إعلان

"اتبرع بلعبة".. 300 طفلاً أهدوا ألعابهم لرفاقهم الأيتام

07:27 م الثلاثاء 10 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- إشراق أحمد:

بحلول شهر إبريل، يحين الموعد السنوي ليوم اليتيم، تقام الزيارات والفسح والاحتفالات، لكن مريم ميدان قررت تحقيق فكرة راودتها قبل ثلاثة أعوام "اغرس في الأطفال حب الخير.. يتبرعوا بلعبهم لأطفال زيهم".

قبل أسبوع كانت ابنة طنطا تتحدث مع صديقة لها، تساءلت الثانية عن أحوال مبادرة "اتبرع بلعبة"، التي أعلنتها مريم قبل نحو عامين، ووصلت بسببها الألعاب إلى أيدي أطفال فقراء وأيتام في محافظات مصرية مختلفة، وتجاوزت لدول إفريقية وأسيوية.

أخبرت مريم رفيقتها عن تعرضها لشيء من الإحباط، وأخذا يتبادلان الأفكار، فاستعادت صاحبة المبادرة محاولة تعليم الأطفال "سُنة" التبرع بألعابهم المستخدمة لغيرهم، فشجعتها صديقتها على معاودة السعي "قالت لي عارفة مدرسة ممكن ترحب بالفكرة"، وهكذا أصبحت مريم على موعد مع تنفيذ أمنيتها.

1

يوم الأربعاء الماضي، اصطحبت مريم أدوات تغليف الهدايا، هذه المرة لم تكن وحدها في غرفتها، تتناثر حولها الألعاب المتبرع بها وتُهيئها لنقلها، بل ذهبت إلى مدرسة "Capital schools" في طنطا. رافقتها خمسة من صديقاتها طلبن التطوع لذلك اليوم.

في فناء المدرسة، وعلى مدار 4 ساعات، استقبلت مريم ورفيقاتها، فصول تضم 300 طفلاً في مرحلة الحضانة، بحوزتهم ألعاب بعددهم، أخذت تشرح تابعاً لصغار كل فصل، كيف يخرجون بأيديهم لعبتهم المتبرع بها في أبهى صورة "المدرسين كانوا قايلين للولاد أن كل حد يجيب لعبة من عنده مش عايزها أو لعبة جديدة حابب يديها لطفل يتيم".

2

غمرت السعادة قلب الفتاة العشرينية "اللعب كلها كانت حلوة جدا وشكلها جديد"، وزادها فرحًا حماس الصغار لتغليف الألعاب. لم يكن عسيرًا على مريم أن تتعامل مع الأطفال رغم المشقة "سن الولاد كان صغير فالموضوع احتاج صبر وأحنا بنغلف اللعب"، كثيرًا ما شاركت طبيبة التحاليل أطفال لحظة احتضانهم للعبة جديدة لهم، لكن تلك المرة الأولى التي تشاركهم إعداد الألعاب.

3

تركت مريم للصغار حرية اختيار الورق الملون، وكتابة كلمات على ورقة توضع على اللعبة كرسالة لمن يأخذها، لكن مهمتها تجاوزت معاونتهم في إحكام التغليف وإخبارهم أن يدونوا ما يريدون ولو بتوقيع أسمائهم وكلمة "بحبك" للمرسل، وجدت صاحبة المبادرة نفسها في موضع إقناع أطفال أن يتنازلوا عن لعبتهم، بعدما تبدل موقفهم "في ولاد بعد ما غلفنا اللعبة اللي جايبينها بقى يقول أنا عايز اللعبة دي" ضاحكة تتذكر مريم مشهد إلحاح أول طفل يصدمها بذلك الطلب.

أعاد طلب الطفل إلى مريم صورة مرت عليها قبل عامين، في يونيو 2016، كانت بداية انطلاق مبادرتها "اتبرع بلعبة"، حينها ذهبت إلى محطة مصر في القاهرة، لاستقبال ألعاب من متبرعين، وبعد انتظار المتبرعة الثالثة في ذلك اليوم، وجدت سيدة مسن تمسك بيد حفيدة لها، خرجت لتوها من الروضة، وفي اليد الأخر تحمل حقيبة كبيرة وتخبرها "دي كلها لعب منة".

تعجبت مريم من الأمر وزادت دهشتها بعدما أجابت الصغيرة سؤالها عن سبب قيامها بذلك دون تذمر، فقالت لها "هديهم لأطفال معندهمش لعب وربنا هيجيب لي ألعاب أحسن منها".

4

لاحت صورة الصغيرة "منة" أمام مريم، بينما تقنع الأطفال المترددين في التبرع بألعابهم بكلماتها "أنت هتدي اللعبة دي لولد معندوش بابا وماما يجيبوا له لعبة وربنا هيبعت لك لعبة أحلى".

في اليوم التالي، الخميس المنصرف، جاءت اللحظة المنتظرة؛ اصطف الصغار في استقبال نظرائهم، من أيتام تعاونت جمعية رسالة الخيرية في إحضارهم للمدرسة والاحتفال معًا. قرابة 100 طفلاً انضموا لطلاب المدرسة الابتدائية.

5

من يد مريم ورفيقاتها، تناول صغار المدرسة الألعاب المدون عليها رسائل مثل "العب وافرح.. أنت أجمل طفل". ومن أيدي طلاب المدرسة وصلت إلى نظرائهم الأيتام، التحم الجمع على خلفية أنغام احتفالية، لم يعد ما يفرق بين طفل المدرسة والأخر الوافد من الجمعية الخيرية. انشغلت الشابة بمتابعة أعين الصغار وفرحتهم بما صنعت أيديهم، وتوزيع الألعاب على الجميع، فيما تلاشت الكلمات.

6

أخذت مريم تلملم صور تجربتها الأولى؛ ومنها ذلك الصغير ابن الخمسة أعوام، الذي انزوى عن نظرائه وتقدم منها مطالبًا بلعبة أعجبته "كانت لوح بيتحرك زي الاسكوتر". خشيت مريم عليه أن تكون اللعبة أكبر من عمر الطفل فيتأذى، لكنها استجابت لرغبته، وبعد حين عندما جلست للاستراحة "لقيته سايب الناس وفي حتة لوحدة عمال يحاول يلعب بيها".

ختمت صاحبة مبادرة "اتبرع بلعبة" يومها بهذا الصغير "حسيت أني حققت حاجة لحد"، فيما اطمأنت أنها نقلت ولو لطفل واحد الشعور بحب الخير والمشاركة، ووضعت حلمًا جديدًا بأن يكون في كل مدرسة صندوق يجمع الألعاب القديمة للطلاب، ويتولوا هم توزيعها بأيديهم على نظرائهم التي حالت الظروف بين امتلاكهم أبسط ما يتمنونه. "لعبة" يمرحون بها.

فيديو قد يعجبك: