إعلان

بعد "خليها تحمض".. لأي مدى قاطع المواطنون الفاكهة في السوق الشعبي؟

02:46 م الخميس 06 سبتمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

في حوالي الواحدة ظهرًا، على مقربة من سور مترو أنفاق القاهرة، بحي المرج، خفت حركة الزبائن حول الفاكهة المعروضة في الشارع. عكس ما اعتاد بائعو "السوق"، في وقتًا كهذا.

بداية الأسبوع الحالي، أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، حملة لمقاطعة الفاكهة، تحت عنوان "#خليها_تحمض"، بدأت أول سبتمبر الجاري وتنتهي في السابع من نفس الشهر، لـ"مواجهة ارتفاع أسعار الفاكهة في الفترة الأخيرة".

لكن في المرج، كان محمد إبراهيم يجلس على حجر أسفلتي، في سكون غير مُحبب لنفسه كما يصف، فوقه شمس حامية، وأمامه عربة ممتلئة بحبات الجوافة. زاد العزوف عن فاكهته في الأسابيع الأخيرة، فيما يعفي نفسه من تحمل المسؤولية عن ذلك.

منذ 15 عامًا. يعمل إبراهيم في بيع الفاكهة. عمل لا يعرف الرجل غيره. لذا يحكي عن زمن ليس ببعيد، كانت تصل فيه مبيعاته من الفاكهة لما يزيد عن الطن يوميًا. لكن انقلب الوضع تمامًا بعد العام 2011، قلت مبيعات الرجل بمرور السنوات تدريجيًا، حتى "نشفت خالص" في الأربع الأخيرة، كما يقول.

لم يسمع إبراهيم عن أمر "#خليها_تحمض"، يضيف ذلك وهو يُرتب أوراق عُدت بـ230 جنيهًا، هي حصيلة 6 ساعات من العمل على بيع حمولة كلفته بالأمس 4000 جنيهًا، قبل أن يحكي عن مقاطعة أخرى يعيش أجوائها كل يوم منذ شهور؛ فصال مع "الزبون"، ينتهي بتهديد الأخير بامتناعه عن شراء فاكهته مُستقبلًا.

في نفس الوقت، سمع محمد، مُعلم اللغة العربية بمدرسة في المرج، عن المقاطعة، في قنوات التلفزيون، يقول ذلك، وهو يقف أمام بائع يتراص بجانب آخرين لبيع الفاكهة، ليحمل منه قليلًا من حبات الرمان والبلح.

رغم التفات محمد إلى الحملة، لم يشغله كثيرًا الامتناع عن شراء الفاكهة، "هتجيب نتيجة؟ لا طبعًا"، طرح السؤال وأجاب بنفسه عليه، لذا لم يُغير عادته الأسبوعية، وهي أن يشتري الفاكهة 4 مرات في الشهر، لكنه يتمنى أن تنجح الحملة، وتنخفض الأسعار، فراتبه لم يتعد الـ2000 جنيهًا إلى اللحظة، رغم عمله بوزارة التعليم لأكثر من 20 عامًا.

عرف هاني أيضًا عن حملة المُقاطعة، لكن من النقاش مع زبائنه.

أمام عربة تتوزع عليها الموز، كان هاني يُنادي على بضاعته، والتي يبيع الكيلو منها بـ15 جنيهًا. ورغم تضرره من الحملة، حتى أنه أضطر قبل أيام، إلى بيع بعض من الموز الذي اشترى الكيلو منه بـ13جنيهًا، بسعر 12.5 "عشان ميسودش ويترمي"، إلا أنه يدعمها، ويتمنى أن تُحقق هدفها "لأن الناس تعبانة ومش حمل الأسعار دي.. بس لازم يعرفوا أن أنا مليش ذنب في الزيادات المستمرة دي، يروحوا للتجار الكبار بقى".

نفس الشيء يراه حسين. أمام عربة، معروض عليها العنب والمانجو، كان البائع يتفاهم مع أحد الزبائن حول السعر، وما أن فرغ، حتى تحدث عن منطقه في البيع بالمرج؛ "ده سوق شعبي.. ممكن يطلعلي في الكيلو ربع جنيه أونص جنيه.. المكسب بقى أني أحرق- أبيع- كتير.. يعني مفيش هنا الكلام بتاع التاجر بيضاعف في سعر الفاكهة ده".

رغم ذلك، امتنع أحمد السيد عن شراء الفاكهة منذ بداية الأسبوع، رغبة منه في المشاركة بأي فاعلية تهدف نحو "الأفضل". لن يخسر من محاولته الكثير كما يقول، "مش كل يوم باكل فاكهة أساسًا.. أسبوع من غير فاكهة مش هيجرى حاجة.. يمكن سعرها ينزل بعد الأسبوع، وأهو ده يبقى مكسب"، يضيف ذلك وهو يبتعد عن منطقة البيع في المرج إلى وجهته.

التمني نفسه، يستقر بداخل ماهر عطا. رغم ذلك نوى صاحب الـ54 عامًا شراء قليلًا من الفاكهة لأولاده.

بداخل "توك توك"، كان عطا يوصل الزبائن، من سوق المرج إلى خارجه، ومنهم سمع "طراطيش كلام" عن "#خليها_تحمض"، حملة إيجابية في نظره، لكنه يوضح مدى حب أولاده للفاكهة، يقول إنها واحدة من قليل تسعدهم، والأهم أنه يستطيع تقديمها لهم في ظل ظروفه المادية الصعبة "العيل ميفهمش بقى كلام المقاطعة وغيره.. العيل يقولك عايز فاكهة يا بابا.. هتعمل أنت أيه بقى؟".

فيديو قد يعجبك: