إعلان

612 شائعة رصدتها الحكومة.. كيف تعمل ماكينة الشائعات على السوشيال ميديا؟

02:08 م الخميس 15 فبراير 2018

ماكينة الشائعات علي السوشيال ميديا تربك المصريين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

دليل المواطن لكشف الشائعات.. 5 نصائح من خبراء الإعلام 

 

كتبت - نانيس البيلي:

جرافيك: مايكل عادل - محمود شحاتة:

"رفع أسعار الوقود.. خميس مبارك يا مصريين".. شائعة انتشرت في الأول من فبراير الجاري حول صدور قرار بزيادة أسعار البنزين، وتناقلتها عدد كبير من الصفحات والحسابات عبر "فيس بوك" بسخرية وبشكل غاضب كما نشرها أحد المواقع الإلكترونية.

وفي اليوم نفسه، نفت وزارة البترول الموضوع جملة وتفصيلا، وقالت في بيان، إن ما يتردد عبر بعض المواقع الإلكترونية محضّ شائعات، وأهابت بالمواطنين تحري الدقة وعدم القلق حيال ما يردده البعض مستهدفين إحداث حالة من القلق والبلبلة، وبعد يومين نفى معلومات مجلس الوزراء نفس الشائعة.

1

"612 شائعة" هي إجمالي عدد الشائعات التي نفاها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، منذ أول تقرير يصدره المركز التابع لمجلس الوزراء في أكتوبر عام 2014، حتى آخر تقرير أصدره منتصف فبراير الجاري.

الشائعة عادة ما تبدأ ببوست مجهول على أحد الحسابات الحقيقية أو المزيفة بمواقع التواصل الاجتماعي وخاصةً فيس بوك، تتناقله صفحات مجهولة وصفحات تابعة لجماعة الإخوان، ومنها يتداولها عدد كبير من رواد السوشيال ميديا، انتهاءً بتكذيب من "معلومات مجلس الوزراء".. لتصبح مواقع السوشيال ميديا أشبه بـ"ماكينة لإنتاج الشائعات" التي تنتشر بين أوساط المصريين وتتسبب في حالة من الارتباك.

شائعة-عبر-السوشيال-ميديا

تطور السوشيال ميديا في السنوات الأخيرة

"هذا الكم الكبير من الشائعات مُرتبط بتطور السوشيال ميديا في السنوات الأخيرة" بحسب الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، والذي أوضح لمصراوي أن نسبة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي قبل 5 سنوات كانت لا تتجاوز 15% من الجمهور الحالي، ولكن مع انتشار أجهزة الحاسب الآلي والهواتف المحمولة وتطورها أدى إلى كثرة اعتماد الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بوك.

طبيب نفسي: الشائعات تُصَدر للمجتمع حالة من اليأس والإحباط

"الشائعة حرب نفسية، تُدمر الإنسان في أفكاره وتحدث داخله نوعًا من أنواع الصراع وتجعل المواطن لا يشعر بالاستقرار والأمان، ويصبح غير مستقر نفسيًا ومعنويًا، كما تُصدر للمجتمع حالة من اليأس والإحباط"، وفق ما أكد الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية.

ويؤكد "هاني" أننا نعاني في الفترة الأخيرة من انتشار الشائعات والأخبار المغلوطة، وأن الإنسان البسيط الذي ليس لديه ثقافة ووعي يصدقها وينساق وراءها ويبدأ في نشرها، وبذلك تتداول الأخبار المفبركة بين عدد كبير من الجمهور.

4 شائعات كل أسبوع

كثرة الشائعات التي تُروجها مواقع التواصل الاجتماعي، دفع "معلومات الوزراء" لإصدار تقرير للرد عليها بمعدل كل أسبوع تقريبًا، وأغلب الشائعات تكون اقتصادية خاصةً ما يتعلق بالدعم والسلع التموينية "الوقود، الخبز"، ويبلغ متوسط عدد الشائعات التي ينفيها معلومات مجلس الوزراء حوالي 4 شائعات في الأسبوع.

27934960_1642582102488659_671625577_n

كان آخر تلك التقارير أول أمس الثلاثاء، حيث نفى المركز ما تردد من أنباء تفيد بمنح وزارة التربية والتعليم إجازة أسبوعًا لجميع المدارس خلال فترة الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأوضح أن الوزارة لم تناقش هذا الأمر، وأن الإجازة ستُمنح للمدارس التي ستعقد بها لجان انتخابية فقط، مع سير الدراسة بشكلٍ طبيعي في باقي المدارس بمختلف أنحاء الجمهورية.

إخفاء الحكومة للحقائق قد يعزز الشائعات

Untitled-1

في منتصف أكتوبر الماضي، تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الصفحات عبر "فيس بوك" خبراً حول إصابة رئيس الوزراء شريف إسماعيل بمرض خبيث مرفقة بصور يظهر فيها دون شعر رأسه، بعدها نفى مركز معلومات مجلس الوزراء تلك الأنباء، مؤكداً أنها شائعات وأن "إسماعيل" ‏يُمارس عمله بكامل طاقته وبشكل طبيعي كالمعتاد.

بعد حوالي شهر أعلن المتحدث باسم مجلس الوزراء أن "إسماعيل" سيتوجه إلى ألمانيا لتلقي العلاج وإجراء جراحة عاجلة من مرض في الجهاز الهضمي.

3

أستاذ إعلام: تُصبح السوشيال ميديا مصدرا وحيدا للمعلومات في ظل غياب البيانات الرسمية

يرى "العالم" أن السبب الجوهري في كثرة الاعتماد على السوشيال ميديا كمصدر وحيد للمعلومات، يرجع إلى أن الإعلام المصري في عدد من الأزمات والأحداث الكبرى كان لا ينشر أي معلومات عنها ويعتمد على البيانات الرسمية التي تتأخر لأيام، وهو ما كان يجعل بعض صفحات الفيس بوك تبُث البيانات المغلُوطة وتكون هي المصدر الوحيد المتاح أمامهم، فيجد الجمهور نفسه أمام معلومات مغلوطة لا يعلم مدى صحتها فيكون هناك دافع عند الناس لتصديقها وتشييرها.

ولمواجهة شائعات السوشيال ميديا، يقول "العالم": يجب على الإعلام الرسمي أن يُسرع بتقديم بياناته أو يُقدمها في أوقات مناسبة للجمهور ولا ينتظر لأيام، وأن تقوم الجهات المعنية بنفي المعلومات المغلوطة قبل انتشارها "تشييرها"، ويُشدد "هاني" على أهمية استخدام القنوات الإعلامية في نشر الأخبار الصحيحة وفي نفس الوقت تكذيب الشائعات والأخبار المغلوطة.

"الصورة".. وجه آخر للشائعات

لا تتوقف ماكينة الشائعات التي تفرزها السوشيال ميديا على الأخبار المغلوطة التي تتعلق باقتصاد وأمن الدولة، بل تشمل كذلك صوراً مزيفة مُتعلقة بقصص أو قضايا إنسانية..

تداول قصة إنسانية لشهيد عراقي باعتباره مصري

27847802_10215917091789785_1134467010_n

رجل مُسن، يُمسك بقطعة قماش بيضاء في يده، بانحناءة ظهره يقف يتأمل لافتة موضوعة بأحد الشوارع تحمل صورة لشاب يرتدي بدلة عسكرية، ويظهر في الجزء الأعلى من جهة اليسار خط أسود، وفي مشهد آخر يتحرك الرجل ذو الشعر الأشيب ويمسح تلك اللافتة. انتشرت تلك الصورتين بشكل واسع النطاق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في أواخر ديسمبر الماضي، وبعد حادثة استهداف مطار العريش خلال زيارة وزيري الدفاع والداخلية، وتداولتها صفحات وحسابات مصرية وأشارت إلى أنها لوالد ضابط شهيد مصري يذهب كل يوم حيث عُلقت لافتة ابنه يقف يتأملها ويمسح عنها التراب.

بالبحث عن أصل صورة "الرجل المُسن" تبين أنها لضابط عراقي استشهد في معارك أمام داعش، بينما تداولتها عدد من الصفحات على أنها لضابط مصري استشهد في عملية ضد الإرهاب.

27848783_10215917078429451_2064529988_n

إحدى تلك الصفحات حملت ضمن اسمها كلمة "مصر" وعلقت: "الناس دي هي اللي بتكتب تاريخ مصر الحديث، رحم الله شهدائنا"، وحازت الصورة على أكثر من ألفي إعجاب و300 شير، وجاءت معظم التعليقات مُصدقة ومتعاطفة مع الرواية من بينها "يا وجع قلب كل بيت في مصر"، بينما تعرف عدد قليل على حقيقة الصورة وأنها لا تخص شهيد مصري من بين تلك التعليقات "رحم الله شهداء الأوطان، الصورة من العراق".

Untitled-1

بعد هجوم مسجد الروضة بالعريش في نوفمبر الماضي، انتشرت صورة لطفل شهيد تسقط دمعة من عينه، تداولتها بعض المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "دمعة طفل شهيد في هجوم مسجد الروضة تهز مشاعر المصريين"، بالبحث عن أصل الصورة تبين أنها لطفل يمني سقط شهيدًا جراء قصف الحوثيين على مدينة تعز في مايو من العام الماضي، حيث رصده أحد المصورين وهو مغمض عينيه والدموع تنزل على وجنتيه قبيل أن يفارق الحياة.

مواجهة الشائعات

هناك عدد من الطرق لمكافحة الشائعات، يرى الطبيب النفسي محمد هاني أن وجود رقابة مُقننة لتصدير المعلومة المؤكدة للناس يُعتبر أمر ضروري لمواجهة الشائعات، ويشدد على أهمية أن يقوم الجهاز الوطني للإعلام بتنظيم دورات تثقيفية للشباب والمجتمع، وتوعيتهم بمصادر الإعلام الموثوق فيها لاستقاء الأخبار منها، بجانب دراسة الشريحة العريضة من مستخدمي "فيس بوك" ومعرفة كيفية توجيه المعلومات والأخبار لهم .

"توعية الجمهور بأن هذه الفترة هي فترة قومية وأقرب إلى حالات الحروب والأزمات" يقول "العالم"، ويضيف أنه يجب على رواد مواقع التواصل الاجتماعي ألا يقوموا بنشر المعلومات غير الرسمية ولا يعتمدون على الفيس بوك كمصدر لاستقاء معلوماتهم، كما يجب على وسائل الإعلام نفسها ألا تنشر معلومات من السوشيال ميديا، وتخصص حلقات برامج وتجعلها موضع تساؤل للضيوف حتى لا تكون وقتها موضع تصديق من الجمهور.

كيف يعرف المواطن الشائعات والأخبار المغلوطة؟

"السوشيال ميديا ليست مصدر للحصول على المعلومات، والشائعات عمرها قصير ويتم تكذيبها بعد فترة" تقول الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقًا، وتحدد بعض الطرق للتعرف على الشائعات:

أولاً: يجب على المواطن أن يُدقق في مصدر الخبر "هل منسوب لجهة أو شخص أم مجرد كلام مرسل".

ثانيًا: يُعمل العقل ويُفكر هل الخبر منطقي أم غير قابل للتصديق وبه مبالغة.

ثالثًا: عمل ربط منطقي بين أجزاء الخبر، فمهما كانت الشائعة قوية فهي تعتمد على جزء من الحقيقة لكن الباقي يكون كذب.

رابعًا: أي شيء منشور لا نصدقه فوراً، ننتظر للتأكد من خلال أكثر من مصدر.

خامسًا: نبحث عن الخبر في أكثر من مصدر، إذا كانت هناك أجزاء مختلفة به نعرف أنها شائعة.

 

فيديو قد يعجبك: