إعلان

"قول لأ" في معرض الكتاب.. ورشة تشجع الأطفال على رفض "الأذى"

05:56 م الإثنين 29 يناير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- رنا الجميعي ودعاء الفولي:

في قاعة الطفل بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وقفت نعمات علي، حولها مجموعة من الأطفال، تبدأ أعمار بعضهم من 3 سنوات، فيما آباؤهم في خلفية المشهد يستمعون لما يُقال. بحركات بسيطة وكلمات واضحة تحدثت الطبيبة عن كيفية رفض الإيذاء الجسدي والجنسي، بينما يساعدها عرض الأراجوز وأوراق التلوين التي تم توزيعها.

بالأمس قدم أطباء عيادة واحة للصدمات النفسية ورشة رفض الإيذاء للأطفال تحت رعاية الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان.

"نعمل إيه يا ولاد لو حد حاول يلمسنا؟ نقوله لأ بصوت عالي".. كانت نعمات-مدير عيادة واحة- تشرح للأطفال، من خلال خلق حوار مع الأراجوز الذي تُمسكه إحدى زملائها في العيادة، تسأل الصغار عن كيفية التصرف، فتأتي إجاباتهم متنوعة بين الهروب، أو إخبار أحد البالغين.

منذ ثلاثة أعوام بدأت نواة عيادة واحة "بنستقبل الأطفال أو المراهقين اللي اتعرضوا لصدمات نفسية وبنحاول نوعيهم أو نعالجهم"، وفي ذلك العام قرر القائمون على العيادة تقديم تلك الورشة التي تضم أكثر من محور "أهمها إنه الأطفال تفهم إزاي توقف أي إيذاء بتتعرض له".

لم يركز المحتوى على لفظ العنف الخارجي فقط "كان لازم نقول لأولياء الأمور إنهم يسيبوا فرصة لولادهم يقولولهم لأ بشكل مش عنيف لأن ده الطريق اللي هيخليهم يلفظوا العنف الخارجي" حسبما تقول شيماء مسلم نائب مدير عيادة واحة.

بين الحضور كانت هبة عبد النبي رفقة طفلتيها "اتبسطوا باللي اتقال رغم إنهم عارفين معظمه"، يبلغ عُمر ابنتها الكبرى 8 سنوات "كان لازم أفهمها الحاجات دي عشان أعرف لو حد عمل لها حاجة في المدرسة"، ورغم أن الأم تعمل في مجال رياض الأطفال "لكن برضو فكرة الورشة وبساطتها كانت جديدة بالنسبة لي".

تأتي فعالية عيادة واحة، ضمن مجموعة من الأنشطة التي ترعاها الأمانة العامة للصحة النفسية؛ إذ اُقيمت منذ يومين ورشة "رحلة في المشاعر" لتعريف الأطفال كيفية استكشاف ما يشعرون به، بالإضافة لعدة ندوات في الأيام القادمة عن الاكتئاب، التوحد، فرط الحركة لدى الأطفال "غير إن في طبيب من الأمانة في سرايا 2 متواجد يوميا للرد على أي استفسار نفسي من الزوار" حسبما يقول الطبيب محمد علي، مدير إدارة الإعلام بأمانة الصحة النفسية.

حين انتهت مدير عيادة واحة من شرح فكرة الإيذاء للأطفال، وزعت أوراقاً وألوانا، كُتب فوق كل واحدة كلمة "لا" بالعربية والإنجليزية، تفاعل الموجودون مع النشاط، منهم كان أبناء منى أسامة.

تلك المرة هي الأولى التي تحضر فيها منى فعالية شبيهة "استفدت لأني مكنتش عارفة إزاي أوصل لولادي موضوع التحرش بشكل يناسب سنهم"، حرصت الأم طوال مدة الورشة على لفت انتباههم تجاه ما يُقال "كان الأسلوب سلس وجميل".

في المقابل تلقى فريق "واحة" ردود جيدة عقب انتهاء الورشة "العرض فتّح للأهالي أسئلة تانية عن أولادهم وإزاي يتعاملوا معاهم"، تقول شيماء، موضحة أنه رغم محاولتهم ترسيخ قيمة الاعتراض لدى الطفل "بس محدش من الآباء شاف إن ده غلط أو عصيان ليهم، بل العكس".

فيديو قد يعجبك: