إعلان

"سوبر ماما".. أطفال مكفوفون يواجهون الظلام ببصيرة أمهاتهم

06:10 م الإثنين 19 فبراير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-شروق غنيم ودعاء الفولي:

تصوير-جلال المسري:

داخل مؤسسة "صناع مستقبل مصر"، لا تجد طفلا إلا ووالدته ترافقه، ليس لمساندته في الحركة؛ بل للتعلم معه. بات الصغار سببا في حصول أمهاتهم على التعليم، تيقنت أم منة من أهميته حين تعثرت في مساعدة ابنتها الكفيفة، كذلك أم محمد ودينا، أما صباح جمعة فتعلمت طريقة برايل لأجل ابنها.

منذ الصغر لاحظت صباح شغف وليدها محمد عشري بسماع الآذان، لا يرد على أحد إلا بانتهائه، لمحت حبه لتقليد صوت المؤذن بعفوية، حتى قال لها ذات مرة أنه يريد أن يعمل إماما حينما يكبر.

لم تفكر الأم كثيرا، أدخلته المدارس الأزهرية "بس كان مع مبصرين فاتبهدل"، فيما بعد نقلته لمدارس النور للمكفوفين. لم تتردد يوما في إلحاقه بأي مكان يحسن أدائه؛ جمعية "صناع مستقبل مصر" من ضمنهم.

أينما ذهب محمد فأقدام الأم تلازمه "عاوزاه ياخد فرصته ويطلع حاجة حلوة عشان محدش يقول ده كفيف ومش هيعرف يعمل حاجة".

من أجل هذا دخلت صباح فصول محو الأمية بالمؤسسة نفسها، قبل أن تبدأ بتعلم لغة برايل "عشان أعرف أساعد محمد في البيت وأخليه يلمس الحروف".

في صغرها لم تتعلم أم منة سمير، ذاقت مرارة قرار والدها بأن التعليم للأولاد فقط "كان نفسي أتعلم بس الجهل كان أقوى مننا"، لذلك أقسمت بألا تجعل أبنائها يمرون بنفس التجربة.

حين بدأت منة رحلتها في التعليم، كانت الأم عاجزة عن مساعدتها "اتقهرت بسبب ده لكن مكنش في إيدي حل"، وما إن علمت عن فصول محو الأمية في مؤسسة ابنتها لم تتردد "أبقى معاها وفي نفس الوقت أنفع نفسي".

"إحنا بنتنطط في كل حتة عشان عيالنا"، تحكي أم منة عن أيامها المرهِقة بين واجبات المنزل ومرافقة الفتاة في كل مكان، غير أن التعب يذوب حين تحصل منة على درجات مرتفعة ويتم تكريمها على تفوقها.

في المقابل تزداد مهام السيدة بدوية إذ تساعد طفليها المكفوفين دينا ومحمد، لكنها لا تملّ، تدرك أن ذلك حق أولادها عليها "صحيح متعلمتش بس عارفة قيمة العلام كويس".

في الصباح ترافق بدوية ابنيها إلى المدرسة والمؤسسة يومي الاثنين والخميس، ومساءً تنكفئ على ترتيب المنزل وصناعة أعمال يدوية لبيعها "عشان مقصرش في أي حاجة تجاههم".

يعاني الطفلان من تأخر عقلي بجانب فقدان البصر "عشان كدة مش بيسبهم في أي مشوار.. أنا إيديهم ورجليهم"، تدمع أعين الأم إذ لم يتبقٓ لدى ابنتها دينا سوى هذا العام للنجاح "سقطت سنتين ورا بعض في أولى ثانوي وخايفة يفصلوها".

تجاهد السيدة حتى لا تلقى ابنتها ذاك المصير، تتمنّى أن يصبحان في أحسن حال قبل أن تؤكد أن "لازم تتعلموا.. العلام هو سلاحكم في الدنيا".

مؤسسة تُعلّم الأطفال المكفوفين وأمهاتهم.. النور مكانه في "صناع مستقبل مصر"

صديقان في الدراسة والخير.. أحمد وعبد الرحمن كفيفان يعلمان الأطفال

بالفيديو- فسحة طفولية في حديقة الأورمان.. "من حق الكفيف يتبسط"

فيديو قد يعجبك: