إعلان

"طول ما أنا عندي صحة".. حمدي يدرب سيدات النوبة على الحرف اليدوية

05:31 م الثلاثاء 16 أكتوبر 2018

سيدات النوبة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:
تصوير- محمود بكار:

يشعر حمدي أبا زيد أن الله رزقه طريقًا عليه أن يسلكه، لقد تخصص في علم الاجتماع حتى يُنمّى مجتمعه الصغير، نشأ الرجل في نجع غلالاب بغرب أسوان، وما إن انتهى من دراسته بالقاهرة حتى عاد لبلدته، ليجد سبيله في جمعية تنمية المجتمع ليضع قلبه فيها، يُدرّب السيدات والفتيات على المشغولات اليدوية، والتي تُعرض منتجاتها تلك الأيام عبر معرض "كرافيتي إيجيبت".

1

يستمر المعرض، بأرض المعارض، حتى يوم 18 أكتوبر، والذي ينطلق عبر مبادرة "إبداع من مصر"، التي تضم أكثر من 30 شريك من المؤسسات والجمعيات الأهلية والهيئات الحكومية.

داخل الرُكن المخصص لجمعية تنمية المُجتمع جلست فاطمة إسماعيل، واحدة من السيدات المُشاركات بأعمالهن اليدوية، يقول حمدي، أمين الصندوق، إن الجمعية تُدرّب عدد كبير يتراوح من 75 إلى 100 سيدة وفتاة، بابتسامة خجول تُشير فاطمة للسائلين عن أسعار المشغولات، هي التي رأت والدتها تحيك بيديها جزء من تراث الأجداد.

2

بألوان زاهية عُرض العديد من المشغولات اليدوية، لكن الجمعية لم تكتفِ فقط بنقل التراث القديم، بل أخذوا في التطوير، يُشير حمدي إلى المحفظات المصبوغة بألوان زاهية "دي فكرتي بس البنات طوروا فيها"، يفتخر حمدي بعمل الفتيات الصغيرات، حيث قامت الجمعية باستهدافهن أيضًا "حبينا إن الشغل يبقى لأي حد، مش للسيدات الكبار سنًا فقط".

3

لازالت تتذكر فاطمة والدتها وهي تُحيك بيديها المشغولات لأجل فرح أختها الكبيرة "كنت بساعدها، أصبغ الخيط أو أضفّر معاها"، بهذه الطريقة تعلّمت السيدة النوبية، أصبح من المُعتاد أن يراها أولادها يوميًا تشتغل على مُنتج جديد، تعمل وتكسب دخلًا يُقيم عِماد البيت، كذلك غيّرت الجمعية ما اعتادت عليه فاطمة "مكنتش بخرج من البيت عشان العيال"، تقول ببسمة خَجْلَى، لكن حمدي يضحك قائلًا "دي مكنتش بتخرج عشان القيم السايدة في البلد".

4

منذ أوائل التسعينيات انضمّ حمدى إلى الجمعية، كذلك فاطمة في الوقت ذاته، يذكر إن المؤسسة قائمة منذ عام 1967، من مهام عمل حمدي هو التدريب، لذا فإنه المعنيّ بتطوير سيدات غلالاب "يهمنا إن أي ست مالهاش حرفة تتعلم، في الأول الناس كانت فاكرة إن الشغل ده للأرامل والمطلقات فقط"، تدريجيًا ازداد عدد السيدات المُنتجات، وشمل الفتيات أيضًا.

5

رغم أن كلمة تنمية المُجتمع كبيرة، إلا أن حمدي يهمّه بالفعل تطوير بلدته، يؤمن أنه سيظل على سبيله حتى النهاية، ويكفيه أنه يجد سعادته المطلقة في مواقف صغيرة مثل التي يحكيها "واحدة تيجي تشكرني إني ساعدتها عشان ابنها في الجيش ومش معاها فلوس تديهاله، لكن أنا بقولها أنا معملتش حاجة دا شغلك وانتي بتاخدي حقه، طول منا عندي صحة هحاول أعمل ده".

فيديو قد يعجبك: