إعلان

"ناس من مصر".. مترجمة مصرية تحكي عن مغامراتها مع مصور أمريكي

01:11 م الأحد 21 أكتوبر 2018

نوران وبراندون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

في نوفمبر 2010 أطلق براندون ستانتون صفحته تحت اسم "الناس من نيويورك"، قرر رصد نوعيات مُختلفة من البشر، قصص متنوعة، كُلها تأتي لستانتون فيُحوّلها إلى صورة وجملة إنسانية مؤثرة، فيما تحظى صفحته الآن بمتابعة أكثر من 17 مليون شخصًا حول العالم، خلال السنة الحالية قرر المصور الأمريكي التجوّل داخل القارة الأفريقية، بدأها بمصر، عايشت تجربته المترجمة "نوران ابراهيم" في سبتمبر الماضي.

تواصل مصراوي مع نوران للتعرف على تجربة ستانتون داخل مصر، الصعوبات التي قابلتهما خلال الرحلة، تفاصيل أكثر عن كواليس الرحلة والأشخاص الذين قابلهم المصور الأمريكي، حيث رصد حوالي 20 قصة إنسانية من داخل المجتمع المصري.

1

كانت نوران واحدة من متابعات الصفحة "هي صفحة مُفضّلة عندي"، قبل أسبوعين من مجيء ستانتون إلى مصر كتب على صفحة ناس من نيويورك أنه يحتاج إلى مترجم في القاهرة، حدّد صفاته بأن يكون لديه خبرة في مجال الترجمة "ومُتكلّم في الشارع". كانت فُرصة جيدة بالنسبة لنوران "سجلت له فيديو شرحت فيه إني تخصص ترجمة وعايشة في القاهرة فأقدر أتحرك فيها بشكل كويس"، مرّ الأسبوعان وتحوّلت نوران من متابعة بعيدة إلى مرافقة لستانتون في رحلته داخل القاهرة.

تعمل نوران مدرس مساعدة بكلية ألسن، عين شمس، كذلك فهي مُترجمة حرة، لذا فليس غريب عليها مرافقة الأجانب في رحلاتهم داخل مصر، لكن رحلة ستانتون لم تكن عادية، فرغم أنه ليس صحفي، لكن عمله يُشبه الصحافة "دي كانت أول تجربة ليا إني أكلم ناس معرفهمش ونصورهم".

2

تعمل صفحة ناس من نيويورك على رصد قصص إنسانية، المُختلف الذي يقوم به المصور الأمريكي هذه المرّة، هو رصدها لكن في بلدان مختلفة، كانت المرة الأولى التي يزور فيها ستانتون مصر، رغم ما جاءه من نصائح كثيرة من مصريين، كما تقول، تُحذّره من السفر إلى مصر باعتبارها بلد غير آمن، لكنه لم يلق بالًا لهم "حكالي إنه اتعرض لمواقف أصعب في دول تانية".

3

عبر شوارع القاهرة، من الحسين وحديقة الأزهر بارك ثم وسط البلد والزمالك إلى مصر الجديدة، تجوّل ستانتون برفقة المُترجمة المصرية، بعد تنسيق صديق ستانتون المصريّ، وهو المُغامر عمر سمرة، لكافة التصريحات والإجراءات الأمنية المطلوبة للتصوير. لم يُعدّ براندون ونوران خُطة مُحكمة للجولات بل نقطة بداية فقط "خطة كروكي بس"، تكفل لهم حرية التحرّك "كنا في أول يوم نبقى مقررين نروح على مكان، وبعد كدا بنسيب رجلينا، ممكن براندون يشد نظره مكان واحنا راجعين فنروح عليه".

خطط ستانتون البقاء في مصر ستة أيام، منهم 4 في القاهرة، والبقية في الإسكندرية مع صديقه سمرة، كانت نقطة البداية لدى ستانتون رغبته في زيارة حديقة مفتوحة "شبه سنترال بارك"، وهي جنينة كبيرة في منطقة مانهاتن بمدينة نيويورك، أشارت إليه نوران بحديقة الأزهر بارك، هناك بدأ ستانتون في اصطياد الحكايات.

4

لم يُصاحب ستانتون في جولاته سوى الكاميرا وتليفونه المحمول، لم يتحدّث المصور الأمريكي مع أي شخص بشكل عشوائي، بل كانت له عين الخبير "فيه مواصفات معينة، يستحسن طبعًا يكون شخص لوحده عشان يعرف يتكلم براحته"، لم يُركّز على ذلك فقط؛ حوالي 9 قصص من أصل 20 قصة هي للسيدات "كان عنده فكرة مُسبقة إن الستات في المجتمعات العربية مش واخدة حقوقها بالقدر الكافي"، كان ستانتون على يقين أن السيدة التي توافق على الحديث معه لديها حكاية ما.

لم يخب ظن ستانتون في ذلك، كُل قصة حكتها امرأة كانت مؤشر على قوّتهن، في كل مرة يتمكّن الأمريكي من التقاط الحكاية المُناسبة، واحدة تسرد كيف حاولت اكمال تعليمها بعد زواجها، حتى نجحت في ذلك، وأخرى تحكي عن قصة حُبّها التي لم تنجح، وفتاة ثانية تقصّ عليه رغبتها في السفر إلى سريلانكا، ورفض والدها لأنه لا يفهمها، والتي تحكي عن استرجاعها لحق أبنائها في ميراث والدهم.

5

كُل يوم كانت نوران تعود بطاقة مُذهلة "رغم كل المشاوير اللي كنا بنعملها في اليوم الواحد"، تلك السّعة تُمكّنها من بدء يوم جديد برفقة ستانتون. رجال ونساء وأطفال، حقق ستانتون في جولته زخم من الحكايات نشرها عبر صفحته، كانت كل قصة تُنشر تحصد اعجابًا وتعاطفًا شديدًا، تستغرق مقابلة ستانتون مع الشخص حوالي السّاعة، لا يكتبها كلها كتعليق خلفي للصورة بل فقرة واحدة تُحدث أثرًا كبيرًا "وهو في وسط الحوار بياخد ملاحظات يكتبها على الموبايل، هو بيشوف أكتر حاجة معبرة عن القصة".

6

على صفحة نوران بالفيسبوك أعادت نشر عدد بعض القصص، كل قصة تحكي فيها عن الكواليس، وتُشير للمصاعب التي قابلتهما مثل التعسف الإداري وتهديد البعض لهما داخل إحدى المناطق، شعُرت نوران بأنها داخل مُغامرة كبيرة لأول مرة تطرق أبوابها، لكن بالنسبة لستانتون "أكتر موقف كنت حاسة فيه بالخطر، هو محسّش بأي خطر نهائي".

بالإضافة لحكايات القاهرة، سافر ستانتون للإسكندرية ليرصد قصص أخرى، برغم احتكاك الأمريكي بكل تلك القصص، وقع أسيرًا لحكاية بعينها، سيدة تشعر بثِقل الحزن والندم وتحتاج للمساعدة، كل ذلك في آن واحد، توفّت أختها وبُترت قدم والدتها "كان متأثر جدًا، حتى اتكلم معاها يقولها إن مينفعش تلوم نفسها".

7

رغم تعدد تجوّلات ستانتون في شوارع القاهرة الخاصة بعمله، لكن لم يتأثر بأي من تلك الأماكن، الموقع الوحيد الذي ذهب إليه دون حاجة هو الأهرامات، حيث وقع في غرامه "جاله حالة هوس، خلال الأربع أيام كنا مع بعض فيهم راح الهرم مرتين"، شاهد الأهرامات صباحًا ومساء "الأول روحنا عرض الصوت والضوء، وتاني مرة أصرّ يشوف الهرم بالنهار"، الهوس ذلك جعله يُقرر أنه سيعود في المرة القادمة برفقة ابنته.

تلك التجربة جاءت في وقتها كما تقول نوران "كنت محتاجة ليها جدًا"، غمر جسدها الأدرينالين، وكسرت روتين يومها، تعلّمت نوران الكثير من المصور الأمريكي "يمكن أكتر حاجة أثّرت فيا هي إنسانيته"، كما أنها سعُدت كثيرًا بمعرفة كل تلك الحكايات "الناس عظيمة، بالذات الستات وراهم حاجات بديعة".

فيديو قد يعجبك: