إعلان

اللغة العربية على أنغام العود.. في فلسطين التعليم يبدأ من الموسيقى

03:50 م الخميس 11 أكتوبر 2018

سلام أبو آمنة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

على المقاعد جلس الأطفال مشدوهين، يبتسم بعضهم ويدندن آخر، لا يبدو المشهد وكأنه داخل فصل، غير أن سلام أبو آمنة، المعلمة الفلسطينية، اعتادت على تحويل الحصص المُملة إلى ساحة للغناء الهادف، الذي يدخل قلب الصغار، ويجعلهم يفهمون الدرس بسلاسة.

فيديو صغير التقطته والدة طفل في مدرسة الرينة، بمحافظة الجليل شمال فلسطين، سجلت فيه لحظات من غناء سلام للتلاميذ بحصة اللغة العربية، انتشر المقطع بشكل ضخم، وتوالت الرسائل على بطلته تشكرها على طريقة التعليم المختلفة، فيما لم تلك المرة لم تكن الأولى للمُعلمة الأربعينية.

منذ عشرين عاما بدأت المعلمة الفلسطينية رحلة التدريس، حصلت على شهادة في التربية من جامعة حيفا، تخصصت في اللغة العربية ودرّستها لتلاميذ المرحلة الابتدائية، وبجانب الدراسة كانت موهبتها في الغناء والعزف تكبر أيضا "اتعلمت على العود والبيانو بشكل سماعي".

بشكل متجدد، تؤلف سلام الأغاني للأطفال "بيكون بناء على الحالة اللي بعيشها الطفل وبيطلبها"، باتت تعرف ما يُفضله كل تلميذ لديها، فيما لم تعد أغانيها مقتصرة على المنهج فقط "بحاول أكتب اغاني تحاكي حياته اليومية". لا تفعل سلام ذلك من أجل الأطفال فقط؛ هي أيضا تحتاجه "هاي هي موهبتي وبحب أدخلها في كل شيء، حتى إني بقسم الحصة جزئين، جزء عادي وجزء للغناء المفيد"، إذ تُغني سلام داخل وطنها في مناسبات مختلفة وتُحيي التراث الفلسطيني.

"في بنت عندي صوتها جميل اسمها نور وكمان بنت اسمها ريتال تموت في الموسيقى وبتعزف على آلة الكمان"، لا تزيد أعمار الأطفال في صف سلام عن ثماني سنوات، لكنهم بمجرد أن تبدأ الغناء "عم يصقفوا لي ويشجعوني ويقولوا لي لازم تشتركي ببرنامج آراب أيدول"، تؤمن سلام بقدرات الصغار "هم مش ناقصين شيء، كيان متكامل لازم نغذيه بكل الطرق، مش مجرد يحفظ وخلاص"، كما تعرف في المقابل مدى صعوبة اللغة العربية "لكن الطفل إذا أحب المعلم هيتلقى أي شيء منه بسهولة".

حُب التدريس لم يترسخ في قلب سلام من فراغ. تذكر الأم الأربعينية مُدرس التاريخ الذي زرع فيها ذلك بالمرحلة الثانوية "كتير كان مثقف ومستمع جيد وكنت شاطرة في المادة بتاعته"، لا تتعامل سلام مع الفصل والمدرسة والحصص كتفاصيل روتينية، تستمتع بما تقدم "وبتمنى نوقف أساليب تقليدية ونفكر في الجديد اللي يخلي الأطفال يرجعوا يحبوا الدراسة مرة أخرى".

فيديو قد يعجبك: