إعلان

فاروق شوشة.. المُدافع عن "لغتنا الجميلة"

08:23 م الثلاثاء 09 يناير 2018

فاروق شوشة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

أورثته قريته حُبَّ الشّعر، هو القادم من قرية "الشعراء" بدمياط، صارت بينه وبين اللغة العربية علاقة خاصة، دافع عنها بقلمه ولسانه، وترأس مجمعها اللغوي، على مدار أعوامه الثمانين كان الشاعر فاروق شوشة مُدافعًا وحارسًا وحامياً للغة الضادّ.

في التاسع من يناير عام 1936، وُلد شوشة داخل قرية تربت على الشعر، فُطم على السطور المُنظمة المُطعمة بالسجع، قريته كانت عامرة بشعراء ربابة يتحدثون عن الأبطال الشعبيين، وفي كُتّاب القرية كانت "أكاديميته الأولى" كما قال بأحد الحوارات، فلم يكن الكُتّاب بالنسبة له مجرد مكان لحفظ القرآن الكريم بل "خبرة لغوية تأسيسية". فصارت اللغة في دمه منذ خطواته الأولى، وكان تأثير القرآن الكريم عليه قويًا، ومن بعده المكتبة الذي تعرّف فيها على شعراء أمثال إبراهيم ناجي ومحمود حسن إسماعيل.

خلال المرحلة الجامعية؛ كان الخيار الطبيعي بالنسبة لشوشة هو الالتحاق بكلية دار العلوم، التي تخرّج فيها عام 1956، بعدها بعامين فقط؛ تمكّن من دخول الإذاعة، التي تدرّج في وظائفها حتى أصبح رئيسًا لها عام 1994.

كان برنامجه "لغتنا الجميلة" من أشهر البرامج الإذاعية، الذي اتخذه وسيلة لتعريف الجمهور بالعديد من الشعراء العرب، وعلى مدار 40 عاماً كان برنامجه محطة هامة للاعتناء بقضايا اللغة العربية.

يحكي شوشة عن كواليس إذاعة البرنامج في أحد حواراته؛ "فوجئت باتصال تليفوني من الإذاعي الشهير محمود شعبان (بابا شارو) بعد نكسة 1967، يطلب مني برنامجاً يُعيد الصلة بالقيم المعرفية والتراث العربي، فكان برنامج (لغتنا الجميلة)، الذي يبدأ ببيت للشاعر حافظ إبراهيم "أنا البحر في أحشائه الدر كامن.. فهل ساءلوا الغوّاص عن صدفاتي".

ترك برنامج "لغتنا الجميلة" أثرًا كبيرًا لدى جيل كامل تربّى على سماعه، كما تحوّلت حلقات البرنامج إلى مُجلدات لم يكتمل نشرها إلى الآن، وكانت بإيعاز من محمد مدبولي المعروف بالحاج مدبولي صاحب المكتبة الشهيرة بوسط البلد، وبالنسبة لشوشة فقد أصبح البرنامج جواز سفره إلى عدة بلدان عربية.

ولأهمية برنامجه وكونه مرجعًا للغة العربية؛ طرح شوشة مُبادرة على رئيس شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، لتوزيع تسجيلات البرنامج على المدارس والطلاب والمعلمين كهدايا، لتعليمهم النطق الصحيح للغة العربية، إلا أن ذلك لم يحدث.

لم يكتفِ شوشة بالبرنامج الإذاعي، فقرر تقديم برنامجه الأشهر "أمسية ثقافية" عام 1977 الذي عاش على شاشة التليفزيون لـ 30 عامًا، واستضاف من خلاله العديد من الشعراء والكُتاب على مدار 150 حلقة، من أبرزها الظهور الإعلامي الوحيد للشاعر أمل دنقل.

لدى شوشة 14 ديوانًا شعرياً، أولها "إلى مسافرة" عام 1966. اهتم بقضايا الوطن العربي عبر شعره، مثل قصيدة "بغداد يا بغداد"، وقصيدة "الشهداء" التي أهداها لشهداء ثورة 25 يناير.

وإلى جانب الدواوين الشعرية؛ حمل شوشة لواء جمع العديد من القصائد المهمة، منها "أحلى 20 قصيدة حب في الشعر العربي"، وقد حاز الشاعر على عدد من الجوائز الشعرية من بينها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1997، وجائزة النيل.

فيديو قد يعجبك: