إعلان

اليشيا جريفز: الرجل الذي أمد ناطحات السحاب بشريان الحياة

01:29 م الأحد 03 أغسطس 2014

صورة تخيلية لـ"اليشيا" أثناء اختباره لوسائل السلام

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد منصور:

يقول الباحثون إن أثر المباني العملاقة على تطور الحياة الحديثة يوازي، إن لم يكن يزيد عن، أثر السيارة، فيما يؤكد المهندسون أنه لولا المصاعد ما كان لناطحات السحاب أى وجود.

في عام 1811، وتحديدًا في الثالث من أغسطس، ولد "اليشيا جريفز أوتيس" في إحدى ولايات شمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية، اهتم الصغير منذ نشأته بعلوم الحركة، غير أن متغيرات عائلية تسببت في انتقالهم إلى "نيويورك"، حيث استقرت العائلة في منزل صغير بمنطقة تُدعي "تروي"، هناك؛ اضطر الشاب الصغير للعمل كسائق عربة يجرها حصانين لمدة زادت عن خمس سنوات.

بينما ينهمك الشاب في عمله لتوفير المال إلى عائلته الصغيرة المُنشأة حديثًا، داهمته إحدى نوبات الالتهاب الرئوي التي كادت تقضي عليه، الأمر الذي دعاه للرجوع مرة أخري إلى "فيرمونت" مسقط رأسه، وبمجرد عودته، بدء الشاب في بناء "طاحونة"، تلك الطاحونة قادته ليكون أحد أهم رجال صناعة "المصاعد" في العالم.

كيف يُمكن كبح جماح الحركة؟ سؤال حاول "أوتيس" الإجابة عنه، بحث في سير الأولين عن تصميمات من شأنها "فرملة" الكيانات المتحركة بسهولة ويسر، غير أنه لم يجد ما قد يشفي غليل المعرفة المتأججة بداخله، وقتها؛ كانت حركات بناء المباني مُتعددة الطوابق آخذه في الانتشار، وأصبح من الطبيعي رؤية مبني مكون من 5 أدوار في أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة، وأصبحت الحاجة لتوفير وسائل ميكانيكية للصعود إلى الأدوار العُليا مُلحة، وإلا فالتوسع الأفقي هو البديل عن بناء الكيانات العملاقة

لسنوات طويلة، استخدم البنائون تقنيات مُختلفة لنقل البشر والاشياء إلى المباني المُرتفعة، بدء الأمر باستخدام حُجيرات صغيرة تعتمد علي رافعات وحبال، ثم بدء الأمر في الاعتماد على المعادن والأسلاك؛ ليصبح المصعد البدائي مُكون من قمرة صغيرة، مُزودة بأسلاك معدنية، تستخدم وسائل ميكانيكية للانتقال بشكل رأسي لأعلي وأسفل، غير أن ثمة مشكلة جعلت تعميم هذا النموذج على البنايات المُرتفعة أمراً مستحيلاً، فحال حدوث حادث ما يتسبب في قطع الأسلاك المعدنية، سيهوى المصعد في بئره ويصطدم بالأرض ليتحطم مع من بداخله.

في بداية أربعينات القرن التاسع عشر، توفيت زوجة "اليشيا"، تاركه له أطفال أصغرهم ما زال في طور الرضاعة، وقتها؛ عزم الزوج المكلوم على الشروع في عمل جديد ليبدأ حياته من جديد، انتقل مرة أخري إلى نيويورك ليجذبه مجال صناعة "المصاعد" الناشئ، ليقلب ذلك المجال رأسًا على عقب، فبعد أن كانت المصاعد تُستخدم على استحياء وتُصيب راكبيها بالذُعر والخوف بسبب ضعف وسائل تأمينها، تمكن "أوتيس" من تصميم جهاز سلامة يَحول دون وقوع المصاعد حال فشل كابل الرفع، وهو الأمر الذي ساهم في رفع نسب الأمان المتعلقة بصناعة المصاعد مما أدى إلى بناء مباني أعلى أكثر فأكثر.

كمكافأة على جهوده، حصل "اليشيا" على 500 دولار استغلها لأنشاء شركته الخاصة التي أسماها "أوتيس للمصاعد"، واليوم، وبعد نحو 170 عامًا على اختراعه آليات منع السقوط الحُر للمصعد، انتشرت المصاعد حول العالم لتصل إلى نحو 63 مليون مصعد، وأصبحت الشركة التي أسسها "اليشيا" مُخترع "فرملة المصعد" أكثر المؤسسات موثوقية في العالم، حيث يستخدم المصاعد المُزينة باسم "أوتيس" نحو 600 مليون شخص يوميًا، في جميع ارجاء المعمورة.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان