إعلان

"بالإبرة والخيط".. سيدة عشرينية تغزل دمية لـ"محمد صلاح"

07:45 م الخميس 10 مايو 2018

محمد صلاح

كتبت- نانسي الرويني:

في الصباح، بعدما تطمئن على خروج صغيرتها إلى الروضة وتتأكد من أن الثانية تغط في نوم عميق، تتوجه إلى ركنٍ مليء بالخيوط التركية متعددة الألوان، وبأطراف أناملها تُمسك بإبرة الكروشيه وتبدأ بغرز تنزلق الواحدة تلو الأخرى في سلاسة، تُكرر المشهد يوميًا لمدة أسبوعين ونصف الأسبوع، لتخرج دميتها الفريدة من نوعها إلى النور.

1

عكفت إيمان محمد فتيان، البالغة من العمر 22 سنة، وهي زوجة وأم لطفلتين الأولى سنتان والثانية سنة، على تصميم دمية مجسمة بشكل أقرب إلى الإنسان الطبيعي، تشبه اللاعب الدولي محمد صلاح لتهديه إياها متمنية له التوفيق في مباراة كأس العالم، ومتيقنة من أنه سيُدخل السعادة على قلوب المصريين "دمية محمد صلاح بالنسبة لي كانت تحديًا، اشتغلت عليها ليلًا ونهارًا، بذلت فيها مجهودًا كبيرًا جدًا علشان تطلع بالإتقان ده".

2

بمهارة يد وعينٍ فنية استطاعت "فتيان" تصميم دمية محمد صلاح بدقة، بدايةً من الحذاء مرورًا بالملابس والكرة وشكل الشعر والذقن والجسم "الشعر عبارة عن صوف وأنا وزعته بالطريقة دي واللبس ده خيط زي ألوان لبس محمد صلاح وكمان استخدمت خيطًا، لون بشرة الجسم مفيش أي حاجة جاهزة كل حاجة أنا عاملاها بإيدي غرزة بغرزة".

3

"ينفع تعمليلي عروسة شبه صحبتي أديهالها في عيد ميلادها" كان هذا السؤال بمثابة الانطلاقة واللمبة المضيئة في عقل السيدة العشرينية، إذ اتجهت إلى تنفيذ عرائس أقرب إلى شكل الشخص الذي يطلبها، ولم تتوقع ردود الفعل الإيجابية وانبهار الجميع بما تقدمه وانهال عليها الزبائن "جالي مرة عريس وعروسة عايزين عرايس شبهم وعملتهالهم وكانا مبسوطين بيها جدًا".

باستخدام الإبرة والخيط تشرح "فتيان" كيف غزلت ملامح الدمية لتشبه الشكل الحقيقي لمحمد صلاح؟

"كنت بكبر صورته قدامي علشان أعرف أوصل للتفاصيل دي وأطلعها زيه بالضبط، الرجلين كانت أصعب حاجة بالنسبة لي أول مرة أعملها بالدقة دي وكنت مركزة في كل تفاصيلها زي الركبة والسمانة، اهتميت كمان إني أعمل العارضة والملعب والكورة اللي كان ماسكها في الماتش كنت بشتغل بكل حب وطاقة".

4567

دمية محمد صلاح هي آخر أعمال صانعة الدُمى، بعد سنة من العمل المتواصل على هذا النوع من الفنون الذي يسمى بـ"الأميجورومي"؛ وهو فن ياباني يستخدم الكروشيه والتريكو في صناعة الدمى المجسمة مثل الأشخاص والأشكال الهندسية وشخصيات الكارتون.

تعلمت "فتيان" الكروشيه في سن صغيرة، صممت العديد من المفارش والهدايا لأصدقائها وأخواتها، برزت موهبتها بعدما أكملت تعليمها الثانوي ومنعتها ظروف زواجها وإنجابها من مواصلة تعليمها الجامعي، فأصبح "الأميجورومي" أنيس وحدتها بعدما انتقلت للعيش في مدينة 15 مايو " كان عندي وقت فراغ كبير جدًا حبيت استغله في تنمية موهبتي وكمان علشان أعمل لبناتي عرايس بإيدي".

استعانت الأم بموقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب" والمقاطع المرئية، حتى تمكنت من هذا الفن وأتقنته بحرفية بدءًا من بناء جسم الدمية والشعر والعينين والحشو وكيفية الخياطة "الفيديوهات اللي كنت بشوفها كانت كلها بالروسي مكنتش فاهمة اللغة لكن بالنظر كده كنت بتابع، كنت عايزة أشوف أفكار وأبحث كتير لأن المعلومات النظري مع الممارسة بتنمي الفكر الإبداعي عند الإنسان".

استخدمت "فتيان" شبكة الإنترنت للترويج لما صنعته يداها من عرائس متفاوتة الحجم مع لمسة من خيالها الخاص، ليشيد بأعمالها كل من رآها، وتصبح هوايتها المحببة مصدر دخل لها "عملت صفحة على الفيسبوك وبدأت أعرض شغلي وحتى لو الناس مطلبتش أنا بعمل لنفسي وأصور الشغل وأحطه على النت لأني بحبه ومؤمنة بيه".

89

يتابع صانعة العرائس ما يقرب من 4 آلاف شخص على صفحتها على فيسبوك، وهذا ما يدفعها للتجديد والاستمرار والتميز في أعمالها "دايمًا بتابع وأبحث عن التجديد، معنديش مثل أعلى، لأني مش عايزة أبقى شبه حد، عايزة أبرز نفسي وشغلي اللي يتكلم عني، أنا بعمل كل حاجة بمجهودي".

"فتيان" لا تهوى العمل البسيط، تُبدع في التفاصيل، وتعيش في عالم الدمية التي تصنعها، تتمنى أن تصبح مصممة عالمية وتكمل دراستها الجامعية وتلتحق بكلية الفنون الجميلة "من الصعوبات اللي بتواجهني إن مفيش حد مقدر قيمة الفن ده ساعات بقعد بالـ4 شهور مبشتغلش. الناس مسترخصاه جدًا مع إنه بيحتاج مجهود كبير وتدقيق عالي وخامات نضيفه، وشغل الهاند ميد في أي مكان بره معروف إنه أغلى حاجة".

جهد شاق تبذله الشابة العشرينية كونها زوجة وأم لطفلتين بالإضافة إلى صناعة الدمى. بلهفةٍ وصوت طفولي مليء بالحماس تحكي "أمنيتي إن صلاح يشوف الدمية دي ويقتنيها، دي هدية مني له لأنه بيحاول يسعدنا ويفرحنا".

10

فيديو قد يعجبك: