إعلان

من الاختراع للانتحار.. القصة الكاملة للعبة "الحوت الأزرق"

03:12 م الأربعاء 04 أبريل 2018

كتب- محمد نصار:
بين عشية وضحاها انتشرت لعبة الحوت الأزرق، أو ما تعرف باسم "تحدي الموت" لتسيطر على اهتمام العالم أجمع، نتيجة لسقوط عدد كبير من الضحايا بسببها في بلدان مختلفة من العالم.

وعلى عكس الانتشار والشهرة المؤخرة لها، تحمل لعبة الحوت الأزرق تاريخا يمتد لسنوات طويلة، بدأ ظهورها الأول في منذ ما يقرب من 5 سنوات تقريبا، وتحديدا في عام 2013.

تتكون اللعبة من تحديات متواصلة لمدة 50 يوما حاملة نفس عدد التحديات بنمط تحدٍ كل يوم، وما إن تجتاز واحدا حتى تأخذك الدوامة في المواصلة، وبمجرد أن تدخل اللعبة وتبدأها تسير نحو نقطة اللاعودة، والتي تجبرك على المواصلة، بتهديدات عن نشر معلوماتك الشخصية التي جرى الحصول عليها مسبقا حال فكرت في الانسحاب.

في نهاية المراحل الخمسين، وبعد مرور 50 يوما من الألم نتيجة لفعل ما تطلبه اللعبة من إيذاء بدني ونفسي للاعبين، تأتي لحظة الانتحار، وحالات كثيرة قضت نحبها نتيجة لهذه اللعبة.

وجاء مسمى اللعبة "الحوت الأزرق"، مأخوذا عن ظاهرة في عالم الحيتان تسمى "حيتان الشاطئ"، والتي ترتبط بفكرة الانتحار، نتيجة لجنوح هذه الحيتان على الشواطئ وبقائها عالقة حتى الموت.

بدأت اللعبة في الظهور للمرة الأولى في روسيا من العام 2013، مع "إف 57"، كونها واحدة من أسماء ما يعرف بـ "مجموعة الموت"، ويشتبه في كونها سبب عدد من حوادث الانتحار لاسيما في صفوف المراهقين.

كان الظهور الأول للعبة "الحوت الأزرق"، ضمن شبكة "فكونتاكتي"، وهو أحد مواقع الويب للتواصل الاجتماعي يمكن الدخول إليها مجانا، تشبه موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ويعتبر من أكثر المواقع شعبية في عدد من الدول منها "روسيا – أوكرانيا – بيلا روسيا – كازاخستان".

تأسست هذه الشبكة عام 2006، وتحتوي على الكثير من اللغات منها اللغة العربية، وتضم الكثير من الألعاب والتطبيقات، وعدد من الميزات الأخرى المهمة.

بحلول عام 2016، انتشرت لعبة الحوت الأزرق، في روسيا، وكان استخدامها على نطاق أوسع من قبل الشباب والمراهقين.

كانت اللعبة إلى ذلك الحين منذ تأسيسها عام 2013 محدودة الانتشار، لكن مقال بصحفية "نوفيا جازيتا" جلب الانتباه إليها، وربط العديد من ضحايا الانتحار باللعبة، وخلق ذلك موجة من الذعر الأخلاقي في روسيا.

في أعقاب حالة الذعر هذه، أُلقت السلطات القبض على "بوديكين" مخترع اللعبة، وأدين بتهمة التحريض ودفع ما لا يقل عن 16 فتاة مراهقة للانتحار.

نتيجة لحالة الذعر التي أصابت المجتمع الروسي بسبب المقال الذي نشرته الصحيفة الروسية، شرعت الحكومة إلى إقرار تشريع للوقاية من الانتحار، كما تجدد القلق العالمي بشأن ظاهرة الحوت الأزرق.

رغم محاولات موسكو إيقاف انتشار هذه اللعبة إلا أنها لم تستطع ذلك، وسرت اللعبة في مختلف دول العالم مخلفة في كل منها ضحايا كثر.

وخلفت الحوت "الأزرق" ضحايا في عدة دول، منها، "تونس - بنغلاديش - إيطاليا - روسيا - البرازيل - بلغاريا - الهند - الجزائر - السعودية - فرنسا - المغرب - مصر"، وما يزال الخطر مستمرا .

فيديو قد يعجبك: