هل يستمر المخ في العمل بعد الموت السريري؟

كتبت - مي محمد:

هل تساءلت يوما عما يحدث للمخ حين يترك الإنسان الحياة؟ هل يظل يعمل بعد الموت؟ يقول موقع "ني بوست" إن العلماء عجزوا عن إيجاد ردود شافية على هذه الأسئلة على مدى سنوات طويلة.

لكن في هذه الآونة، تمكن العلماء من اكتشاف ما يحدث لمخ الإنسان بعد الموت؛ حيث تستمر قدراته على إدراك ما حوله.

تساءل الدكتور الأمريكي سام بارتينا بالتعاون مع فريق العمل في كلية الطب بجامعة نيويورك، حول ما يحدث بعد مفارقة الحياه وتوقف المخ عن العمل.، حيث قام الفريق بدراسات شملت شملت من يعانون من سكتات قلبية وعادوا بعد ذلك للحياة في كل من أوروبا وأمريكا.

ويقول الدكتور بارنيا لموقع "لايف ساينس" أن هؤلاء المرضى سيوضحون عقب العودة للحياة مره أخرى، أنهم كانوا على دراية كاملة بما يجرى حولهم وسيؤكدون ذلك بشرح ما كان يفعله الأطباء والممرضات أثناء عملهم، وسيسردون الأحاديث التي تمت خلال هذه الفترة.

وتم التحقق من هذه النتائج بواسطة فريق عمل طبى أكد على أن المرضى استطاعوا تذكر أدق التفاصيل حولهم.

والمعنى الطبي المقصود بالموت الإكلينيكي وهو توقف نبض القلب ومن ثم عدم وصول الدم للمخ، مما يشير إلى توقف وظائف المخ عن العمل وبالتالي تغادر الروح جسم الإنسان.

كما يضيف بارنيا أن قشرة المخ، وهى الجزء المسؤول عن الفهم والاستيعاب، تبدأ في الاسترخاء، كما يوضح بارنيا المقصود بالموت وهو عند توقف ظهور الموجات الدماغية بشاشة المتابعة لنشاط المخ والقلب بغرف الرعاية المركزة خلال فترة تتراوح بين دقيقتين إلى عشرين، وهو ما ينتج عنه توقف كامل لوظائف المخ.

كما لاحظ بارنيا وزملاؤه مدى تأثر المخ أثناء السكتات القلبية من أجل تحديد العلاقة بين هذه التجارب ونشاط المخ.

وأضاف بارنيا قائلا أنه في نفس الوقت وبالتعاون مع زملاؤه، قاموا بدراسة العقل البشرى والقدرة على الإدراك في سياق الوفاه، من أجل اكتشاف ما إذا كان الإدراك يظل مستمرا لفترة زمنية محددة بعد الوفاه أم لا، ومدى ارتباط ذلك بما يحدث داخل المخ طوال حياه الإنسان.

وهى ليست المرة الأولى التي يسجل فيها نشاط المخ بعد الوفاه.

وكان بعض الأطباء العاملون بإحدى غرف العناية المركزة في كندا قد اكتشفوا في شهر مارس الماضي، أن نشاط المخ لدى شخص متوفى بين أربعة ظل مستمرا لمدة تجاوزت العشر دقائق عقب إعلان الفريق الطبي وفاته إكلينيكيا، حيث استمر ظهور موجات المخ كالتي تحدث أثناء النوم.

كذلك وجد الباحثون أن تجارب الوفاه يمكن أن تختلف بشدة من شخص لأخر، حيث يكون لكل مريض نتائج رسم كهربائي مختلف للمخ أي أن النشاط الكهربائي قبل وبعد الوفاه الإكلينيكية تكون مختلفة.