إعلان

بالصور- سوري يتعافى من ويلات الحرب بـ "بوفيه مُتحرك" في أكتوبر

06:04 م الأربعاء 27 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

تصوير- مصطفى الشيمي:

فرّ من ويلات الحرب ببلاده، عبر طُرق وعرة وصل برفقة زوجته وطفلته الصغيرة إلى القاهرة، من نقطة الصفر يبدأ حالمًا بحياة أقل قسوة. تلك أشياء تختبيء خَلف ابتسامة "أبوعدي" الشاب السوري وهو يستقبل زبائنه. إذ يقدم لهم المشروبات الساخنة من ماكينة وضعها في مؤخرة سيارة "سوزوكي" بمنطقة جهينة بأكتوبر "بوفية متحرك بحاول بيه ابني حياتي في مصر".

1

منذ 3 أشهر حضر "أبوعدي" إلى مصر، فور أن حصل على شهادته الجامعية "حقوق من جامعة دمشق" لم يقدر على الاستمرار في سوريًا نظرًا لتدهور الأحوال "الظروف صعبة، المعيشة مستحيلة" في أحد أحياء مدينة أكتوبر وجد مسكنًا، لكنه عانى البطالة لنحو شهر، شعر فيها بالعجز قبل أن ينتشله التكافل بين أبناء وطنه.

2

"صديق سوري قالي أعطيك فلوس وإنت الشغل والمكسب يتقسم بينا" لم يكن يعلم ما هو المشروع الأفضل بمصر لقلة خبرته، غير أن صديق آخر اقترح عليه البوفيه المُتحرك، لم يعترض الحاصة على شهادة الحقوق "أفضل من القعدة بالبيت، بنكسب رزقنا بالحلال".

منحه أحد أقاربه من السوريين الماكينة الخاصة بالمشروبات، وقام بتأجير السيارة الصغيرة، جهز احتياجاته "الشاي والقهوة والكابتشينو والألبان والسكر" وانطلق في شوارع مدينة أكتوبر، كلما وقف أمام أحد المحال أو العقارات "أصحاب المحلات أو السكان يرفضوا وجودي فقررت أطلع على الطريق السريع".

3

في طريق أكتوبر، كانت الوجهة الأخيرة لـ "أبوعدي" يقف منتظرًا الفَرج، لا يملك سوى ابتسامته والصبر واستعداده للعمل، الأيام الأولى مرت بملل وقِلة رزق، يعود إلى المنزل في كل ليلة محملًا بالقلق لكنه يستمر في محاولاته "بنتحمل الشغل والبرد، بنتحمل لأننا نقدر نصبر على نفسنا، أحسن ما حد يصبر علينا".

مع مرور الأيام، جرت عجلة العمل "الناس صارت تتفاعل وتتجاوب معي، ويقفوا يطلبوا مشروبات" بهمة ونشاط وحديث طيب يبني "أبوعدي" علاقات جيدة مع زبائنه العابرون صدفة، حتى بات محط إعجابهم "يجوا مشان يشربوا من عندي كل يوم".

4

لنحو 16 ساعة يومًا يعمل "أبوعدي" لا يحصل على إجازة قط، من أجل توفير نفقات المنزل، الإيجار وفواتير الكهرباء والمياه والمستلزمات اليومية واحتياجات البوفية "وبحاول توفير مبلغ من المال لأرسله لأهلي بدمشق".

البوفيه المُتحرك ليس بنهاية المطاف للشاب السوري، يراه مُجرد خطوة صغيرة لكنه يطمح لما هو أكبر "بفكر أعمل بشهادتي في شركات كبيرة" بحُكم الفضول يُسأل من قِبل قائدي السيارات عن شهادته فيشرح لهم حكايته "أكثر من حدا تفاعل معي وحصل على رقمي ووعدني خير".

5

يبدو أن حلم "أبوعدي" غير بعيد، يعتقد وفق ما جرى له بالقاهرة أن فُرص العمل متاحة لمن يسعى، فيما يؤكد عدم تخليه عن مشروعه الأول الصغير في حالة الحصول على وظيفة "راح أعمل بالنهار في الشركة وبالليل على البوفيه" تتيح له معيشة جيدة تُنسيه آلامه في سوريا.

فيديو قد يعجبك: