إعلان

بعد نتيجة الثانوية العامة.. ماذا عن الطلبة السوريين في مصر؟

03:07 م الخميس 13 يوليه 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

تُعرف الثانوية العامة بأنها "بعبع"، إلا أنها لم تكن كذلك للطلاب المصريين، بل للسوريين المقيمين بمصر أيضًا، كأي طالب يخاف من تلك المرحلة الهامة، لكن يُضاف عليه أسباب أخرى من القلق والخوف.

هذه هي السنة الرابعة لمروة في القاهرة، جاءت من مدينة حمص السورية لتسكن بمدينة العبور، تلقّت الفتاة اليوم نتيجتها، حصلت على تسعين بالمئة، تفترض والدتها "رابعة" أنه كان من الممكن تحسين مجموعها إذا ظلت بسوريا "بنتي كانت من الأوائل بمدرستها".

يختلف نظام الثانوية العامة في سوريا عنه بمصر، تتواصل مروة مع صديقاتها ببلدها حتى الآن، تعرف مدى الاختلاف "في سوريا فيه قسم علمي وأدبي"، حيث يدرس الطالب هناك المواد الرياضية والعلمية كلها بقسم واحد "اللي بيخلص ثانوي يقدر يختار بين طب أو هندسة".

بدأت مروة دراستها في مصر منذ الصف الثالث الإعدادي، استغرقت وقتًا حتى تأقلمت مع الوضع "كنت مستغربة كل حاجة، وكان هناك فارق اللغة"، لكن تدريجيًا تمكنت الفتاة من التكيف "بقى كل صحباتي مصريات".

استغربت مروة كثيرًا من نظام التعليم المصري، لم تتعود الاعتماد على الدروس الخصوصية "كنا بنعتمد على المدرسة وكتب الوزارة"، وجدت الأمر مُختلفًا في مصر "بس أنا ما كان عندي القدرة على إني آخد دروس أو اشتري كتب"، سهّل الأمر عليها جارتها السورية التي تكبرها عامًا "كل ما تخلص تديني كتب الوزارة والكتب الخارجية".

تمكنت مروة من استذكار دروسها عن طريق جارتها، إلا أنها التزمت بكتاب الوزارة أيضًا "كنت بذاكر من كتاب الوزارة وأحل من الكتب الخارجية".

لم تُحب مروة الاعتماد على الدروس الخصوصية "مش عايزة أضغط على أهلي"، ولم تحصل على أية دروس خصوصية سوى في المادة الإنجليزية "دي كانت أكتر مادة صعبة عندي وحضرت بعض دروس فيها".

اختارت مروة دخول قسم علمي علوم، لأنها لم تُحب مُذاكرة مادتي التاريخ أو الجغرافيا، لكن السبب الذي جعلها تبتعد عن مادة الرياضة هو "سمعت إنها صعبة ولازم آخد درس فيها ومكنتش عايزة أرهق بابا".

لا تزل مروة تفكر في رغبات الكليات، لا علم لها بالتنسيق في النظام المصري، وتنتظر الإعلان عنه، غير أنها تُفكر بشكل مبدئي في دخول آداب انجليزي "عندي عقدة من الإنجليزي وعايزة أتخلص منها"، لكنها تذكر "ماما بتقولي إن مجموعي أكبر ويدخلني كلية أحسن".

طالب سوري آخر هو أمجد محمد غسان، الذي حصل على ثمانين بالمئة، ويعيش بمدينة منيا القمح بالشرقية.

استقر أمجد في مصر منذ أربعة أعوام، جاء مع أسرته من مدينة حمص طالبًا في الثالث الإعدادي، ودخل إلى المدرسة كسوري وحيد بين طلبة مصريين، لكنه لم يتعرض لأية مشكلة بحسب كلامه.

على عكس مروة اعتمد أمجد على الدروس الخصوصية، حاول والده "أبو أنس" -صاحب محل ملابس-توفير كافة التسهيلات له، يقول أبو أنس إن تكلفة الدراسة هنا 10 أضعاف تكلفتها بسوريا "بسبب الدروس الخصوصية"، حيث يختلف الوضع هناك "عنا بسوريا فيه دار لغات وبيدرس فيها الطلبة بتكلفة زهيدة"، ويُقدّر أبو أنس تكلفة الدروس الخصوصية بالنسبة لابنه حوالي ألف ونصف شهريًا.

اختار أمجد دخول قسم علمي علوم، كانت أصعب مرحلة بالنسبة له وقت معاناته من كسر في يده بسبب لعب الكرة "خفت كتير بس زمايلي مسابونيش ولا يوم".

حلم أمجد بدخول كلية علوم طبية بجامعة خاصة، علم أن تكلفتها 19 ألف جنيه، لكنه صُدم حينما عرف أنه سيُعامل معاملة الأجنبي "بتكلفة خمسة آلاف دولار يعني حوالي 100 ألف جنيه في السنة". وبشكل تلقائي حوّل أمجد تفكيره عن تلك الكلية "خلاص هشوف كلية تجارة".

مُعاملة السوري كأجنبي بالجامعات الخاصة هي أكبر مُشكلة يعاني منها الطلبة السوريين الآن، كما يقول "رامي عزيزي"، الذي يُعرّف نفسه كمسئول الثانوية العامة، يقوم عمله على طلب السوريين في مصر لتسهيل الإجراءات الخاصة بطلبة الثانوية العامة.

جاء رامي إلى مصر عام 2012، حينها كان قضي عامه الثاني بالثانوية العامة في سوريا، حاول التسجيل كطالب يدخل عامه الثالث الثانوي، إلا أن موظفي إدارة الوافدين رفضوا، اضطر حينها للعودة للعام الثاني "وقتها كان نظام الثانوية بمصر سنتين مش سنة واحدة".

أنهى رامي ن العام الثاني الثانوي في ترم واحد "كنت بمتحن مواد الترمين في ترم واحد"، وبعدها استطاع دخول العام الثالث، ليلتحق بعد ذلك بكلية الحقوق، جامعة الإسكندرية.

مع المُشكلات التي قابلها رامي قرر التحوّل لمستشار الثانوية العامة "صار عندي خبرة"، عمل ذلك بشكل تطوعي مع إحدى الجمعيات السورية في مصر، وقام بعمل جروب على الفيسبوك "كنت بروح مع الأهالي لإدارة الوافدين ونحاول نخلص الورق بشكل سريع".

الآن يعمل رامي بشكل منفرد، عُرف في جامعته كمستشار تعليمي، وهو ما سهّل عليه التعامل مع المسئولين الذي اعتادوا وجوده، كإدارة الوافدين بجامعة الإسكندرية.

يُذكر في تقرير صدر عن الأمم المتحدة لعام 2015 أن عدد الطلبة السوريين المسجلين في المدارس 39.314 طالب سوري، كما يبلغ عدد الطلاب السوريين المسجلين في الجامعات المصرية نحو 14.000 طالب بالجامعات.

وعن أوضاع الطلبة السوريين بمرحلة الثانوية العامة يقول رامي إن عدد منهم تمكّن من الوصول إلى أوائل الطلبة، لكنهم سُرعان ما يُستبعدوا من القائمة، يذكر أن السبب هو خيارهم بالإعفاء من اللغة الفرنسية "هي مادة مش موجودة بسوريا، عشان كدا فيه طلبة سوريين بيختاروا الإعفاء من الفرنساوي"، وهو ما يجعل مجموعهم أقل من الطلاب المصريين.

بعد عدة سنوات كمستشار للثانوية العامة، ومواجهة العديد من الصعاب كقلة خبرة تعامل الموظفين مع السوريين، ومعاملة الطالب السوري بالجامعات الخاصة كأجنبي، يُذكر أن الحكومة المصرية تُعامل السوري كمصري بموجب القانون "لكن دا في الجامعات الحكومية فقط"، أما الجامعات الخاصة فلا يسري عليها ذلك القانون "جامعة فاروس عملت دا بشكل استثنائي في فترة سابقة لكن مش عارف السنة دي هيكون الوضع ايه".

فيديو قد يعجبك: