إعلان

من اليمن إلى القاهرة.. "لولا" تُعيد مع المصريين بسبب الحرب

01:16 م الأحد 17 يونيو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- دعاء الفولي:

لا تغيب المشاهد عن عقلها. تذكر لولا محمد أيامها في اليمن بالتفصيل، كيف كانت تقضي العيد في مدينتها تعز، كيف تستقبل الصغار عقب الصلاة بابتسامة وتوزع عليهم الحلوى، كيف تخبز الكعك والمعمول بتروٍ وسعادة وكيف انطفأت تلك البهجة بعدما حل باليمن منذ ستة أعوام.

أسفل شجرة كبيرة بحديقة الأزهر، جلست السيدة الخمسينية رفقة زوجها وبقية أسرتها تحاول الاستمتاع بأجواء العيد في مصر، تسعى لنسيان مآسي الحرب ولو لفترة قليلة، لكنها لا تنفك تقارن بين العيد في القاهرة وتعز.

خلال السنوات الماضية كانت الأم تتحرك بين القاهرة واليمن بشكل مستمر، أجبرت الحرب أسرتها المكونة من أربعة أفراد النزوح من تعز إلى قرية تبعد حوالي نصف الساعة "رغم الأزمة إلا إننا كنا نحس فيها أجواء العيد أكتر من المدينة".

في القرية اليمنية وما أن يفرغ الناس من الصلاة حتى يجتمعوا في الساحات، يهنئون بعضهم بالعيد "الصغار لازم يطوفوا على البيوت ياخدوا حلويات وفلوس"، تضحك متذكرة شغبهم "كانوا ما يبطلوا دق على الباب حتى نعطيهم الشيكولاتة"، فيما تفتقد أصواتهم "حسهم وشقاوتهم كانت الشيء الوحيد اللي يحسسنا بالعيد"، إذ لم تنقطع تلك العادة حتى بعد الحرب.

ذلك العام هو الأول للسيدة اليمنية داخل مصر خلال العيد "في أشياء بتهون بعدنا عن الوطن كتير"، فالأجواء شبيهة جزئيا ببلدها "من حيث خروج الناس للمتنزهات"، مع اختلاف درجات الحرارة تماما "عندنا الجو معتدل عكس القاهرة حر كتير".

تقطن لولا في منطقة الدقي "صراحة هناك ما حسينا بجو العيد الصبح بسبب الهدوء"، لذا كان الذهاب لحديقة الأزهر بديلا جيدا "في القاهرة الأطفال كتير في العيد أيضا زي عندنا باليمن"، تضحك لولا قائلة "وكمان عندنا سمك مملح بس ما هو بشيء مقدس زي المصريين".

لا تعرف السيدة لفظ "الرنجة"، ولَم تعتد أكلها أو السمك بشكل عام في عيد الفطر "بنطبخ بالمنزل أو بنشتري وجبات لحوم من الخارج".

يدرس ولدا لولا الطب في مصر "عشان كدة بقالي كذا شهر هنا"، كانت زيارتها الأولى للقاهرة في الثمانينات "وقتها كانت فسحة مش مضطرين"، ترتاح السيدة في مصر "بس البعد عن الوطن مُرهق وحزين.. باليمن الناس مش قادرة تفرح".

قبل العيد بأيام وضعت لولا وأسرتها خطة للاحتفال بالعيد "قلنا نروح الحديقة صباحا وليلا نذهب للمولات"، أكثر ما يبهرها أن "القاهرة لا تنام أبدا"، غير أنها تفتقد أهلها في اليمن "لمة عيلتنا ما في شيء يعوضها"، تبتسم قائلة إن الحرب لم تنزع حب الحياة من شعبها، لذا لن تنقطع قدميها عن هناك أبدا.

فيديو قد يعجبك: