إعلان

بالصور-قصة دفن 18 شهيدًا من الروضة بعيدًا عن مقابرهم

03:10 م السبت 25 نوفمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:​

حلّ الليل بثُقل على مدينة بئر العبد بالعريش، أمس الجمعة، لكن عتمة الحزن كانت قد جثمت على القلوب قبلها بساعات، بعد الحادث الإرهابي الدموي، سكنت الحركة في محيط المستشفى العام، استقر المصابين في الغُرف والطرقات، هدوء رغم الزحام، لا صوت إلا حركة عربات الإسعاف لنقل القتلى إلى الروضة مرة أُخرى لدفنهم "لكن فيه 18 جثمان اتدفنوا في بير العبد" يقولها محمد أبوالليل أحمد الأهالي.

تبعد بئر العبد نحو 35 كيلو عن قرية "الروضة"، لجأت إليها وزارة الصحة لنقل أعداد كبيرة من القتلى للتعامل معاهم، والمصابين في محاولة لإنقاذهم تحت رعاية الأطباء بالمستشفى العام.

طَلب عدد من أهالي بئر العبد دفن 18 من بين الضحايا داخل المدينة بدلًا من نقلهم إلى قريتهم الأم -الروضة "قرايبهم وقالوا بلاش نرجعهم تاني، إكرام الميت دفنه"، انتظروا لحين توفير عربات إسعاف ثم قاموا بنقلهم إلى مثواهم الأخير.

كان أعداد الشهداء قد وصل إلى 305 قتيلًا و109 مصابًا –وفق بيان للنائب العام- وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، حالة الحداد لـ 3 أيام داخل البلاد، وأن رد الدولة سيكون سريعًا على الإرهابيين.

مقابر بئر العبد قريبة من البحَر، في الساعة التاسعة مساءً وصلوا بالجثامين إليها، أعداد غفيرة من أهالي الشهداء وسكان المدينة من بينهم "أبوالليل" اختاروا مكانًا من بين المقابر لدفن ضحاياهم، لم تكن عملية الحَفر سهلة فلجأوا إلى اللوادر "جبنا لودر عمل حفرة في الأول ولما طلعت صغيرة خلينا يحفر أكثر".

على عَجل انهمك الناس في حفر المقبرة ثم تهيئتها لوضع الجثامين -وفق أبوالليل- دقائق مُرة وقاسية حين نقلوا الشهداء إلى المقبرة الجماعية "كان فيه بينهم أطفال عشرة و12 سنة"، لم يُسمع صوت بكاء أو صراخ، وجوم على الوجوه، الصدمة طحنت أرواحهم، رؤية ذويهم داخل الحُفر كسر داخلهم شيء لن يعود كما كان.

كل ما جرى حدث بالجهود الذاتية، اشترك الناس في إعداد المقبرة وتجهيزها دون مساعدة المسؤولين "اللي عنده لودر بيجيب، لو محتاجين أسمنت أو طوب صُحاب المحلات نقلولنا بدون أجر". وعند انتهاء الدفن، قاموا بردم المقبرة الجماعية بالرمال عن طريق اللودر مرة أُخرى.

بحركة آلية، كأن أجسادهم خاوية من الروح، غادر الأهالي المكان، لم يتبادلون أي حديث، أو يفتح أحدهم سيرة ما يدور حولهم، لم يودعوا الشهداء بالدموع، أو ينظروا إلى السماء فقط يتمتمون ببطء "حسبي الله ونعم الوكيل".

فيديو قد يعجبك: