إعلان

كيف تُستخدم الصور المفبركة في تزييف الحقائق؟

05:59 م الإثنين 17 يوليو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

الصُور السياسية المُفبركة، صارت وجبة دائمة على مائدة مواقع التواصل الاجتماعي، أخرها تلك التي تجمع بين الرئيس الأمريكي ترامب والروسي بوتين والتركي أردوغان في قمة العشرين بألمانيا، إذا انتشرت بشكل ملحوظ خلال ساعات، كونها تُظهر الرئيس الروسي في مركز قوة وأهمية. تلك الصورة طرحت العديد من الأسئلة حول الدافع من نشر تلك الصور المفبركة بشكل عام ومدى تأثيرها على مستخدمي الإنترنت، ووسائل التأكد منها، والتحقق من مصداقيتها قبل استخدامها في وسائل الإعلام.

للفَبركة تاريخ طويل، يسرد جزء منه المصور حسام دياب، رئيس سابق لشعبة المصوريين بنقابة الصحفيين، موضحًا أنها استخدمت على مر العصور منذ القدم من أشهرها عام 1963، حينما تم محو أعوان الرئيس السوفيتي جوزيف ستالين من صورة له أمام الجمهور، ليظهر كأنه القائد الأوحد.

1

هناك أيضًا صورة مشهورة -وفق دياب- تُظهر جندي سوفيتي يلوح بعلم المطرقة والمنجل من فوق بناية في برلين بعد انتصارهم على الألمان، لكن المصور يافينيجي خاليدي أكد فيما بعد أنها غير تلقائية حيث وجه العسكري وأعطى له العلم، ثم بعد التصوير قام بتظليل الصورة من أجل رفع مستوى الدراما بها فضلًا عن إزالة ساعة من يد العسكري.

وفي العصر الحديث اعتبر "دياب" أن من أبرز الصور المفبركة تلك التي نشرتها جريدة الأهرام في 2010 للرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، يتقدم الرئيس أوباما والملك عبدالله ومحمود عباس ونتيناهو في البيت الأبيض، وهي ما أُطلق عليها "الصورة التعبيرية".

2

ولم يغفل رئيس سابق لشعبة المصوريين بنقابة الصحفيين، تلك الصورة الشهيرة بالصفحة الأولى بمجلة المصور في أكتوبر 1973، لجندي ملوحًا بسلاحه مبتهجًا بالنصر على إسرائيل، اعتبرت حينذاك انفراد وتناقلتها الصحف الأجنبية لكن "حسام" يؤكد أنها مزيفة.

ويُفند المصور الصحفي أسبابه بأن أن الإعلام ومصوريه لم يكن لهم تواجد في المكان لحظة العبور أو ساعته أو حتى يومه، وأن أول مصور وصل في 8 أكتوبر، والصورة تخلو من أي جنود آخريين وهو أمر لا يصدق، وبندقيته دون ذخيرة، فضلًا عن كون المعبر خلفه عبارة عن نماذج هيكلية أعدت لتدريب الجنود.

3

أيمن صلاح، خبير مواقع التواصل الاجتماعي، أوضح في تصريحات لمصراوي، أن الصورة المفبركة أداة تُستخدم دائمًا لأغراض سلبية، منها على سبيل المثال تضخيم "داعش" لصور الإعدامات التي تقوم بها من أجل إعطاء صورة مهيبة كاذبة لنفسها.

وقال صلاح، إن مستخدمي الإنترنت لابد أن يمتلكوا القدرة على التمييز بين المزيف والحقيقي وهو ما يُسمى محو الأمية الإعلامية، مُضيفًا "يعني مهم الناس متصدقش أي حاجة ويعرفوا إزاي يتعاملوا مع أي معلومة".

وأشار إلى أن هناك عدة نصائح يمكن توجيهها للمواطنين، منها عدم تصديق أية صور متداولة قبل مشاهدتها في أكثر من موقع موثوق منه، وفي حالة كونها خارج مصر يُفضل رؤيتها من مؤسسات صحفية عالمية.

وتابع: يجب مشاهدة الصور باهتمام للتأكد من عدم وجود أخطاء فنية، مثل الألوان أو نسب الأشخاص داخلها.

وسخر صلاح من استعانة مواقع إخبارية بالصور المفبركة في أخبارها "لو مؤسسات إعلامية اتخدعت في الصورة طب بنلوم المواطن إزاي؟".

نجلاء العمري، المدير السابق لمكتب بي بي سي في القاهرة، تحدثت لمصراوي عن ضرورة تقصي الصحفيين لتلك الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي قبل نَشرها، منعًا للوقوع في فخ عدم الدقة.

وأوضحت العمري أن المؤسسات الصحفية انتبهت للأمر بعد استخدام الأخبار والصور المزيفة في توجيه الناخبين خلال الانتخابات الرئيسية الأمريكية.

وأضافت: ظهرت مبادرات عديدة لتنبيه وسائل الإعلام لمسألة الفَبركة، منها محاولة معهد "بونتر" للدراسات الإعلامية الأمريكي، لعمل شبكة تعمل على منح الصحفيين وسائل تحقق من الصور والفيديوهات قبل نشرها.

وأشارت المدير السابق لمكتب بي بي سي في القاهرة، إلى أن الشبكة تضم كلا من "لاموند" الفرنسية" و"الجارديان" البريطانية".

ونوهت إلى أن التدريب الذي يتلقاه الصحفيين يتضمن كيفية التأكد من صحة الصور، من خلال المعلومات داخلها التي تظهر للعين المجردة، أو مواقع متخصصة في معرفة أصلية الصور من عدمها.

وتؤكد العمري أن شركة جوجل أيضًا لديها مشروع طموح لمساعدة مستخدمي الإنترنت والصحفيين في التأكد من الصورة بطُرق بسيطة.

صلاح، خبير مواقع التواصل الاجتماعي، قال إن موقع "فيسبوك" أعلن عن وضع آلية للكشف عن الصور المزيفة، لكنه يشك في تطبيقها قريبًا "مش معقول فيسبوك هيخسر نفسه، لأن تداول الصور دي بشكل كبير بيعود عليه بالإعلانات".

العمري، ترى أنه من الأهمية أن تصل التوعية إلى المواطنين وليس فقط الصحفيين، وتُشير إلى أن هناك مبادرة طُبقت في الأردن تحت إشراف اليونسكو بضم التربية الإعلامية المعلوماتية إلى المدارس لتدريبها للطلبة.

وتابعت: هذا مشروع مُطبق في 96 دولة بالعالم، واختيرت الأردن فقط من بين الدول العربية.

وأنهت العمري حديثها مؤكدة على أن للصحافة دور في الكشف عن زيف الصور المفبركة، من خلال أخبار تنشرها الصحافة وهو ما تفعله عدد من المؤسسات الإعلامية الكبرى بشكل يومي، من بينها "بي بي سي"، فضلًا عن صحيفة "ليموند" الفرنسية، التي قامت بتكذيب الصور غير الصحيحة المنتشرة على "السوشيال" أثناء تغطيتها لاعتداءات باريس.

فيديو قد يعجبك: