إعلان

سودانيات من الشمال والجنوب على أبواب "الحسين" لكسب "رزقهن الموسمي"

03:20 م الإثنين 21 مايو 2018

سودانيات فى الحسين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(مصراوي)

تنتظر سودانيات، جئن إلى مصر لأسباب مختلفة، قدوم شهر رمضان كل عام، لتجتمعن على رصيف ساحة جامع الحسين في قلب القاهرة، وتنادين على الفتيات لترسمن لهن الحنة، التي يشتهر بها السودان، في مقابل 5 أو 10 جنيهات مصري.

هذا هو "موسم رزقهن"، حسبما وصفوه، للازدحام الذي يميز تلك المنطقة عن غيرها خلال ذلك الشهر، فعشرات الأسر يفترشون الساحة المواجهة للجامع كعادتهم، ومئات المصلين يرتادون عليه، والبائعين والمطاعم يتنافسون على اجتذاب المارة، والزائرون يملأون المقاهي المجاورة، لذلك تحرصن الفتيات والسيدات السودانيات على التواجد من الثامنة مساءً وحتى الثانية صباحا كل يوم ليحصلن على نصيبهن.

بابتسامة ومزاح مع الفتيات، تمسكن عائشة وأم نورا وأميرة ونادية، بقراطيس الحنة، وإلى جانبها ألبومات لأشكال رسومات، على زبائنهن - المصريين في الأغلب - الاختيار بينهم، لتبدأن في رسمها، لكن وراء ذلك قصص أخرى في حياتهن يجب أن لا تنعكس على عملهن، الذي يحتاج إلى تلك الابتسامة طوال الوقت، لتنجحن في اجتذاب الفتيات، لم تمانعن حكي قصصهن، لكن على عجل ليكملن عملهن.

 (2)

لجوء

لم تكن عائشة (٢٣ عامًا)، القادمة من شمال السودان، تعمل بالحنة هناك، ولم تكن تنوي عمل ذلك، إنما كانت تدرس الحقوق في إحدى الجامعات، وفي خطتها أن تعمل بمجال دراستها، لكن ظروف فقد أبيها وشقيقها لأسباب غامضة تقول إنها لا تعرفها، فلم ينتميا لأي فصيل - حسب قولها، هي ما دفعتها للتقدم بطلب لجوء إلى مصر قبل عامين، واستئجار شقة بحي البراجيل بمحافظة الجيزة، لتعيش هي وشقيقتها الصغرى ووالدتها.

أصبحت عائشة تتولى الإنفاق على والدتها وشقيقتها، فتعمل برسم الحنة في السوق الشعبي بحي البراجيل، وتنتقل فقط إلى حي الحسين خلال شهر رمضان.

كانت شقيقتها التي لاتزال طالبة بالثانوية العامة تجلس بجانبها على رصيف الساحة لترسم الحنة وتساعدها.

لا تفكران الشقيقتان في العودة إلى السودان مرة أخرى لصعوبة المعيشة هناك، لكن عائشة تتمنى أن تجد الفرصة لتعمل بشهادتها في مصر، وتترك العمل بالحنة.

ووفقا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئيين، فعدد اللاجئيين السوادنيين بمصر حتى عام 2015، بلغ 23 ألف لاجئ إلى جانب 8 آلاف شخص ملتمسي اللجوء.

 (1)

سياحة بغرض العلاج

"أميرة" و"أم نورا" كانتا تجلسان بجانب عائشة، التي تعرفا عليها بهذا المكان قبل يومين، لكن كان سبب مجيئهما إلى مصر مختلفا عنها، وهو "السياحة بغرض العلاج"، فأميرة، التي تخرجت من جامعة السودان، جاءت من الجنوب قبل 5 شهور لعلاج جدتها، وأم نورا جاءت من الشمال قبل 3 شهور لعلاج والدتها.

لم تعمل السيدتان بالحنة في السودان من قبل، لكن أصدقائهما اقترحا عليهما هذا العمل في مصر، فتقول أم نورا (40 عاما)، ولم تسيطر على دموعها وهى تتحدث، إنها تسكن في شقة مستأجرة في منطقة بولاق الدكرور، وصديقتها نصحتها بأن تذهب للعمل بالحنة في الحسين هذه الأيام، لأن ليس لديها مالا للإنفاق على معيشتها هى وابنتها إلى جانب علاج والدتها المكلف.

بعد انتهاء شهر رمضان، ستعود أميرة وأم نورا إلى السودان مرة أخرى، لأن عائلتهما هناك، ولأنهما حسبما قالا "من الصعب هذه الأيام الحصول على وظيفة وإقامة في مصر".

إقامة عمل

وعلى بعد أمتار منهما، كانت نادية محمد، تطعم رضيعها، وفي يدها الأخرى ألبوم برسومات الحنة. نادية تبدو أكبر كثيرا من الـ20 عامًا، وهو سنها الذي أعلنته.

تزوجت نادية وعمرها 17 عاما، لرغبة عائلتها في ذلك، وساء بهما الحال في الخرطوم، وفقد زوجها أكثر من وظيفة، ما جعلهما يفكرا في المجئ إلى مصر.

استأجرت شقة بحي البراجيل منذ 5 سنوات، لكن ظل زوجها بلا وظيفة، فتولت هي الإنفاق على طفليها، وزوجها، من خلال عملها في أعمال النظافة بالمصانع من جانب، ورسم الحنة من جانب أخر، إذا طلبها أحد من أهالي الحي في المناسبات والأفراح.

لكن عندما يأتي رمضان فاعتادت نادية على الذهاب إلى ساحة الحسين المكتظة بالمواطنين، لأن "فرصة الرزق فيه أكبر هذه الأيام"، حسبما توضح.

تقول نادية: "أنا سعيدة بمصر رغم صعوبة الظروف وغلاء الأسعار ولا أريد العودة مرة أخرى".

· ملحوظة: الأسماء الواردة في الموضوع مستعارة بحسب رغبة المصادر.

فيديو قد يعجبك: