إعلان

"العراق جديد".. مشروع يبحث عن حكايات الإلهام في البلد المنكوب

02:08 م الجمعة 16 مارس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- إشراق أحمد:

لم تنته الحرب بعد، 8 سنوات انقضت، انسحبت القوات الأمريكية من العراق عام 2011، لكن عداد الأرقام استمر في إحصاء الخسائر المادية والبشرية.

يتحدث السجل العام للقتلى المدنيين عن مصرع ما يتراوح بين 180 و202 ألف عراقيًا حتى فبراير 2017، فيما سجلت المنظمة العالمية للهجرة نزوح 1.6 مليون عراقي ما بين عامي 2006 و2010. الدماء لا تتوقف بعد سيطرة داعش ومواصلة المعارك لتحرير الأرض. دائرة طاحنة ما زال العراق في خضمها، غير أن مجموعة من الشباب عملوا على الخروج منها ببث أمل حقيقي، فأنشأوا "العراق جديد".

موقع إلكتروني يحمل وجوه عراقيين، ليسوا بحاملي شهرة أو سابق معرفة في محيطهم، فقط تؤهلهم قصصهم ليكونوا نماذج ملهمة في وقت يحتاج فيه البلد المنكوب لبريق يأخذ بيده.

"مهتمين بالجوانب الإيجابية من مشاريع حكومية وخاصة إلى قصص نجاح من أفراد الشعب العراقي من أجل تطوير وإعادة بناء العراق وبث الرسائل الإيجابية عبر المنصات الرقمية كفيسبوك، تويتر وانستجرام" يوضح المتحدث باسم الفريق ماهية مشروعهم -تحفظ على ذكر اسمه.

بين صفحات الموقع تحكي حليمة مطشر عن تجربتها كمزارعة استطاعت في مدينة الديوانية –جنوب العراق- أن تحسن مستوى الإنتاج، ويعدد رحيم نعمة، نائب ضابط بشؤون الألغام والمخلفات الحربية، مواقف نجى فيها من الموت بينما تمكن من تفكيك أكثر من 100 عبوة ناسفة منذ 2003، فيما يقف أهالي الحمدانية –جنوب شرق الموصل- يزيلون آثار الدمار عن كنيسة الطاهرة للاحتفال بأعياد الميلاد من جديد.

 

حكايات نجاح وأخرى عن العودة إلى المناطق المحررة، خاصة الموصل يتضمنها "العراق جديد"، فيُرى مواطن يدعى فراس دانييل يطوف في أرجاء منزله المدمر بعد عودته إليه، فيما تتهلل أسارير تهاني فرحًا بينما تمسك كشافًا وتتفقد ما تبقى من كتب داخل مكتبة الموصل المركزية، التي رجعت إليها خصيصًا بعدما علمت أنه يمكن العمل للحفاظ على الصرح الذي أحبته.

مجموعة شباب من أصحاب الاختصاصات المختلفة ما بين المجال الرقمي، الإنتاج الفني، الصحافة والبحث، عكفوا منذ منتصف عام 2016 على التنقيب عن شخصيات وحكايات من قلب العراق. طريقان اتخذوه للوصول، الأول عبر ما يرسل إليهم منذ انطلاق صفحتهم على فيسبوك، والثاني يجتهدون فيه عبر البحث "لدينا فريق باحثين في إيجاد القصص الملهمة التي لم يسلط عليها الضوء من قبل الإعلام التقليدي أو الرقمي".

اعتمد "العراق جديد" على الحملات في نشر فكرته "عراقيات، أنا عمل، يلا نعمرها، عودة الموصل" أسماء مبادراتهم التي انطلقت حتى الأن، غير أن "عراقيات" أخذت شهرة أكبر، إذ سلطت الحملة الضوء على المرأة العراقية في ظل مجريات الواقع والعادات والتقاليد.

 

ردود فعل مختلفة استقبلها فريق عمل "العراق جديد"، كثير منها داعم لأبطال القصص، غير أن الأمر لم يخلُ من ردود سلبية "البعض انتقد ممارسة عمل المرأة كشرطية مرور أو بائعة قهوة في الشارع أو رياضية ونادوا بالتحفظ المجتمعي وأن المرأة دورها الأساسي في تربية الأطفال في البيت وعمل المطبخ".

تحديات عدة واجهها فريق العمل، يذكر منها المتحدث باسم "العراق جديد" قصة "هدى" رافعة الأثقال، التي تسكن مدينة ذات طابع محافظ في بغداد، وتسبب ذلك في صعوبات بالتصوير وبالكاد استطاعوا النشر، لكنها لم تكن الوحيدة، فعدد من القصص الملهمة تعذر تصويرها في الأساس بسبب الخوف من رد فعل المجتمع كما يقول.

  

ولأن مستقبل البلدان امتداد لتاريخها، قرر فريق عمل "العراق جديد" أن يتضمن مشروعهم جانب يقص على رواد الموقع حكايات عن الشوارع الثقافية وعادات لا يعرفها الكثير عن أهل العراق، فتارة ينشرون مقطعًا مصورًا عن خبز الطابك المعروف به سكان الأهوار، وتارة أخرى يتداولون مقاطع عن الشوارع الثقافية الموجودة في محافظات خلاف بغداد.

 

بالنسبة لفريق عمل "العراق جديد" كان التأثر بالقصص دافعًا شخصياً لتصويرها، غير أن أكثر الشخصيات التي ظهر تأثيرها بعد نشر قصتها عبر احتفاء المتابعين الذين بلغوا أكثر من مليون على صفحة الفيسبوك، كانت المزارعة حليمة، وكذلك مدربة التنمية البشرية سوزان التي تجاوز عدد مشاهدتها 3 ملايين كما يقول عضو الفريق.

لا يوجد مخطط زمني لانتهاء مشروع "العراق جديد"، يعمل الفريق على استمراريته من خلال تغطية أكبر عدد من القصص في المحافظات العراقية المختلفة، ومن ثم استمرار بث الروح الإيجابية، فيما يركز الفريق في الوقت الحالي لإطلاق حملة جديدة تتعلق بتسليط الضوء على المنتجات الوطنية العراقية.

فيديو قد يعجبك: