"درويش" حامل ذهب "البحر المتوسط" يحكي لمصراوي كواليس "الفوز التاريخي"

كتب- محمد زكريا:

قبل أيام، نجح رمضان درويش، لاعب الجودو المصري، في تحقيق رقم قياسي لنفسه، ولبلده مصر، إذ توّج بالذهبية الثالثة على التوالي في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وهو إنجاز تاريخي لم يعرفه لاعب آخر.

قبل أن تبدأ البطولة، ألعاب البحر المتوسط، استعد درويش جيدًا، بدأ لاعب الجودو تمريناته بمعسكر استمر 10 أيام في هولندا، تبعها 10 أيام في كرواتيا، قبل أن يعود مرة أخرى إلى هولندا، ليدخل في معسكر استمر 20 يومًا، وكانت تلك المدة "كافية أني أرجع لمستوايا الطبيعي"، كما يقول اللاعب لمصراوي.

في طراغونة الإسبانية، مدينة الدورة الثامنة عشر من البطولة، التي تُقام كل 4 سنوات للدول المُطلة على البحر المتوسط، لعب درويش مباراته الأولى أمام لاعب يوناني، فاز عليه بسهولة "كان لاعب ناشئ"، ليصعد إلى المباراة قبل النهائية، ويلتقي بلاعب فرنسا "كان جامد أوي".

بدأت المباراة المؤهلة للنهائي مثيرة، الفرنسي يُهاجم المصري بشراسة، مُتقدم عليه، بينما تبقى على النهاية 15 ثانية فقط، هذه أصعب لحظة مرت على درويش في البطولة، لكن الذهبية تلمع في عين المصري "دوست على نفسي جامد لحد ما عملت أسكور قبل انتهاء الماتش بـ7 ثوانٍ"، اجتهد درويش حتى النهاية، فكان له الفوز.

خرج درويش من المباراة "تعبان جدًا"، لكن طبيبه "أداني أدوية"، إلى أن شُفي اللاعب تمامًا، زاد من مرانه، ودرس طريقة لعب منافسه جيدًا، كأنه يلعب المباراة النهائية قبل أن تبدأ.

منافسه إيطالي، وتصنيفه مُتقدم، لكن درويش يمسك بحلمه، الفوز بالذهبية الثالثة، لن يرضى بغير هذا، أصبح اللاعب مستعد تمامًا للمباراة.

بدأت المباراة صعبة، "الإيطالي كان متهور في البداية"، لكن درويش يمتلك الخبرة الكافية لذلك، أمتص حماسه، "وعرفت ألعب على نقط ضعفه.. خلصت المباراة في 17 ثانية، وأثبت أن مستواي أعلى منه".

كانت سعادة درويش بالذهبية لا توصف، "شعور قوي جدًا"، تلقى أولى التهاني من والدته، كما اعتاد طوال مشواره. يقول بطل الجودو، إن هذا الإنجاز يُثقل "السي في بتاعي.. أنا اللاعب الوحيد اللي خدت ميدالية في ألعاب البحر المتوسط 3 مرات متتالية"، هذا يرفع من معنوياته، ويعده للفوز بأولمبياد طوكيو 2020، والتي هي هدفه الأسمى.

كانت ردود الفعل التي استقبلها درويش إيجابية، سعد اللاعب بما حملته وسائل التواصل الاجتماعي من امتنان لمجهوداته، "الناس كأنها تعبت معايا، عارفة إزاي تعبت وضحيت، عشان أخد الميدالية".

على مدار مشواره في لعبة الجودو، يواجه درويش الصعوبات، "سوء الإدارة.. غياب أي خطة محكمة.. مفيش سفر.. مشاكل مع المدربين"، لذلك يحتاج الفوز بالألقاب في مصر، في رأي اللاعب، إلى مجهود مضاعف، عكس منافسيه مثلًا، والذين يُمهد لهم كل سُبل الفوز.

لكن تلك المشاكل، وجد اللاعب حلا لها، في الفترة الأخيرة، أصبح له راعٍ، قبل بطولة ألعاب البحر المتوسط، يتحمل تكاليف سفره والمعسكرات التي يستعد فيها، هذا ساعده كثيرًا في تحقيق الفوز، كما أن دوره سيكون ضروريًا في مرحلة الإعداد لأولمبياد طوكيو 2020، والتي يحلم درويش بالحصول على ميدالية فيها.

بطل العالم في الجودو: لم أحصل على مرتب من الدولة.. والفوز بـ"أوزباكستان" خطوة لأولمبياد طوكيو (حوار)