إعلان

تفاصيل مكالمة الـ"10 دقائق" بين طفل السرطان ومحمد صلاح: "حققت أولى أمنياتي"

10:29 م السبت 03 مارس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – نانيس البيلي:

مساء الاثنين الماضي؛ كان الطفل "عبدالرحمن محمود"، صاحب الـ6 سنوات، والمريض بالسرطان، يلعب على حُصانه ومعه عدد من أصدقائه أمام منزله المتواضع بقرية "شُقرف" في محافظة الغربية، قبل أن يقطع ذلك المشهد صوت والده وهو يُهرول من داخل البيت حاملاً هاتفه المحمول ليخبره بأن نجم كرة القدم "محمد صلاح" يريد التحدث إليه، ليَنتشي الصغير، ويقفز فرحًا غير مُصدق الأمر، ويلتقط الهاتف ويبدأ في التحدث إليه، بينما كان الأطفال يهتفون باسم اللاعب "كابتن صلاح.. كابتن صلاح".. يقول والده "محمود الحواله".

coll

وقت مباراة مصر للتأهل لكأس العالم في أوائل أكتوبر الماضي؛ كان "عبدالرحمن" موجودًا داخل مستشفى سرطان الأطفال 57357 للحصول على جرعة الكيماوي. بشغف كبير جلس الصغير داخل حجرته يتابع المباراة، وعقب فوز الفريق الوطني على منتخب الكونغو شاهد أجواء احتفالهم بالنصر "شفت كابتن صلاح لما كسبوا وعملوا حفلة في التليفزيون" يقول "عبدالرحمن" بنبرة حماسية، قبل أن يُضيف والده أنه منذ ذلك اليوم تعلق ابنه بالنجم المصري "قالي يا بابا أنا نفسي أشوف صلاح".

بعدها أخذ الأب يحاول جاهدًا تحقيق حُلم صغيره الذي أصيب بالسرطان وفي مرحلة متقدمة منه قبل 8 أشهر "الدكاترة قالولي إنه لو اتحقق حلمه وشاف صلاح هيرفع من معنوياته ويساهم كتير في علاجه" يقول والده بصوت بدا عليه التأثر، يروي أنه استطاع في أوائل يناير الماضي الوصول لشخص يرتبط بعلاقة مصاهرة مع نجم نادي ليفربول، وطلب مساعدته في الأمر فوعده بذلك.

أيامًا قليلة، وفوجئ والد عبدالرحمن– الذي يعمل في أحد المقاهي بالقرية– بمكالمة من والد محمد صلاح "قالي الكابتن عايز يكلم ابنك"، وأغلق معه الهاتف بعدما عرف مواعيد عمله حتى يكون موجوداً بالمنزل، ويعطي الهاتف لصغيره وقت المكالمة.

3

"معداش يومين ولقيت الكابتن صلاح بيكلمني" يقول الأب إن هاتفه رن برقم خاص في حوالي الساعة الحادية عشرة من مساء يوم 26 يناير الماضي، ويضيف أنه تلعثم قليلاً من شدة سعادته بعدما علم أن من يهاتفه هو نجم كرة القدم الشهير، ودارت بينهما مكالمة استمرت لـ9 دقائق، شكره الأب على اهتمامه وإنسانيته تجاه طفل مريض، وأن "صلاح" سأل على أحوال الطفل الذي كان خلد إلى النوم "قلت له هيفرح أوي يا كابتن لما يعرف إنك كلمته، لو عايزني أصحهولك"، بينما طلب اللاعب إبلاغ سَلامه للصغير على أن يهاتفه في وقت لاحق "قالي لأ سيبه وأنا هكلمه بكرة".

صباح اليوم التالي، أخبر الأب طفله بمكالمة لاعبه المفضل، ابتهج الصغير كثيراً، وظل ينتظر أن يهاتفه مرة أخرى، ومع مرور الأيام أصابه بعض الحزن خشية أن يكون نجم ليفربول نسى الأمر "عبده كل يوم بقى يقولي هو الكابتن صلاح مكلمنيش ليه يا بابا".

أمام حُزن صغيره، أعاد الأب المحاولة مرة أخرى لتحقيق حُلم الطفل من خلال رجل من نفس مدينة اللاعب "بسيون" ويرتبط بعلاقة مصاهرة مع عمدة قرية "شُقرف"، حيث تحدث إليه وقتما كان الرجل في زيارة لأداء واجب العزاء بقريته أوائل شهر فبراير الماضي "وعدني يوصل لكابتن صلاح وكمان عرض إن عربيته تودي عبدالرحمن وتجيبه من مستشفى السرطان في القاهرة".

4

الاثنين الماضي؛ كان يومًا مميزًا في حياة الطفل "عبدالرحمن" التي أثقلها مرض السرطان، بعدما تحقق حلمه أخيراً وتحدث إلى النجم الذي يقول عنه بحماس "بحب صلاح أكتر واحد في اللاعيبه". يروي والده أنه هرول إليه يزف إليه البُشرى عندما تلقى مكالمة اللاعب الشهير في السادسة والنصف مساءً "قلت له عمك محمد طالبك أهو وعاوز يكلمك"، ويضيف أن أطفال القرية أخذوا يتجمعون حوله "فشغلت الاسبيكر بتاع التليفون عشان كلهم يسمعوا".

مكالمة محمد صلاح مع الطفل عبدالرحمن

"قلت له أيوه يا عم محمد عامل إيه" بسعادة كبيرة يذكُر "عبدالرحمن" نص المكالمة مع لاعبه المفضل التي استمرت لـ10 دقائق، وبصوت طُفولي يُكمل أن "صلاح" أخذ يطمئن على صحته وأحواله، "وقالي شد حيلك يا عبدالرحمن، عايزك تبقى راجل كده واللي انت عاوزه هعملهولك"، ووعده بأن يرسل له تيشيرت نادي ليفربول الإنجليزي.

"كانت فرحة وفخر والله" يقول والد عبدالرحمن عن مكالمة "صلاح"، وأنها رفعت من الروح المعنوية لطفله "من يومها وعبده فرحان ونفسيته كويسة أوي"، ويضيف أنه وعده بأن يُهاتف الطفل من وقت لآخر إلى جانب زيارته في أقرب فرصة "قالي لو نزلت في شهر 3 أنا ليا شاي عندك هاجي أشربه وأشوف عبده، لو منزلتش وعد مني أول زيارة لمصر لازم أول حاجة أعملها إني أجي أزورك".

5

"عبدالرحمن" يبلغ من العمر 9 سنوات، هو الابن الأوسط بين شقيقته "ضحى" و"ساندي"، تقول والدته "وردة سليم" إن مرض السرطان منعه من الالتحاق بالمدرسة "المفروض السنة دي يكون في أولى ابتدائي بس محضرش عشان الدكتور قال نأجله"، وتضيف أن مكالمة نجم المنتخب الوطني كانت مفاجأة لها وأنها رفعت من معنويات صغيرها "المكالمة فرقت معاه جامد، بقى أحسن ومزاجه حلو الحمد لله".

قبل نحو 8 أشهر، أصيب "عبدالرحمن" بارتفاع شديد في درجة الحرارة، فاصطحبه والداه لمستشفى بمدينة طنطا، قبل أن يتلقيا صدمة إصابته بالمرض الخبيث "قالوا لنا عنده سرطان في النخاع"، يقول الأب بصوت حزين، ويضيف أنه اتجه به إلى مستشفى سرطان الأطفال بالقاهرة، وعندما تأكدوا من إصابته بالمرض أخبروه بوضع صغيره على قائمة الانتظار "وتاني يوم كلمونا وقالولنا هاتوا الطفل".

1

أخبر الأطباء الأب بحاجة "عبدالرحمن" لزراعة نخاع شوكي، زاد من صعوبة الأمر عدم تطابق نتائج عينات الوالدين مع طفلهما "في الآخر قرروا إن أخته هتتبرع له بالنخاع بعد كده"، وطوال فترة الأشهر الثمانية حُجز الصغير لمرتين داخل المستشفى كل منها حوالي شهرين "ادوله جرعتين كيماوي"، بينما يذهب في الأيام الأخرى للحصول على العلاج والعودة إلى قريته في نفس اليوم.

يقول الوالد إن "صلاح" أكد لأحد أقاربه تكفله بعلاج الطفل بالكامل "وقاله هيبعت له كل اللي هو عاوزه، صلاح إنسان محترم ويستاهل كل خير".

ثقة كبيرة ولدت داخل الأب باستجابة الكابتن محمد صلاح لطلب طفله "لأني عارف إنسانيته وأهل بلده بيحكوا على الخير اللي بيعمله"، ويذكر أن اللاعب الشهير كان يتحدث معه بود ولطف، قائلًا "كان متواضع جداً وهو بيكلمني، وبيضحك".

6

رغم المُصاب الكبير الذي أَلمّ بالأب بمرض طفله، غير أن ما بعث الأمل في نفسه هو قدرته على تحقيق إحدى أمنيات "عبدالرحمن" الثلاث، وهي التحدث إلى معشوقه اللاعب "محمد صلاح": "نفسه كمان يروح النادي الأهلي يزوره عشان هو بيحبه، وعاوز يسلم على الفنان محمد عادل إمام"، يصمت قليلاً ويضيف "هو الواحد على قده بس الحمد لله قدرت أحقق له أمنية".

فيديو قد يعجبك: