إعلان

"كرمال فلسطين".. قصة استشهاد "أبو ثريا" بنصف جسد

04:22 م الثلاثاء 19 ديسمبر 2017

كتبت-رنا الجميعي:

الأمل هو ما كان يمنحه الفلسطيني القعيد ابراهيم أبو ثُريا، وجوده كان يبعث برسالة مفادها أن المقاومة لا تحتاج لبدن صحيح فقط، بل لروح مُقاتل وهو ما امتلكه نفس أبو ثريا، في مواجهات الجمعة الماضية في غزة؛ انطلقت رصاصة تعرف هدفها نحو رأس الشاب ذو الـ29 عام، ليستشهد دون أن يرى فلسطين حرة.

"بدي روح استشهد".. قالها ابراهيم لوالدته صباح الجمعة، يجرّ كرسيه المتحرك من دير البلح نحو خط المواجهات في حي الشجاعية، تقول أم ابراهيم إنه ذهب لى كرسيه المتحرك دون مرافقة أحد "لحاله"، فيما جاءها خبر استشهادها في الساعة الخامسة مساء.

تكرر أم ابراهيم أن كلمة الشاب المُترددة دومًا على لسانه هي "كله كرمال فلسطين"، لم يُعيق الشاب بتر قدميه خلال القصف على مخيم البريج عام 2008، حيث ذهب إلى هناك برفقة أصحابه، وانتهى الأمر به داخل العناية المُركزة يتحدث لوالدته عبر التليفون مُخبرًا إياها ببتر قدميه.

انقسمت حياة أبو ثريا قبل وبعد البتر، في السابق عمل الشاب كصيّاد أجير في معسكر الشاطئ بغزة، هو العائل الوحيد لأسرة قوامها 9 أشقاء، كما تقول أمه، بعد البتر اعتبرته السلطة الفلسطينية جريح، صار له راتب "كنا نصرف منه"، وذلك بجانب عمل أبو ثريا في مسح السيارات وبيع البسكويت.

لم يُثنِ بتر القدمين أبو ثريا في الذهاب للمواجهات، ولم يكلّ من الإصابة المرة تلو الأخرى "اتصاب أكتر من مرة براسه ورجله ويده"، في تلك الأحيان يتوقف فيها أبو ثريا عن العمل "كان راتب الجريح يسندنا".

"ما الناش غير القدس".. هكذا كان دستور أبو ثريا، لم يكن غريبَا عليه الصمود، والمشاركة بالمواجهات الأخيرة بعد اعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، غضب أبو ثريا كثيرًا من التطورات الأخيرة بالقضية الفلسطينية، وجاء قراره سريعًا بالمواجهة، فقد تعوّد على المُشاركة منذ أن كان عمره 12 سنة.

رغم ذلك لم يذهب أبو ثريا للقدس قبلًا، حاول ذات مرة وهو في عمر الـ25، إلا أن الاجراءات الاسرائيلية حالت دون ذلك، فهي لا تسمح سوى بمرور الرجال فوق الخمسين سنة.

29 عامًا عاشها أبو ثريا، كانت حياته مُلخصًا للمقاومة الفطرية، لم يدفعه أحد ليكون على ماهو عليه، تمكّن من مقاومة مأساة كبيرة، رغم حياته الفقيرة لم يتمن الكثير سوى "بدي أعيش عيشة هنية".

 edc

فيديو قد يعجبك: