إعلان

التعليم على طريقة "ماما نهاد": كيف تعاقب المديرة المحبوبة تلاميذها ؟

11:54 م الخميس 22 مارس 2018

كتبت - مي محمد:

جذب استقبال نهاد عبد الدايم، مدير مدرسة العبور الابتدائية بمطروح لتلاميذها العائدين من مسابقة تفوق بالأحضان كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

ولاقى ذلك الاستقبال استحسان الكثيرين ممن أبدوا إعجابهم بهرولة الأطفال في سعادة غامرة تجاه المديرة، التي وقفت أمام باب المدرسة تنتظر عودتهم منتصرين.

وأعادت الصورة، التي أُخذت على غفلة، وانتشرت كالنار في الهشيم، إلى الأذهان مكانة المعلم وحرصه على تلاميذه من جهة، وحب التلاميذ للمعلم من جهة أخرى.

"مصراوي" يكشف كواليس الصورة وقصة تصويرها، وطريقة تعليم "ميس نهاد" في السطور التالية:

في البداية؛ تقول "نهاد"، في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، إنها وقفت في انتظار أبنائها الفائزين بمسابقة أوائل الطلاب على مستوى الإدارة التعليمية، وأثناء استقبالها لهم أراد الأستاذ عماد إبراهيم، أن يصورها دون أن يخبرها، فخرجت الصورة بكل هذه العفوية والصدق.

وتضيف مدير المدرسة، التي أصبحت حديث السوشيال ميديا، أنها لم تعلم بالصورة غير بعد نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ أقاربها ومعارفها في إرسالها إليها.

والصورة رغم بساطتها إلا أنها تكشف كيف استطاعت هذه المديرة الوصول ببساطة إلى قلوب تلاميذها، في ظل علاقة متوترة تشهدها العملية التعليمية بين التلاميذ والمعلمين كان آخرها هذا الأسبوع عندما انتشر مقطع فيديو يوضح تلاميذ مدرسة يحطمون سيارة ناظرهم بالحجارة، وآخرين يتجمهرون في فناء المدرسة ثم حطموا مقاعدها اعتراضا على مديرها.

وتفسر ذلك بقولها، أن الأمر لا يتطلب أكثر من متابعة عملها يوميًا بانتظام، موضحة أن يومها يسير على وتيرة واحدة يبدأ في السابعة صباحًا بالمرور على جميع الفصول للتأكد من سلامة جميع الخدمات.

وبدأت "ميس نهاد" عملها عام 1998، وبعد عامين أصبحت وكيلة المدرسة ثم تولت منصب المدير، وتقول: "إنها لا تجلس في مكتبها إلا وقت الزيارات الرسمية من الإدارة التعليمية أو المديرية، معتبرة أن مكانها الحقيقي بين الطلاب في فصولهم".

وتكشف في تصريحاتها لـ"مصراوي"، أنه منذ قبول ملف أي طالب بسجلات المدرسة تعتبره ابنًا لها حتى ينتقل للمرحلة التعليمية التالية.

ومدرسة العبور يبلغ عدد تلاميذها 1720 تلميذًا، ورغم الكثافة إلا أنها حصلت على المركز الأول على مستوى الإدارة بالإضافة إلى شهادة الجودة.

وحصلت نهاد على لقب أحسن مدير على مستوى المديرية، وسيتم تصعيدها ضمن أفضل مديري المدارس على مستوى الجمهورية خلال الأيام القليلة المقبلة بفضل طريقتها في الإدارة التي تقول إنها تتركز على "الثواب، والعقاب، والتشجيع، والشدة الصارمة"، وتفسرها قائلة: "التشجيع بالكلمة وشهادة تقدير وهدية، أما العقاب بالكلام، فالكلمة هي أشد من الضرب".

وتكشف سر حب التلاميذ لها، بأنها لا تكيل بمكيالين ولا تفرق بينهم.

وتقول تغريد، ابنة نهاد، أن أسلوب أمها في المنزل لا يختلف كثيرًا عن أسلوبها كمعلمة: "أمي مختلفة كمدرسة، ومعاملة الطلبة ليها عمري ما حسيتها ولا شوفتها بين طالب ومدرس قبل كدة".

ويؤكد ذلك التلاميذ الذين تخرجوا من تحت يديها، ومنهم جبريل الجبيهي، الذي يقول: "أنا اتخرجت من الجامعة واتجوزت وعمري ما هنساها"، وعلقت زميلة دفعته على الصورة نفسها قائلة: "أجمل صور 2018 على الإطلاق".

فيديو قد يعجبك: