست للإعلان عن خطة ترامب المزعومة للسلام في الشرق الأوسط والمعروفة بـ"صفقة القرن"؛ لكنها مجرد دفعة لحملة نتنياهو الانتخابية لبقائه في السلطة.

بدأ نتنياهو زيارته إلى واشنطن، اليوم الإثنين؛ حيث من المتوقع أن يكشف الرئيس الأمريكي عن تفاصيل خطته للسلام، التي استغرقت أكثر من 3 سنوات منذ الإعلان عنها.

وتقول الصحيفة الأمريكية: "إنه بعد أقل من شهر على أداء ترامب اليمين الدستورية، رحَّب بنتنياهو في البيت الأبيض، ووعده بالتوسط في اتفاق سلام بين إسرائيل وفلسطين، في أزمة فشل نصف الرؤساء الذين سبقوه في حلها"، مشيرةً إلى تصريح ترامب في 2017، الذي قال فيه: "أعتقد أننا سنبرم صفقة. قد تكون صفقة أكبر وأفضل مما يفهمه الناس في هذه الغرفة".

وأضاف ترامب، آنذاك، وخلال جلوس نتنياهو بجواره، أن أي مفاوضات تحتاج إلى تنازلات من الطرفَين، موجهًا حديثه إلى نتنياهو، قائلًا: "أنت تعلم ذلك، أليس كذلك؟"، وابتسم الأخير، قائلًا: "كلا الطرفَين".

ويزور نتنياهو، على مدى اليومَين المتتاليين، الإثنين والثلاثاء، واشنطن؛ حيث من المقرر أن يكشف ترامب عن تفاصيل خطته للسلام في الشرق الأوسط، حسبما أعلن اليوم من البيت الأبيض.

وصرح نتنياهو، قبل زيارته إلى واشنطن، بأنه سوف يصنع التاريخ مع ترامب خلال زيارته الحالية.

وتقول "نيويورك تايمز": "إن بيني جانتس، منافس نتنياهو، حضر إلى واشنطن للقاء ترامب على حدة، مع أنه رفض الدعوة؛ خشية أن تكون مجرد فخ سياسي يلعب فيه نتنياهو رجل الدولة.. وبينما يبدو جانتس شخصًا تافهًا بالمقارنة، يرى المحللون أنه لا يستطيع تجاهل دعوة ترامب الذي يحظى بشعبية في إسرائيل".

وتضيف الصحيفة أن الفلسطينيين الذين قاطعوا الحديث مع ترامب، بعد أوامره بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، في ديسمبر 2017، لن يشاركوا في الاجتماع المقرر للكشف عن تفاصيل الصفقة، التي تعهدوا برفضها.

وتحدثت الصحيفة عن مارتن إنديك، الذي عمل سفيرًا للولايات المتحدة في إسرائيل ومبعوثًا خاصًّا في إدارة باراك أوباما للإسرائيليين والفلسطينيين، الذي علَّق قائلاً: "هذه ليست خطة سلام على الإطلاق، وكيف تكون للسلام دون مشاركة فلسطينية؟! وفي منتصف انتخابات إسرائيلية؟!"، واصفًا إياها بـ"مهزلة من البداية إلى النهاية".

وعلقت "نيويورك تايمز"، على تصريح إنديك، قائلةً: "إن تعليقه قاسٍ؛ ولكنه ليس وحيدًا في موقفه بين الدبلوماسيين الذين عملوا على الجهود السلمية السابقة".

وتضيف الصحيفة أنه ومثل البقية من الديمقراطيين والجمهوريين، راقب الأيام الأولى من إدارة ترامب بنوع من الإثارة والأمل؛ حيث اعتقد أن هذا الرئيس غير الدبلوماسي ربما كان قادرًا على تحقيق اختراق دبلوماسي حيث فشل الآخرون، بل واشترك بعض الأشخاص في المنطقة في الرؤية التي ينتصر فيها الأمل على التجربة.

وجلب ترامب معه تباهيه بالقدرة على صناعة الصفقات وحدس العاملين في قطاع العقارات لمشكلة تتعلق بالخلاف على التاريخ. وزادت علاقته بنتنياهو؛ الأمر الذي فشل فيه أوباما، ومن الآمال على قدرته استخراج تنازلات من إسرائيل، وكدليل على اهتمامه بالأمر فقد كلَّف مستشاره وصهره جاريد كوشنر بالملف.

وترأس كوشنر فريقًا مكونًا من جيسون جرينبلات محامي مؤسسة ترامب السابق، وديفيد فريدمان محامي الإفلاسات الذي عيَّنه ترامب سفيرًا لدى إسرائيل، وأصبح من أكثر الشخصيات تأثيرًا على ترامب في الشأن الإسرائيلي.

وتقول الصحيفة إن كوشنر وجرينبلات تجوَّلا لعدة أشهر في الشرق الأوسط، والتقيا قادة السعودية ومصر والأردن وبقية الدول. وقامت استراتيجيتهما على "من الخارج للداخل"، وتهدف إلى الحصول على دعم من تحالف عربي لخطة السلام.

ويأمل البيت الأبيض في أن يضغط الزعماء العرب على السلطة الفلسطينية؛ لقبول ما قدمه ترامب.

وتضيف "نيويورك تايمز" أن أنصار ترامب في الولايات المتحدة المؤيدين لإسرائيل لعبوا دورًا مهمًّا وعبَّروا عن قلقهم من ممارسة ترامب الضغط على نتنياهو؛ حيث أخبر ترامب نتنياهو بأن التوسع السريع للاستيطان لا يسهم في السلام ولا التوصل إلى اتفاق مع فلسطين، وذلك بعد لقاء ترامب الرئيسَ الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، في مايو 2017.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن ترامب نشر عقب لقاء أبو مازن، تغريدة قال فيها إنه "تشرف بلقائه"، والتي اختفت لاحقًا من حسابه على "تويتر".

وتقول الصحيفة أيضًا إن إعلان ترامب نقل السفارة إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل أسعد الإنجيليين والمتبرعين لحملته؛ مثل شيلدون إديلسون صاحب ملهى ليلي في لاس فيجاس.

قرار نقل السفارة الأمريكية أبعد الفلسطينيين الذين قطعوا العلاقة مع البيت الأبيض، وأفشل الجهود التي كان البيت الأبيض يأمل في تحقيقها مع الدول العربية وإقناعها بدعم خطة السلام. كما أدانه الملك سلمان مؤكدًا، وقتها، أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية.

المقاطعة الفلسطينية لم تعجب ترامب، ورد بشكل قاسٍ، بشكل أشبه بالمعاقبة؛ إذ قطع مئات الملايين من الدولارات كمساعدة للسلطة الفلسطينية، فضلًا عن تمويل وكالة الأمم المتحدة التي تساعد اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

وأغلقت وزارة الخارجية مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وخفضت من مستوى القنصلية الأمريكية في القدس، رغم كونها قناة للتواصل مع الفلسطينيين، ودمجت مع السفارة تحت سلطة فريدمان الذي قال لاحقًا: "إن إسرائيل لها حق ضم أراضٍ في الضفة الغربية".

ورغم عدم الكشف عن الخطة؛ فإن شكلها أصبح واضحًا، فهي لا تتحدث عن دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، ولا عن القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية، ولا تعترف بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين أو تعويضهم.

وازداد الخلاف مع الفلسطينيين؛ لكنه لم يمنع كوشنر وجرينبلات من عملهما على الخطة تحت غطاء من السرية، إذ أعدّا وثيقة من عدة صفحات تضم مقترحات زعما أنها تضم حلولًا للأزمات الرئيسية؛ مثل الحدود والأمن ووضع القدس واللاجئين.

في مارس 2018، قال كوشنر، الذي غادر الإدارة الأمريكية: "إن الفلسطينيين والإسرائيليين سيجدون في الخطة أشياءً مقبولة وغير مقبولة لهم، ولكن كان من الواضح بالفعل أنه ستتم الإمالة بشدة لصالح إسرائيل، أو بتعبير أدق لصالح حليفهم المحاصر، نتنياهو".

وأشارت "نيويورك تايمز"، خلال تقريرها، إلى تهم الفساد والرشوة التي وجهت إلى نتنياهو مطلع العام الماضي، والتي هددت مستقبله وحياته السياسية، وقبل انتخابات أبريل الماضي، قدَّم له ترامب هدية وأعلن تراجع واشنطن عن سياسة استمرت عقودًا واعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة منذ حرب 1967.

وترى الصحيفة أن إعلان كوشنر، في يونيو الماضي، عن نية الولايات جمع 50 مليار دولار لتحسين حياة الفلسطينيين وجيرانهم العرب، هو تحول للانتباه من السياسة إلى الاقتصاد؛ خصوصًا في ظل عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل خلال العام الماضي.

وعنون كوشنر خطته الاقتصادية باسم "السلام والازدهار" التي وصفتها الصحيفة بـ"نشرة ترويجية عقارية"، وقدمها في مؤتمر بالبحرين عُقد على مدى يومَين، وقاطعها الفلسطينيون وتجاهلها زعماء عرب آخرون.

واختتم الصحيفة تقريرها قائلةً: "إن نتنياهو رغم اعتراف واشنطن بسيادة بلاده على الجولان؛ فإنه فشل في حصد الأغلبية بالكنيست في انتخابات سبتمبر الماضي، وإن إعلان ترامب عن خطته للسلام في هذا الوقت ما هو إلا منحه يقدمها إلى نتنياهو قبيل الانتخابات المنتظرة في إسرائيل".

فيديو قد يعجبك: