إعلان

في اليوم العالمى لـمواجهة "الانتحار".. تعرف على أبرز دوافعه وكيف تتجنبه

01:37 م الأحد 10 سبتمبر 2017

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - مي محمد:

تعددت وقائع الانتحار، وأخذت حيزًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، فلا يمر يومٌ حتى نطالع حادثة انتحار جديدة؛ أمس الأول الجمعة انتحر شاب في الجيزة. والخميس الماضي انتحرت ربة أسرة في الدقهلية، والأربعاء انتحرت سيدة أخرى.

ما عليك إلا أن تستخدم مؤشر البحث في أي من المواقع الإخبارية لتطالع العشرات من حوادث الانتحار التي تقف وراءها أسباب متعددة، ما بين الفقر والقهر والأزمات النفسية والاصطدام بمشاكل اجتماعية أو أسرية.

"مصراوى" طرح أسئلة عدة على خبراء نفسيين حول أسباب انتشار حوادث الانتحار ودوافعها، وكيف ينتبه المحيطون بالمنتحر لأعراض إقباله على إنهاء حياته، بالتزامن مع إحياء منظمة الصحة العالمية اليوم الأحد الذكرى الـ 15 لليوم العالمى لمنع الانتحار، وسط مؤشرات وإحصاءات تؤكد أن الانتحار أصبح ظاهرة عالمية لا تفرق بين دول فقيرة وغنية، وأن هناك حالة انتحار كل 40 ثانية.

تقرير: 3 آلاف شخص ينتحرون يوميًا.. و"المصادفة" الأكثر انتشارًا في مصر

وحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية صدر عام 2015 فإن قرابة 800 ألف شخص كل سنة، (3000 فرد يوميا) يضعون نهاية لحياتهم، فضلا عن الكثيرين ممن يحاولون الانتحار.

وأشار التقرير العالمي إلى أن وراء كل حالة انتحار مأساة تؤثر على الأسر بما تحدثه من آثار طويلة الأمد على من تركوهم وراءهم.

ويبين تقرير الصحة العالمية أنه مقابل كل شخص ينتحر، فإن هناك 20 أو أكثر يحاولون الإقدام على ذلك، لافتا إلى أن حالات الانتحار تزيد في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بنحو 78% عنها في المجتمعات الأخرى من العالم.

وتعددت تفسيرات خبراء الطب النفسي وعلم الاجتماع لدوافع الانتحار، وكثرت الأعراض التي اعتبروها بمثابة رسالة إنذار لمن يحيطون بـ"الشخص المقبل على الانتحار" ليأخذوا حذرهم ويخففوا من معاناته ومن الضغوط التي ربما تؤدي به إلى هذا المصير.

الدوافع الداخلية للانتحار.. "الدوبامين" السبب

وعن أكثر دوافع الانتحار انتشارًا، يقول الدكتور هشام بحري، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر لـ"مصراوي" أن هناك دوافعَ داخلية تنشأ من تغير في كيمياء المخ الذي يفرز مادة الدوبامين المؤثرة على كثير من الأحاسيس والسلوكيات بما في ذلك الانتباه، والتوجيه وتحريك الجسم.

ويوضح هشام بحرى أن "الدوبامين" تؤدى دورًا رئيسيًا في الإحساس بالمتعة والسعادة، وزيادنها أو نقصانها يخلق خللًا في المشاعر يصحبه اضطراب في التفكير وشعور الإنسان حينها بالحزن الشديد، فيكون المسيطر على فكره أنه لا حل سوى أن يزهق روحه بيده.

وينوه "بحري" إلى أن نقص أو زيادة المواد الكيميائية في المخ يصنف ضمن أنواع المرض العقلي، الذي ينتج عنه نوبات الاكتئاب، مؤكدًا أن هناك علاقة للنقص فيها بعوامل الوراثة و"كيمياء المخ" ولا علاقة لها بالظروف الخارجية.

المراهقون والفقراء الأكثر عرضة للانتحار

وحسب الدكتور هشام بحري، فإن الظروف الحياتية تقف وراء نسبة كبيرة من حالات الانتحار، خاصة إذا كان هذا الشخص غير قادر على التفكير المنطقي للخروج من الأزمات.

ويؤكد "بحري" أن من بين أكثر الفئات التي تقدم على الانتحار بسبب الظروف الحياتية، هؤلاء الذين يضربهم الفقر وخسارة الأموال، ويأتي بعدهم من يتعرضون لأزمات أو مشكلات عاطفية وخاصة من المراهقين.

وحصرت الدراسة التي أعدها الفيلسوف الفرنسي دوركايم الأسباب الاجتماعية وراء الانتحار في البطالة والفقر والحروب، وتناول المخدرات وغيرها.

"الاكتئاب السوداوى" قد يدفعك لقتل أقرب الناس لك

إلى جانب الأسباب الداخلية كنقص مادة "الدوبامين" والظروف الحياتية، يوضح الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى وأمراض المخ والأعصاب لـ"مصراوي"، أن الأمراض النفسية والعضوية من أكثر دوافع الانتحار.

ويضرب جمال فرويز مثلا بأن المصابين بأمراض نفسية مثل الاكتئاب السوداوي أو أمراض جسدية مزمنة كالسرطان، يكونون أكثر عرضة للانتحار، حيث يرون العالم من "خرم إبرة" يضيق عليهم ويفقدون الشعور بملذات الحياة، فيقررون إنهاء حياتهم للخروج من هذه الدائرة المظلمة بالنسبة لهم، بل أحيانا يدفع الاكتئاب صاحبه إلى ارتكاب ما هو أكبر من ذلك بقتل أغلى الأشخاص لديه "لاعتقاده أنه يخلصه من الحياة البائسة".

وينوه "فرويز" إلى أن هناك دوافعَ أخرى للانتحار تتعلق بالمراحل العمرية، منها الإصابة بمرض الاضطراب في سن المراهقة، حيث يتعرض بعض هؤلاء لضغوط ربما اجتماعية أو أسرية، وأول ما يطرأ علي ذهنهم يكون التخلص من الحياة، كاشفًا أن الانتحار كان السبب الثاني لوفاة الشباب ما بين أعمار "15 و29 عاماً" على الصعيد العالمي طبقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية 2015.

الانتحار بـ"المصادفة" الأكثر شيوعًا في مصر

يؤكد الدكتور هشام بحري أن أكثر حالات الانتحار شيوعًا في مصر، هي التى يطلق عليها "الانتحار بالمصادفة"، ضاربًا المثل بـ"أن غياب العقل لدى المدمنين وتغير سلوكهم والهلاوس التي تسببها المخدرات تجعلهم يتخلصون من حياتهم دون قصد، فحينها يكون هؤلاء غائبين عن الوعي، ولا يدركون ما يرتكبونه في حق أنفسهم.

ويوضح "بحري" أن حالات "الانتحار بالمصادفة" تأتي في المرتبة الثالثة عالميًا، بين الأسباب الأخرى المتعددة.

الانتحار في البلاد المتقدمة.. الطقس والرفاهية "المتهم"

وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية، فإن الانتحار بسبب الاضطرابات النفسية، خاصة الاكتئاب، والآثار الناجمة عن تعاطي الكحول أو الطقس أو الرفاهية الشديدة والاعتقاد في تحقيق كل الأهداف، هو الأكثر شيوعا البلدان المرتفعة الدخل.

يفسر دكتور هشام بحري ذلك بأن العوامل الجوية ربما تؤدي إلى زيادة نسبة الانتحار، ففي البلدان التي تغيب عنها الشمس لفترات طويلة مثل السويد، على سبيل المثال، يصاب العديدون بالاكتئاب فيقدمون على الانتحار، كاشفا أن الحكومة السويدية لهذا زودت بعض الشوارع بإضاءات قوية كبديل لأشعة الشمس للحد من زيادة حالات الانتحار بها.

"دوركايم": الوحدة والتفتت الأسرى وافتقاد الحب تدفع للانتحار

استنتجت الدراسة السوسيولوجية التي أجراها العالم الفرنسي إيميل دوركايم، أحد مؤسسي علم الاجتماع الحديث، أن الأفراد المنعزلين هم الأكثر عرضة للإقدام علي الانتحار.

وحسب إميل دوركايم فإنه كلما كانت الأسرة يسودها التفرقة، ويغيب عنها الحب والثقة المتبادلة بين أفرادها، وتفتقد التواصل والتوافق، فإن نسبة الإقدام على الانتحار داخلها تكون مرتفعة.

إلى كل مقبل على قتل نفسه..

من فضلك فكر دقيقة اعتمدت المنظمة يوم 10 أغسطس عام 2003 كيوم لمنع الانتحار، بهدف العمل على إثناء الشخص الذى يفكر فى الانتحار عن اقتراف هذه الجريمة فى حق نفسه، والدعوة إلى أن يأخذ دقيقة للتفكير فى الألم والمعاناة الذى يشعر بهما كل شخص واقع تحت تأثير الرغبة فى الانتحار، وحث المحيطين به على الاستماع إليه والاهتمام به، والعمل على توعيته بمخاطر وتداعيات الانتحار.

وتحمل ذكرى اليوم العالمى لمنع الانتحار هذا العام شعار "دقيقة من وقتك يمكن أن تغير حياة" واستهدفت المنظمة عند اعتمادها يوم 10 سبتمبر من كل عام "يوما عالميا لمنع الانتحار" بمبادرة من الرابطة الدولية لمنع الانتحار، لتوحيد الجهود فى الالتزام والعمل بغية ضمان منع عمليات الانتحار، وتوفير العلاج المناسب لأولئك الذين يعانون من أمراض نفسية تدفعهم للانتحار، وإتاحة خدمات الرعاية المجتمعية وخدمات المتابعة الوثيقة وتقييد إمكانية الحصول علي وسائل الانتحار التقليدية.

فيديو قد يعجبك: