إعلان

بالصور- في متحف أحمد شوقي.. "لمسات إبداعية" لمتحدي الإعاقة

07:52 م الثلاثاء 12 ديسمبر 2017

متحف أحمد شوقي (29)

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا الجميعي:
تصوير- محمود عبد الناصر:

يحسبهم البعيد لا يُدركون، إلا أنهم قادرون على إنجاز الكثير، بجانب بطولاتهم الرياضية أبهروا الحضور في افتتاح معرض "لمسات إبداعية" الذي أقيم، أمس، بمتحف أحمد شوقي. لمعة عيونهم تنمّ عن فخر ما أنجزوه من صور وأعمال فنية، يقفون بجوارها مُنتظرين في شموخ جمهورهم، يشرحوا أعمالهم المنتجة داخل ورشتي التصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي بنادي المعادي الرياضي.

undefined

شارك 20 من متحدي الإعاقة في النشاط الاجتماعي الذي تُقيمه المسئولة بالنادي "عايدة المصري"، حيث تقول "مش لازم الطفل يبقى متفوق رياضيًا بس"، وهو ما تأكد عبر الأنشطة الاجتماعية المُقامة "وهما قدروا يصوروا ويرسموا كويس أوي"، تتعدد الأنشطة من موسيقى وكومبيوتر وتنمية مهارات، أما الفن التشكيلي فقد بدأت بتعليمه المدربة "نجاح صدقي" منذ خمس سنوات بالتعاون مع وزارة الثقافة.

وقف الطفل عمرو أيمن المصاب بمتلازمة داون بجانب صوره الثلاث، ينتظر جمهوره ليحكي لهم عن اختياراته لصورة الورد الأحمر في نادي اليخت، وصورته الأخرى التي التقطها لزخرفة داخل مسجد قديم بشارع المعز، كذلك صورة الشجرة الخضراء. كانت المرة الأولى التي يُصور فيها أيمن ذو الـ18 عام، مُستخدمًا التليفون المحمول، كما يقص متفاخرًا بانتصاراته الرياضية حيث يقول "أنا واخد ميداليات في تنس الطاولة والفروسية، وشاركت في الأولمبياد الخاصة"، وفي حين سؤاله عن سبب حُبه للتصوير قال "بحب مستر جلال".

undefined

منذ 3 أشهر بدأ المُصور جلال المسري ورشة التصوير الفوتوغرافي، كانت تجربته الأولى مع متحدي الإعاقة "كنت قلقان"، فيما كانت مُدة محاضرته الأولى كاختبار ربع ساعة، غير أنه فوجئ بمدى الاستجابة.

عبر ثلاث محاضرات، وأربع رحلات بدأت بنادي اليخت ثم مسجد السلطان حسن والرفاعي ثم شارع المعز وأخيرًا حديقة الحيوان، كانت نتائج تلك الرحلات جيدة جدًا "أول مرة في نادي اليخت كنت بديهم تدريب على الألوان وقدروا إنهم ينسقوا التركيبات دي".

مع كل مُشارك يُرافقه أسرته من الأم والأب، وأحيانًا الأخوة، برفقة أيمن قدمت والدته "عزة الصباغ"، التي اصطحبته أيضًا في ورشة التصوير الفوتوغرافي المُقدّمة من المدربين "جلال المسري" و"فينوس الريس"، تقول عزة عن ورشة التصوير "الفكرة حلوة هما طول الوقت معاهم الموبايل وبيحبوا يصوروا"، كذلك فقد رافقته في الرحلات الثلاث التي صوّر خلالها متحدي الإعاقة إلى شارع المعز ونادي اليخت وحديقة الحيوان.

undefined

بجانب رسوماته البسيطة وقف نورالدين بركات، لم يحضر الفتى ذو الـ15 عام سوى ثلاث محاضرات في ورشة الفن التشكيلي إلا أنه أحب الرسم، وأنتج ثلاث أعمال فنية، تقول والدته والفخر يملأ صوتها "متوقعناش إنه هيرسم، بيلوّن في المدرسة لكن دي أول مرة يرسم".

يُشير بركات إلى رسوماته قائلًا "دا مركب ودا جامع"، يتعلّم الفتى في نادي المعادي "بينج بونج"، لكنه لن يُكمل تعليمه الدراسي كما تقول "مش هيكمل ثانوي هتبقى صعب عليه، أخد لحد الاعدادية".

وقفت آية درويش تُشير بإصبعها ناحية صورها التي التقطتها بنادي اليخت، تقول الفتاة بابتسامة "عجبني جو النادي"، يُرافق آية أختها التي تتابع مدى تطورها على مدار سنوات، فبجانب صور الفتاة بالمعرض لديها 4 رسومات "بدأت الأول ترسم حاجات بسيطة ومكنتش تعرف تلون أوي"، لكن مع وجود ورشة الفن التشكيلي "بدأت تتعلم أكتر وتستعمل كمان ألوان المية".

undefined

منذ 5 سنوات بدأت المُدربة "نجاح صدفي" في تعليم متحدي الإعاقة الرسم، تقول ضاحكة "أنا كنت بتعلّم فيهم"، بدأت نجاح بتعليم ثلاثة من متحدي الإعاقة، كبر العدد تدريجيًا إلا أن وصل إلى 17.

شعرت نجاح بالحيرة في البداية كيف بإمكانها تعليمهم "بدأت أعلّمهم بطريقة بسيطة جدًا وبدأوا يفهموني"، حتى أن أولياء الأمور الأمور القادمين برفقة أولادهم شعروا أنهم لن يستطيعوا الاستمرار "لكن حسيت إن فيه منهم فاهمني".

افتتح المعرض الفنان فارس أحمد فارس، مدير المتاحف الإقليمية، الذي تفاجأ بمستوى المعروض، سواء الصور الفوتوغرافية أو الرسومات، حيث يقول "الولاد مهتمين بموضوعات مختلفة ورغم إنهم مش دارسين بس حاسين باللي بيعملوه"،تعرّض سابقًا الفنان إلى معروضات قدّمها متحدو إعاقة "لكن دي أول مرة أشوف فوتوغرافيا"، فيما شعر أن الأعمال المُقدّمة من البراعة التي يمكن عرضها بالمعارض العامة.

فيديو قد يعجبك: