تحليل .. البدري ينال من الأهلي بـ "التدوير الفاسد"

كتب - محمد يسري مرشد:

دفع الأهلي الثمن، ثمن "التدوير" السلاح الفاسد الذى ارتد فى الفريق مخلفاً إصابات بالجملة وانعدام منافسة فكانت النتيجة التعادل أمام الترجي وفشل الأحمر فى الفوز للمباراة الثالثة على التوالي .

ويتصدر التدوير الفاسد قائمة الخطايا "الفنية" التى ارتكبها البدري بعيداً عن فشل لجنة الكرة بالنادي الأحمر فى إدارة الفريق والتدعيم ومراجعة المدير الفني والتنسيق معه بعض القرارات ولكن دعونا نبدأ من التدوير.

التدوير "rotation" مصطلح جديد ظهر أخر 4 سنوات بالدورى المصرى بالتزامن مع ضغط المباريات وتولي أحمد حسام "ميدو" تدريب الزمالك فى ولايته الأولي والتى حاوله خلالها نقل تجربة الأسباني رافاييل بينيتز رائد التدوير.

وكان المدرب الأسباني رافاييل بينيتيز قد قدم – التدوير - تجربته للعالم مع فالنسيا الاسباني فى ثلاث مواسم ( 2001 :2004) فى حقبة لا تنسي للخفافيش شهدت الفوز بالدورى الأسباني (الليجا) مرتين وكأس الإتحاد الأوروبي مرة ، كانت مولد (اى الحقبة) التدوير لترتبط هذه التجربة بكل محطات بينيتيز التدريبية فيما بعد وابرزها : ليفربول ، نابولي ، ريال مدريد.

وقال أخصائى اللياقة البدنية باكو دي ميجيل رفيق درب بينيتيز والحاصل على الماجستير فى اللياقة البدنية عن تدوير "رافا" فى تصريحات سابقة لصحيفة ماركا الإسبانية : كنت محظوظاً لمشاهدة التجربة التى قدمها بينيتيز وكانت ملهمة للمدربين فى العالم.

وشرح ميجيل فلسفة التدوير الذى قادها رافا وقال " ثلاثة اسباب رئيسية للتدوير ، الأول تجنب الهبوط فى اللياقة البدنية فى ظل توالي المباريات ، الثانى الوقاية من الإصابات ، والثالث زرع التنافس بين أفراد افراد الفريق وتطبيق هذا الأسلوب (أى التدوير ) يكون فى ظل كثافة عالية من المباريات ".

وبالعودة للأهلي فأن المدير الفنى للأهلي أشرك العديد من اللاعبين بالفعل ولكنه أفرغ التدوير من أهدافه عن طريق العشوائية التى أدار بها الأمور ، إشراك اللاعبين ومنحهم الفرص وقيدهم وعدم قيدهم بات علامة استفهام كبيرة ، طوال ما يقرب من العامين اعتمد المدير الفنى على مجموعة بعينها فى كل المناسبات الهامة وبالتالي توالت الإصابات وغابت المنافسة على عكس أهداف التدوير.

البدري فى مباراة الترجي أصر على طريقة 4-2-3-1 التى لا يطبق غيرها مهما كان اسماء المتواجدين معه وجودتهم وقدرتهم على تطبيق هذه الطريقة ، فتحي ، نجيب ، أيمن فى الدفاع ، عاشور والسولية فى الوسط والجديد الذى فاجأ بها البدري الجميع ، باكا الجناح الأيسر لعب جناحاً أيمن ميدو جابر الجناح الأيمن لعب فى الجناح الأيسر ووليد سليمان صانع ألعاب خلف مروان محسن المهاجم.

لم يفوت البدري الفرصة كعادته فى وضع لمسته الزائدة وفلسفته الخاصة ، طريقة 4-2-3-1 التى يطبقها كان يلعب فيها بالأجنحة العكسية لتسهيل مهمة التسجيل عليها ، بمعني اللاعب الذى يلعب بقدمه اليمني يلعب على الجهة اليسري كأجايي أمام معلول ، واللاعب الذى يلعب بقدم اليسري أمام فتحي، فقرر البدري التغيير و"لخبط" الثلاثي ما خلف المهاجم بتغيير الجميع.

طريقة الترجي فى الشوط الأول ساهمت فى تحجيم الأهلي حيث لعب الضيوف بطريقة 4-3-3 ، ساح الدربالي ظهير أيمن ، شمس الدين الزوادي قلب دفاع وخليل شمام بجواره ، الربيع ظهير أيسر ، ثلاثي وسط الملعب فرانك كوم وكوليبالي ومحمد على منصر ، أنيس البدري على اليمين والمفاجأة هيثم جويني على اليسار والخنيسي فى الهجوم .

المدير الفنى للترجي كان ذكياً فى للعب بجناحين البدري على رحيل والجويني على فتحي لإيقاف تقدمهما ووضحت تعليماته بعدم تقدم الدربالي والربيع فاستطاع سد ثغرة الأطراف وساعده البدري بتوزيع اللاعبين.

هبط مستوى اللياقة البدنية الترجي بشكل لافت فى الشوط الثاني الذى سيطر عليه الأهلي ، التغيير الإضراري بخروج السولية وفتحي منح الأحمر قوة فى نصف الملعب محمود وجود هاني وعدم جاهزية يوسف البلايلي بدل الجويني فيما استطاع صبري رحيل استثمار حالة أنيس البدري أسوأ لاعب فى المباراة .

باكا جاء من الدار للنار والحقيقة أنه لاعب صغيره قابل للتطور وليس نجماً أرهق دفاع الترجي بانطلاقاته ولكن انهاء الهجمات كان كارثيا ومع ذلك مثل خطورة كان يمكن أن يبقي ويبدر البدري بالدفع بصلاح محسن الجناح السريح الأخير واستثمار حالة الترجي المرهق .

الخطأ الثاني الجمود الخططي للمدير الفنى ، الأهلي فى وجود هشام محمد من الممكن أن يلعب 4-3-3 واستخدامه لاعب وسط رقم 8 مع الدفع بباكا وصلاح محسن خلف مروان محسن، سرعة فى الأمام ، ضغط على أطراف الترجي حتى مفاجئة الخصم بطريقة جديدة.

تعادل الأهلي جاءت بطعم الخسارة ، أخطاء الحكم ضد الأهلي ساهمت فى انتهاء المباراة بالتعادل ولكن أخطاء الجهاز الفني للأهلي تسبب فى النتائج بالمباريات الأخيرة ومن قبلها لجنة الكرة ، فالجميع فشل فى إدارة الفريق الحالي .