إعلان

حريق الراشدة.. "فتحي" احترق نخله وبيته ويعيش في مضيفة الجنازات

02:50 م الأربعاء 10 أكتوبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - نانيس البيلي:

فيديو - نسيم عبد الفتاح:

تصوير - محمود أبو ديبة:

بأنامله المملوءة بالندوب، أخذ "فتحي حسن" يَتحسَس البلح المُحترق أعلى أشجار النخيل بأرضه، وجهه ينطق بالحسرة، كان يستعد لحصاده الأيام المقبلة، لكن باغته الحريق الذي أكل نخيل قريته "الراشدة" ليلة الجمعة الماضية.

في لمح البصر فقد كل شيء، مصدر رزقه الوحيد، بيته، والآن ينام هو وزوجته على الأرض بمضيفة الجنازات بالقرية "حاجتي كلها اتدمرت، خسارة متتعوضش" يقولها وهو يغالب دموعه.

5

بين جدران وأسقف منزله المحترقة، كان "فتحي" يطوف شارد العقل، لم يستوعب بعد ما جرى، يذكر ما حدث كأنه يحكي كابوسًا مزعجًا، مساء يوم الحريق كان صاحب الـ63 سنة يجلس مع زوجته وأبنائه الثلاثة، عادة أسبوعية يستأنس فيها بجمعهم مع أزواجهم وأطفالهم، كانت أصداء الحريق المشتعل بمنطقة العيون - على بعد 4 كم من الراشدة - هي محور حديث الأهالي، تتابعها أسرة "فتحي" بآسى، يتضرعون إلى الله لفك الكرب.

1

في العاشرة مساءً، وصلت النيران إلى بيت "فتحي" الصغير المطل على زراعات النخيل المشتعلة "حسيت سخونية جاية علينا، نار جامدة أوي"، أحرقت جدران المنزل المبنية بالطوب اللبن (الني)، أتت على سقفه المشيد من الخوص والجريد "لقينا السقف بيتطبق علينا والحريق خشت عالبيت".

لن ينسى الرجل مشاهد الهلع التي عاشها في اليوم المنكوب، "قعدنا نجري على الشارع ونصوت" يذكر بصوت مبحوح، "كنا مرعوبين، فكرت أنقذ نفسي وولادي، قولت مش مشكلة العفش يتحرق"، إنقاذ الأطفال كان أول هَمه "طلعت العيال الصغيرين بعيد عن النار"، بعدها اطمأن على سلامة زوجته وأبنائه.

3

20 ألف نخلة على مساحة 150 فدانًا، احترقت إثر الحريق الهائل الذي اندلع، مساء الجمعة الماضي، في زراعات نخيل قرية "الراشدة" في مركز الداخلة بالوادي الجديد، واستمر لما يقرب من 16 ساعة، وخلّف حوالي 50 مصابًا بينهم 11 من الحماية المدنية.

2

كانت الدقائق عصيبة على نفس المزارع الستيني، يُهرول بجنون مع أسرته "كنت تايه مش عارف نفسي فين، حسيت بإرهاق وصداع"، ظل يصرخ ويستغيث "زوري راح مني"، تعثر وأصيب جسده النحيل بكدمات "وقعت وشكتني شوكة في ركبتي، طلعت من الناحيادي عالنحيادي".

7

بعدها بدأ الأهالي والجيران يهدأون من روعه، نادوا في الجميع لإنقاذ ما يستطيعون من أثاث البيت "دخلوا طلعوا العفش بتاعي، البوتجاز والغسالة والأنابيب عشان ما تضربش"، حملوها على سيارة ونقلوها إلى منزل أحدهم في آخر القرية، أما هو وأسرته فاصطحبهم الأهالي إلى دار المناسبات "المضيفة" بالقرية.

6

منذ الكارثة يعيش "فتحي" وأسرته مأساة، يقضي الأب أيامه مهدداً بالطرد من "المضيفة" في أي وقت في حالة حدوث حالة وفاة بالقرية واضطرار الأهالي لاستخدامها.

END

خسر الرجل محصول أرضه التي يقتات منها، تعرض منزله لتهدم جزئي في الأسقف والجدران "البيت اتدمر خالص معدش يتسكن"، ورغم أنه حصل على وعد من محافظ الوادي الجديد بتوفير مسكن له "بس لحد النهاردة محدش سأل فينا، وبنام أنا وزوجتي على الأرض في دار المناسبات".

فيديو قد يعجبك: