إعلان

في متحف ياسر عرفات.. الذاكرة الفلسطينية في 130 صورة

03:20 م الخميس 19 أبريل 2018

متحف ياسر عرفات

كتبت- إشراق أحمد:

كل شيء في فلسطين يقاوم حتى الأوراق. هذا ما حمله معرض "الملصق" الذي أقامه متحف ياسر عرفات في مدينة رام الله –تقع في الضفة الغربية شمال مدينة القدس.

في زمن ما قبل مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، كان المُلصق المصنوع باليد والأحبار وسيلة التعبير السياسي للفلسطينيين في كل مناسبة أو ذكرى معينة. "عادة فنانين أو جهات معينة تصدر الملصقات أو "البوستر" لتوثيق الحدث أو تكريم شخص وكان ليها دور كبير في تعميم المقاومة والتضامن" كما يوضح محمد حلايقة، مدير متحف ياسر عرفات.

متحف ياسر عرفات
داخل قاعة تحمل اسم "المعارض"، وُزع 130 ملصقًا على مساحة 135 م، بعضها عُلق على الحوائط، وأخرى أخذت شاشة كبيرة في نهاية المعرض تتابع عرضها بمعدل "بوستر" كل 30 ثانية لمدة نصف ساعة.

تعود المُلصقات إلى فترة السبعينات وبداية الثمانينات، لكنها لم تكن بفلسطين، بل من الجزائر سافرت "الملصقات قام بجمعها الفنان الجزائري رشيد قريشي وتبرع بها لمؤسسة ياسر عرفات"، رأى الفنان الجزائري أن مثل هذه الأعمال خير لها أن تبقى في متحف.

"تل الزعتر سيبقى رمز للصمود الفلسطيني، يكبرون بالثورة، في العام الثالث عشر للثورة لتمسك بالسلاح ولنمضي بالنضال.." بعض عناوين "البوسترات"، التي كانت تُوزع خلسة داخل الأراضي المحتلة، وتعلق على جدران البيوت والمحال بل وعلى الوحدات العسكرية الإسرائيلية، وتجاوزت الحدود لتصل إلى دول عربية مثل لبنان وبعض الدول الأوربية، لاسيما في أوقات الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان 1982، ومجزرة صبرا وشاتيلا.
لم يكن بحسبان القائمين على المتحف في البداية عرض الملصقات، لكنهم وجدوا فيما بعد أحقية اطلاع الجمهور الفلسطيني عليها، وهو ما تم في 21 يناير المنصرم ويستمر حتى مايو المقبل.

متحف ياسر عرفات

معرض "الملصق" ليس الأول كما يوضح حلايقة، لكن ما يميزه "طبيعة المعروضات اللي فيه، جزء منها قام به فنانين فلسطينيين وعرب"، أما مضامينها فتتمحور حول التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية من بعض الجهات والمؤسسات حال الصادرة من باريس وروما، وكذلك كان يوم الأرض أحد المحاور حسب إضافة مدير المتحف.
ما يعرضه متحف ياسر عرفات، أصدرته جهة "دائرة الإعلام الموحد" أو ما كانت بمثابة وزارة الإعلام منذ عام 1969، بعد انتخاب الراحل ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعملت دائرة الإعلام على إصدار الملصقات بعدة لغات في مناسبات مختلفة لتعزيز روح الثورة الفلسطينية.

متحف ياسر عرفات

"توزيع المُلصقات كان عمل نضالي لأنه غير مصرح فيه، كان ممكن يسبب الاعتقال أو إطلاق رصاص من قوات الاحتلال" لذلك جاء الحرص على إقامة المعرض، الذي يعد جانب في إطار إثبات أن الملصق وسيلة للتاريخ الفلسطيني، بل ويقول حلايقة إنه "أحد تعبيرات الذاكرة الجماعية الفلسطينية"، خاصة أنه يوثق وجود أشخاص وجهات رحلت حال دائرة الإعلام الموحد.
يعد المعرض هو الثالث منذ إنشاء متحف ياسر عرفات عام 2016، فمنذ قرابة عام ونصف أصبح تنظيم المعارض الفنية تقليدًا للمتحف، يقيمها بشكل دوري، كل ستة أشهر. يقول حلايقة إن المعرضين السابقين حملا عنوان "بلادنا هي بلادنا"، و"انتفاضة".

متحف ياسر عرفات

ولإقامة المعارض في المتحف معيار، يذكره حلايقة بأن تلقي الضوء على مرحلة من مراحل النضال الفلسطيني خلال المائة عام أو متصل بمسيرة الرئيس الراحل "أبو عمار"، لكن المعرض الأخير جاء مختلفًا، إذ شهد اهتمامًا على مستوى الإعلام والجمهور، حد قول مدير المتحف.
تابع حلايقة ردود الفعل، سير العيون على 130 ملصقًا، تَلَمس حالة "النوستالجيا" والحنين التي طرقت بها الملصقات على نفوس الزائرين، برؤية أحداث وشخصيات رحلوا أو اغتالتهم يد الاحتلال لمقاومتهم، فيما يتذكر مدير المتحف كلمة أحد الوافدين بينما يواصل جولته بين المعروضات قائلا "هم اللي عم يتفرجوا علينا مش أحنا اللي بنتفرج عليهم" في إشارة منه إلى الوجوه التي مضت وتطل من الملصقات.

فيديو قد يعجبك: