إعلان

مصمم مجسم "مصر الحرة": عملته تطوعا.. واستوحيت الفكرة من روح الثورة

03:07 م الإثنين 11 ديسمبر 2017

مجسم مصر الحره

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – نانيس البيلي:

أعلى محور 26 يوليو بمدينة 6 أكتوبر، فوجئ المارة قبل أيام بمجسم جمالي يحمل ألوان العلم المصري وتتوسطه حمامات بيضاء كأنها تستعد للتحليق في الفضاء، المجسم الذي يحمل اسم "مصر الحرة" نال إعجاب الكثيرين، وأثنوا على تصميمه المبتكر وألوانه المبهجة، "كنت عاوز أي حد يشوف العمل يديله شحنة إيجابية ويشعر بالبهجة والحرية ويبقى مبسوط ومتفائل" يقول الدكتور باسم فاضل مصمم العمل الفني.

1

بشكل تطوعي، صمم "فاضل" المجسم، يقول الفنان التشكيلي الذي يعمل "رئيس الإدارة المركزية لإدارة تجميل المدن" إن الفكرة لاحت له في الأفق عقب ثورة 25 يناير وتأثره وانفعاله بمبادئها وأهدافها، ليشرع في تصميمها "من الحاجات اللي كان نفسي أعملها، صممته لوضعه في أي مكان"، ويضيف أنه قرر عرض المجسم على المسؤولين بجهاز مدينة 6 أكتوبر قبل حوالي عام، فتحمسوا لتنفيذه "عجبهم جداً وطلبوه وبدأوا ياخدوا إجراءات تنفيذه".

قرابة 3 أشهر استغرقها تنفيذ مجسم "مصر المحروسة"، بحسب "فاضل"، يقول إنه عكف على تنفيذ جزء "الحمام" من مادة "فايبر جلاس" أو "بولي إيستر"، بينما تولى عمال وفنيي مدينة 6 أكتوبر تنفيذ الأجزاء الطولية ذات اللون الأحمر والأسود "من الحديد المكسي بالأسمنت".

عدد من التعديلات قام بها الفنيون في موقع تركيب المجسم بمحور 26 يوليو، منها نقل أشجار النخيل القريبة منه ووضعها في أماكن أخرى "عشان المجسم يكون باين كويس ومفيش حاجة تشوشر عليه"، بجانب ترك مساحة خالية من أمامه وخلفه وزراعتها، والاهتمام بالإضاءة وجودتها وتوزيعها.

حوالي 12 متراً هي ارتفاع المجسم، بحسب "فاضل"، وعن كيفية تركيبه يوضح أن جميع أعماله تمت في الموقع عدا جزء الحمام "الحديد اتصب في قلب الموقع وبعدين حطينا الأسمنت بالرمل عليه، الحمام بس هي اللي اتعملت وجت اتركبت أول ما خلصوا".

"ملقتش أحسن من ألوان علم مصر"، يقول "فاضل" عن اختياره لألوان المجسم لكونه يخلد ذكرى 25 يناير والحراك الثوري المعبر عنها.

2

كمحاولة للابتكار والبعد عن النمطية، استعاض الفنان المصري عن المجسم الطولي الممثل للون الأبيض بأسراب من الحمام"، عملنا فيها مسطحات ميزتها إنه هيتشاف من بعيد لأنها هتخلي النور يتكسر على سطح الحمام فيبان من بعيد أوي"، ويضيف أنه صممها كذلك بشكل غير تقليدي وقام بعمل تفريغات في الجناحات لتوصيل رسالة معنوية وجمالية.

ويشير إلى أن الحمام يرمز إلى الحرية والانطلاق وحيوية الحركة "زي ما يكون بيحاول يطلع لبكرة وينطلق للمستقبل ويحقق المطلوب منه والآمال المعقودة عليه".

البساطة والبعد عن التعقيد، من الشروط الواجب توافرها بالعمل الفني الذي يعرض على طريق مروري لكي يفهمه الجمهور، بحسب "فاضل": "أهم حاجة يكون مفيهوش تفاصيل كتير لأن الواحد وهو راكب عربية بيشوف بعض ثواني رسالتك توصل بسرعة من أول نظرة"، ويشير إلى ضرورة أن يخاطب العمل مستويات الثقافة المختلفة للجمهور.

3

وعن تكلفة المجسم، يقول "فاضل" إنها بسيطة ومتواضعة جداً لكنه لا يعلم تحديداً الرقم، ويشير إلى أن جميع مراحل العمل تمت بأيادي أبناء الهيئة "كل الأيادي بلا استثناء عملوا مجهود رائع لخروج المجسم بهذا الشكل".

ردود أفعال إيجابية وتفاعل جيد لمسه الرجل الخمسيني لاستقبال المارة للمجسم "أنا عملته بمنتهى الصدق ودي حاجة بتتكلم عن مصر"، ويشير إلى أهمية متابعة ردود الأفعال للمجسمات والتماثيل "لأنه لا قيمة لعمل فني يوضع في الشارع إذا لم يكن استقبال الناس له جيد".

"الفن لغة بين 2 الناقل والمتلقي، ولازم الناس تفهم العمل الفني وتحسه" شعار رفعه "فاضل" منذ خطا خطواته الأولى كفنان تشكيلي بعدما التحق بهيئة المجتمعات العمرانية بعد تخرجه في كلية الفنون الجميلة قبل أكثر 30 عامًا، يقول إن الفنان لابد أن يدرس طبيعة الموقع الذي سيوضع به عمله "لازم الفن يوصل للناس".

 

فيديو قد يعجبك: