إعلان

في الذكرى العاشرة لبتر قدمه.. فادي أبوصلاح يستشهد في "العودة الكُبرى"

05:22 م الثلاثاء 15 مايو 2018

كتبت-شروق غنيم:

قبل شهرين؛ استعّد فادي أبوصلاح للمشاركة في مخيمات العودة بشرق خان يونس برفقة زوجته وأبنائه الخمسة، مّر على منزل أسرته، قّبل جبهة والدته، مازحها هي وأخواته، حاولوا إثناءه عن القرار، لكنه أصّر "نيته الشهادة من يومه" تحكي شقيقته إسراء لمصراوي "قال لنا بدي روح على وارجع.. وما رجع"، إذ استشهد الشاب الثلاثيني أمس الاثنين في احتجاجات أهالي قطاع غزة على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

في تقويم أسرة أبوصلاح،كانت أول مرة يُضاف حدث مُفجع قبل عشر سنوات، في الرابع عشر من مايو لعام 2008ـ تلّقوا النبأ؛ صاروخ إسرائيلي ينل من أقدام الأخ الأكبر، بُترت ساقيّ فادي، لكنه صبر واحتسب، لم يعطله ذلك عن المشاركة في أي تظاهرات ضد الاحتلال، حين يسمع عنها، يخرج على كُرسيه المُتحرك، يتوجّه إلى مكان الحدث، ويُقاتل.

تواجد أبوصلاح بين الحشود مميزًا، يُلاحظ بينما هو يهتف من على كُرسيه المتحرك، تشهد بتر أقدامه على ما حدث. أمس الاثنين، كان يقف في منطقة الفراحين، بعيدًا عن الخط الزائل بقرابة خمسمائة مترًا، برفقة صديقه الصحفي نِضال أبوالطير، تشتعل الأحداث، تصل إلى ذروتها في الواحدة ظهرًا، يسقط مئات الشهداء، يُقرر نضال التحرك لالتقاط الصور ويترك صديقه للحظات.

حين عاد أبوالطير إلى أبوصلاح، وجده مُسجى في دمائه، نال طلقات نارية في قلبه، فارتقت روحه إلى بارئها، تتساءل شقيقته "ماذا فعل فادي كي يُحرم من أهله وأطفاله وهو مُقعد على كرسي متحرك، لا يحمل حتى سلاحًا".

1

على مواقع التواصل الاجتماعي، أخذت صور لشخص يجلس على كرسي مُتحرك بينما تقبض يداه على الحجارة، فيما يقول نضال إنها لا تخص فادي أبوصلاح "نفس الحالة لكن هذا ما هو ".

الحزن يزور منزل أبوصلاح مُجددًا، تمامًا مثلما حدث منذ عشر سنوات، لكن هذه المرة أبوصلاح ليس بينهم، لكن صورته ترتكز أمام مكان العزاء بشريطة العزاء، تحكي شقيقته أن ابنه الأكبر ذي السبعة أعوام "جه يحكي لي بابا عم يطّلع فيا عمتو من صورته"، تُصبّر نفسها بأن ذكراه لن تبرح البيت "روحه معنا في كل مكان".

فيديو قد يعجبك: