إعلان

"أكل العيش مر".. ماذا يفعل بائعو عبد العزيز والأزهر في حالة الإزالة؟

08:08 م الثلاثاء 17 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

على ناصية شارع عبد العزيز، بميدان العتبة، وقف كمال يُرتب بضاعته، لا يعبأ بما قيل عن حملة مُوسّعة لإزالة الإشغالات بميدان العتبة، التي عايش أحداثها ليومين سابقين "أنا شفتها بعنيا"، غير أنها لم تمتد بعد شارعي عبد العزيز والأزهر، الذي أشار لهما رئيس الحي، اللواء جمال محي الدين، في تصريح سابق بأن الحملة ستمتد لكل شوارع الحي.

خلال اليومين الماضي، بدأت حملة لإزالة الإشغالات بميدان العتبة، غير أن البائعين تمكّنوا من العودة مرة أخرى، فيما ازدحم الميدان بالسيارات المارة، وتخللت الأجواء أصوات البائعين والميكروفانات المُعتادة.

"الحملات مستمرة على طول، احنا واخدين على كدا".. يقول كمال، منذ عام 2000 انضم الرجل الصعيدي للباعة الجائلين، يعمل بمنطقة العتبة التي تنقل بين شوارعها، فتارة وضع بضاعته عند مسرح العرائس، ولكنه الآن يبيع الحقائب عند شارع عبد العزيز، لا يعتبر البائع تصريح رئيس الحي جادًا، فلم يتم التنويه عنه قبلًا "لو مشيت هرجع تاني.. دة أكل العيش".

على مقربة من كمال يقف بائع آخر ببضاعته، رغم انتصاف النهار إلا أن ناصر مازال يبدأ يومه، لم ير شيئًا من الحملة التي داهمت ميدان العتبة. منذ عشرة أعوام قدم ناصر إلى العمل كبائع موبايلات، هي مصدر رزق ثاني له بجانب عمله كموظف في القطاع الخاص "المرتب مبيكفيش، اضطريت اشوف شغلانة تانية تصرف على البيت".

رغم الحملات العديدة التي تعوّد عليها ناصر كواحد من المسبيين في إشغال الطريق، لكنه يرى بعض الحق عند المسئولين "لما بشوف ببقى عاذرهم، دي منطقة حيوية، والإشغالات بتقلل من حركة العربيات"، يُضيف ناصر "وفيه بياعين تلاقيه خارج عن الرصيف تلاتة أربعة متر".

gdgn

اعتاد ناصر وكمال على مثل تلك الحملات، لا يُهدد وجودهم تصريح مسئول، فشرعيتهم مقامة بتفسير"دا أكل عيشنا"، لا يجدا مُشكلة في مُغادرة المكان طالما وجدت لهم الدولة مكان مُناسب، كل من ناصر وكمال يقترحان حلولًا، يرى البائع الصعيدي أن بالإمكان تواجدهم بمحيط المباني الحُكومية "أي مبنى ممكن نقف حوالين السور، ويبقى فيه كشك لكل بياع، وكل بياع يدفع ضرايب، البلد هتستفيد والبياع يرتاح "، أما ناصر فيرى أن الدولة يُمكنها الاقتراح بمكان مناسب "مش زي الترجمان اللي طفشنا منه قبل كدا"، ومواصفات ذلك المكان بالنسبة لناصر هي "يكون في حتة شعبي، وسط الناس، عشان الزبون رجله تاخد عليها".

بعيدًا عن كمال وناصر بأمتار عديدة، يقف أحمد العمدة في شارع الأزهر مُنشغلًا بالبيع، يستقر الشاب العشريني في ذلك المكان منذ ثمان سنوات، لم يختلف رأي العمدة كثيرًا عن سابقيه، حتى في سرده لأسباب وظروف الحملة، نبرة اعتياد يروي بها الشاب ما حدث "الحملة نزلت نضفت المكان، بس البياعين ولعوا في خشب الفرش والمطافي جت تطفيها"، رواية الحريق تكررت أيضًا على لسان كمال، يُكمل العمدة "بس محدش سمع كلام إن فيه حد هيشيل البياعين".

حصل العمدة على دبلوم الصنائع، ثُم سلك طريق التجارة "أنا أخدتها من قصيرها، هدرس وأدور على شغل وملاقيش"، يُعتبر بيع العمدة للاكسسوارت هو مصدر دخله الوحيد، لا يرى الشاب أن إزالة البائعين نهائيًا سيحدث ما لم يتوفر بديل.

حينما نُقل البائعون لسوق ترجمان سابقًا، رفض العمدة الذهاب إلى هناك "مكان فاضي مالوش زبون"، كذلك سمع كمال وعودًا سابقة من المسئولين "زمان قالولنا هنديكو نمر ونقنن الوضع"، لكن لم يتم تنفيذ شيء وقتها، أما العمدة فيرى أن الحل في بناء أسواق مخصصة لهم.

فيديو قد يعجبك: