إعلان

"عين شمس" تعود لزمن "الجراكن والحلل" بعد 18 ساعة من انقطاع المياه

04:00 م الأربعاء 23 أغسطس 2017

كتبت مى محمد:
عشرات من المواطنين، معظمهم من الأطفال يقفون في طوابير أمام سيارات المياه، يحمل كل منهم "جركن أو دلو أو زجاجة"، وبعضهم يحمل أواني المطبخ، ينتظرون الحصول على احتياجاتهم من الماء، هذا كان حال أهالى منطقة عين شمس بعد انقطاع المياه لمدة 18 ساعة.

12

وأعلنت شركة مياه شرب القاهرة الاثنين الماضى أنها ستقطع المياه لمدة 18 ساعة بدءًا من الساعة الـ8 صباح يوم الثلاثاء وحتى الـساعة الـ2صباح الأربعاء، نظراً لتنفيذ أعمال ضمن المرحلة الرابعة للخط الثالث لمترو، وهو ما تسبب في معاناة كبرى للموطنين وأصحاب المحال الذين لم يتحملوا انقطاع المياه كل هذه المدة، واشتكوا من عدم إعلانهم قبل انقطاع المياه بوقت كافٍ.

محررة "مصراوى" تواجدت في المنطقة، وركبت مع سائق سيارة المياه لرصد معاناة أهالى مناطق عرب جسر السويس وشارع أحمد عصمت وشارع 6 أكتوبر، ومنطقة زهراء عين شمس، والذين تجمعوا للحصول على احتياجاتهم.

"أمي قالتلي مافيش مياه تغسلى وشك، وأنا بقالي كتير مستنية العربيه تيجي" قالت هذا "شهد" ذات الـ10 سنوات، التي اصطحبت أختها الصغرى، بتكليف من الأسرة، للحاق بسيارة شركة مياه الشرب وتعبئة بعض الزجاجات والأوانى لاستعمالها في غرض الشرب، بعدما نفدت المياه التي خزنتها والدتهم، ولم تعد هناك إلا "إزازة واحدة في التلاجة" حسب الطفلة التي انتظرت من يساعدها في تعبئة الأوعية.

10

لدى وصول سيارة المياه، وفى أقل من دقائق تجمع الأهالي حولها، ووقف "محمد" الشاب في العقد الثاني يساعد أهالي منطقته، يملأ أوانيهم ويساعد النساء والأطفال في حملها، فيما حمل الطفل "عمر" ذو الـ7 سنوات "جركن الماء" إلى والده في ورشة "ميكانيكي السيارات"، مؤكدا أنه سيعود لانتظار السيارة الأخرى.

"فاطمة" اصطحبت طفليها "يوسف ومريم" يحمل كل منهما زجاجة ماء كبيرة، لملئها من سيارة المياه، قال الطفل يوسف: "صحيت من النوم ملقتش ميه فأخدت الإزازة عشان أغسل وشي"، فقاطعته "مريم" ذات الـ4 سنوات: "أخدت الميه بتاعتي ومش هاعرف اروح الحضانة"!

"ماكنتش أعرف إن المياه هاتقطع" بهذا بررت "فاطمة" عدم تخزينها كميات من المياه، وهو ما يضطرها لقطع 6 كيلو للحصول على الماء.

2

الطفل "بيشوى" أسرع إلى والدته يخبرها بأن عربة المياه تمر أمام منزلهم، وعليه أوقفت الأم السيارة وحملت عددًا من الأوانى وأعطت ابنها "الزجاجات الصغيرة" لملئها بعد نفاد المياه من منزلهم.

واشتكت الحاجة "أم محمد" من عدم معرفتها بانقطاع الماء، ومع ذلك أصرت على إعداد الغذاء، فيما قالت "أم شهد": "أنها مش هاتعمل غدا النهارده"، مؤكدة أن المياه انقطعت فجأة، ولم تسمع بالبيان ولم تخزن الماء الكافي، ما اضطرها للسير مسافة كبيرة للحصول على احتياجاتها.

في شارع جسر السويس، عبأ "أحمد" الفرَّان في أحد المخابز جردلا ماء، وقال "إنها المرة الثانية التي يسير فيها طريقا طويلا للحصول علي الماء اللازم للعجين، مؤكداً تضرر عمله ووقف حاله طوال مدة انقطاع المياه.

وأبدى "علاء" خوفه الشديد على بضاعته التي يصل ثمنها لـ 100 ألف جنيه، والتي قد تفسد بسبب انقطاع المياه، وتعطل الثلاجة.

ومن جانبه أكد المهندس "ياسر محمود" من قطاع المتابعة الميدانية لشركة المياه، أنهم فور تلقيهم الشكاوى من أهل المنطقة عن طريق التليفون بالحاجة للمياه، تتحرك أقرب سيارة لمنطقة الشكوى، لافتا إلى أن هناك أكثر من 7 سيارات تابعة لشركة المياه تتجول في المناطق المتضررة.

وأكد "محمد سليمان" سائق إحدى سيارات المياه التابعة لمرفق القاهرة، أنهم يبذلون كافة جهودهم لتوصيل المياه، لافتا إلى أن لديهم تعليمات بالعمل ورديتين لسداد احتياجات الموطنين.

فيديو قد يعجبك: