إعلان

صحفي ومناضل وسياسي.. كيف احتج الفلسطينيون عند أبواب الأقصى؟

09:35 م الجمعة 21 يوليو 2017

احتج الفلسطينيون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 كتبت - رنا الجميعي:

رغم إصابة محمد –اسم مستعار- أمس عند باب الأسباط، إلا أنه أصرّ على المشاركة في احتجاجات اليوم، رافضاً أن يبقى مقيما  بمنزله -الذي يقع بمنطقة رأس العامود- والذي يبعد عن المسجد الأقصى بقرابة كيلو متر واحد.

أصيب مُحمد في الاشتباكات الدائرة منذ أسبوع مضى "رضوض وكدمات من الضرب بالهراوات"، بعد تركيب البوابات الإلكترونية عند أبواب المسجد الأقصى، وكان الإجراء المتخذ من قِبل سلطات الاحتلال له بالغ الأثر على الشعب الفلسطيني، حيث انتفضت القيادات الدينية والسياسية بفلسطين على إثرها.

1

منذ الظُهر رافق محمد أصدقائه للصلاة برأس العامود، احتشد الآلاف كما يقول في الساحات العامة، وكانت وزارة الأوقاف الفلسطينية قد أعلنت في وقت سابق إغلاق جميع المساجد بفلسطين يوم الجمعة، وإقامة الصلاة خارجها كنوع من الاحتجاج.

"زحف بشري لم أرّ له مثيل".. لم يعتد محمد وهو المُجاور للمسجد على رؤية هذا الكم من البشر، وهو ما تزيد عليه "سماح دويك"، المراسلة الصحفية التي غطّت أحداث جمعة الغضب بالقدس، بأن "مئات المقدسيين وفلسطيني الداخل والقادمون من الضفة الغربية حاولوا الوصول إلى محيط البلدة القديمة"، لكن الكثير تم منعه من قِبل قوات الاحتلال "تم إرجاع العديد من الحافلات القادمة"، عند شارعي 6 و1 بالقدس وضعت الشرطة فجرًا قوات تُعيدهم، كما تذكر دويك.

لم يعتد محمد الصلاة بالمسجد الأقصى إلا أن حالة الاستنفار الموجودة بنفوس الفلسطينيين طالته "الكثير مثلي من الشباب غير المتدين وهناك من لم يقم الصلاة بحياته كان متواجد"، لم يتوقف الأمر عند ذلك، بل شارك أيضًا المسيحيون، وقد انتشرت صورة لأحدهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

 شاهد محمد ذلك بنفسه، بعد انتهائه من صلاة المغرب، أمس، بباب الأسباط تفاجأ أن بجواره مسيحي "لا إراديًا قبّلت راسه وحضنته".

 

2

بمحافظة أخرى داخل فلسطين، احتشد أيضًا المئات، في قرية كفر قدوم استعدّ مراد شتيوي، القيادي بحركة فتح ومنسق المقاومة الشعبية، للصلاة بالساحة العامة، رافقه صغيريه، خالد ومؤمن، اللذان تعرضا للإصابة والاعتقال سابقًا من قبل سلطة الاحتلال.

3

كان من المعتاد بالنسبة لـ "شتيوي" الخروج بمسيرات بعد صلاة الجمعة، فأهل كفر قدّوم يحتجون منذ ست سنوات للتنديد بالاستيطان، حيث بُنيت مستوطنة قدوميم على أراضي مواطني القرية، وجاءت مسيرة اليوم تحت شعار "الانتصار للأقصى".

قبل صلاة الجُمعة خطب الأئمة في فلسطين جميعها حول أهمية المسجد الوطنية والدينية، حرّكت الخُطبة نفس محمد، ففي نظره "الأقصى عقيدة"، وتحدث الإمام عن حادثة الإسراء وشهداء المسجد السابقين ومحاولات تهويده، أما شتيوي فاهتز قلبه عند الدعاء بالحفاظ على المسجد، ورفع الأيادي ابتهالًا لله ليُسخّر من يدافع عنه ويحميه.

لم يكن غريبًا على الفلسطينيين اليوم وقوع الاشتباكات، كانت البوادر موجودة منذ أمس، يقول شتيوي إن قوات الاحتلال دفعت بالآلاف لمواقع التماس، كما استعانت بخمس كتائب جديدة من وحدات مختلفة "معظمهم تركز عند بوابات الأقصى"، تذكر دويك أن حصيلة الإصابات 300 شخص، منهم 6 شباب بكفر قدوم أصيبوا بالرصاص المطاطي، وإصابات طالت اثنان من الصحفيين أيضًا "كما تم حجب الإعلام الفلسطيني والمقدسي من التواجد".

4

عند بوابات المسجد لم يكد ينتهي المُصلون حتى بدأت الاشتباكات، يحكي محمد، "والناس جلوس"، تطايرت العيارات المطاطية والرصاص الحي على المصلين سواء "ومكنش أمامنا سوى رد الشباب بإلقاء الحجارة"، لم يقف محمد ساكنًا، بادر بمساعدة طاقم الإسعاف "لكثرة الإصابات"، حيث منعت القوات فرق الإسعاف من الوصول "كنا نحاول تسهيل وصولهم".

5

في مواجهات اليوم استشهد أربعة فلسطينيين، كان أولهم محمد شرف في حي راس العامود، محمد أبو غنام من جبل الزيتون، ومحمد لافي من بلدة أبو ديس، كذلك طفل بعمر السبع سنوات استشهد جراء استنشاق الغاز، كما تذكر دويك، ومن المُشار إليه أن الأهالي سرّعوا بإجراءات الدفن خوفًا من احتجاز السلطات للجثامين، تشير دويك إلى أنها حاولت التحدث مع أهالي الشهداء إلا أنهم رفضوا "الأحداث حصلت بسرعة ما مصدقين إن ولادهم راحوا يصلوا رجعوا جثث".

6

لا يتوقع شتيوي سوى مزيدًا من العنف، حيث يشعر هو وأهل كفر قدوم بمسئولية كُبرى تجاه الأقصى "لأننا قريبين منه"، لذا ستكون هناك إجراءات تصعيدية الأيام المُقبلة "سيكون فيه إغلاق لشوارع بوجه المستوطنين وإضرابات تجارية". يؤمن القيادي أن الشعب الفلسطيني يرى نفسه "وصيّ" على المسجد، أما محمد فيرى أن تركيب البوابات مجرد إجراءات تمهيدية لتقسيم الأقصى "وفصل المسجد عن محيطه ويصبح كالحواجز العسكرية"، كذلك لن يتوقف المقدسي عند اشتراكه باحتجاجات اليوم "حتى لو تم اعتقالي فور خروجي سأعود، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة".

فيديو قد يعجبك: