إعلان

أول طلعة بعد "غلاء البنزين".. كيف استقبل الركاب و4 سائقين القرار؟

04:53 م السبت 16 يونيو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت وتصوير- شروق غنيم:

في صباح ثاني أيام عيد الفطر؛ استعّد شحتة الشرقاوي للذهاب إلى عمله؛ في أول "طلعة" استقل سيارته الميكروباص نحو محطة الوقود المُعتاد، لم يكن يحمل همًّا سوى العودة بمبلغ جيد في نهاية الوردية لإعطاء أبنائه العيدية، حضّر مبلغ 72 جُنيهًا نظير صفيحة تحمل 20 لترًا من الجاز، غير أنه بمجرد الوصول إلى المكان فوجئ بارتفاع أسعار البنزين.

داخل محطة الوقود لم يكن ثمّة تغيير على الأسعار المدوّنة بالعداد، فقط ورقة بيضاء حملت الأسعار الجديدة، والتي بات بموجبها دفع مبلغ 110 جنيهًا نظير نفس الصفيحة "وبدفع 3 جنيه إجباري لما بشتريها غير سعرها".

1

في التاسعة من صباح اليوم السبت؛ أعلنت وزارة البترول، صباح اليوم السبت، زيادة أسعار المحروقات ستكون 5.50 للبنزين 80 و5:50 للسولار، و6.75 للبنزين 92، و7.75 للبنزين 95. وسعر أنبوبة البوتاجاز المنزلي 50 جنيهًا.

حين عاد الشرقاوي إلى الموقف المتواجد بمنطقة الوحدة العربية في شبرا الخيمة؛ أخبر أصدقاءه بما حدث، كآبة تعلو الوجوه، وأحاديث تدور حول ما ستكُره هذه الزيادة من ارتفاعات "البنزين مبيغلاش لوحده جمبه الزيت، قطع الإكسسوار، والصنايعية اللي بيصلحوا".

لم يكن يعرف محمد فاروق بأمر زيادة الأسعار "اللي بياكل عيش مبيقعدش قدام التلفزيون"، حين ذهب إلى الموقف الذي يعمل به جاءه النبأ من أصدقاؤه.

2

38 عامًا قضاهم في عمله كسائق ميكروباص "شغال من أيام ما كانت الأجرة بـ15 قرش"، خَبِر أمر ارتفاع أسعار المحروقات، تعامل معها بأشكال مختلفة، غير أن الخمسة أعوام الأخيرة كانت الأسعار تقفز بشكل مُفاجئ وكبير مقارنًة بالفترة التي عمل بها "أنا من إمبارح ولا إديت عيالي الخمسة عيدية ولا حاسين بالعيد من اللي بيحصل".

صعد الرُكاب عربة عمرو الجمل، أخبرهم الشاب العشريني قبل الانطلاق أن الأُجرة قد زادت نصف جينه، يسأله أحدهم "ده عشان العيد ولا إيه اللي حصل"، فيأتيهم الرد من سائقي الموقف "البنزين غِلي". تنتهي رحلة الميكروباص عند محطة مترو الأنفاق، يصرخ أحدهم "يعني أنا عشان أروح مشواري هدفع اتنين جنيه ميكروباص وتلاتة مترو؟".

خلال تسعة أعوام في العمل بنفس الموقف، توقّع الجمل ردود فعل الرُكاب، يحكي لوالده أن اليوم سيحمل لعنات من المواطنين "الكل بيتحسبن علينا رغم إن ملناش دعوة، الغلا على الكل".

3

داخل عربة متجهة إلى ميدان أحمد حلمي، سمع مينا زكريا عن زيادة أسعار الوقود رغم مرور ساعة على إعلانها "أنا يا دوب صحيت من النوم لبست عشان ألحق الشغل، مبصيتش في أخبار"، لكن حالة الميكروباص كانت كفيلة بنقل ما حدث له "أول ما ركبت الناس صّبحتني بإن الأجرة بقت باتنين جنيه ونص بدل اتنين جنيه".

حالة غليان تدور بنفس الشاب العشريني، غير أنه لا حيلة له بما جرى "مضايق وبفكر في إن كل حاجة بتغلى والمرتب هيكفي إيه ولا إيه، بس مفيش في إيدي حاجة أعملها، خلاص الموضوع بقى أمر واقع".

عام 1976 بدأ عطا إبراهيم العمل كسائق "الأجرة كانت بـ3 صاغ لحد أحمد حلمي"، غير أنّ المرض في السنوات الأخيرة جعله يترك المهنة، ويشتري عربة يعمل بها سائق آخر. صباح اليوم السبت كان هو والسائق في انتظار أول دور للعربة، غير أن حالة من الصخب انتابت الموقف "كل اللي عرف خبر الزيادة بقى يقول للتاني".

4

أخذ إبراهيم يفكر في السيناريوهات التابعة للقرار، صفيحة السولار التي تقضيه لمدة خمسة أدوار أصبحت بمبلغ 110 جنيهًا "غليت الأجرة نص جنيه، بس بفكر أنا لما أدفع المبلغ ده للجاز، وبعدين للسواق أنا هيتبقالي كام؟".

لدى إبراهيم أربعة ابناء "بفكر هما كمان هيعملوا إيه، زي ما بركّب ناس عيالنا بيركبوا عربيات وكدة مصاريفهم هتزيد"، فيما فكّر الرجل الخمسيني في مشواره النصف شهري إلى أحد مشافي بنها للعلاج "يعني صاحب عربية وهيتكلف وبرضو لما أبقى راكب هخسر، هو كاس وداير علينا كلنا".

فيديو قد يعجبك: