إعلان

كيف قُتل "كاهن المرج"؟.. المتهم تشدد منذ عام وأرعب جيرانه - (فيديو وصور)

11:15 م الخميس 12 أكتوبر 2017

منزل المتهم بقتل كاهن المرج

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - مارينا ميلاد وفتحي سليمان:

تصوير - محمود حمدالله:

في مدينة "السلام" بالقاهرة، وعلى باب مخزن حديد يسمى "السلام" أيضًا، يمتلكه أقباط، قتل شاب يدعى أحمد.س، في العشرينات، القمص سمعان شحاتة رزق الله (45 سنة)، صباح اليوم.

لم تكن زيارة القمص سمعان الأولى للمنطقة، حيث اعتاد على المجيئ كل فترة لجمع تبرعات للفقراء الموجودين بعزبة "جرجس بك" التابعة لمركز الفشن في محافظة بني سويف، حيث يقيم ويعمل.

لكن هذه المرة لم تمر بسلام، ولم يعد القمص إلى زوجته وأبناءه الثلاثة. تتبعه أحمد.س، الذي يسكن في المنطقة، حاول القمص أن يهرب منه ناحية مخزن الحديد ليحتمي به، لكن الأول استطاع اللحاق به وضربه فوق رأسه وطعنه ببطنه ورقبته، مستخدمًا "السنجه".

2017_10_12_19_43_4_65

كان عمال المخزن في الداخل وقتها، لكنهم شعروا بما يحدث؛ فخرجوا ناحية الباب، ووجدوا القمص مطروح أرضًا والدم حوله، وشاب أصلع، مرتدي جلباب، يجري ممسكًا بـ"السنجة"، سحب "نادر"، وهو أحد العمال "سيخ حديد"، وصرخ بصوت عالي ليساعده أصحاب المحال المجاورة، وكان من بينهم "علي"، ليلحقوا بالشاب.

أخفى الشاب "السنجة" وأوقف إحدى الحافلات على الطريق الدائري المواجه لمكان الواقعة، لكن السائق شاهد الأهالي وهم يجرون خلفه، فتوقف، استطاعوا الإمساك به، ضرب "نادر" على يده بسيخ الحديد حتى سقط من يده سلاحه الأبيض، وتم تسليمه لمعسكر الأمن المركزي القريب، حتى وصلت قوة من قسم شرطة المرج لتستلمه.

بدأ الشاب، وفقًا لرواية "علي" و"نادر"، متماسكًا تمامًا، لم يظهر أنه مختل عقليًا، ولم يتحدث مع أحد.

في هذا الوقت، كان عمال المخزن الأخرون يحاولون إسعاف القمص، وهاتفوا هاني فكري، صاحب المخزن، الذي كان موجودًا في فرع أخر قريب منهم، ليبلغوه بالواقعة، فتحرك على الفور إلى هناك: "كانت الساعة العاشرة صباحًا عندما وصلت إليهم، ولم تصل الإسعاف إلا بعد ساعة".

"ظل القمص على قيد الحياة نحو 20 دقيقة، لكن عندما وصل المسعف قال إنه بلا نبض، ولا يستطيع نقله إلا بعد وصول النيابة، التي جاءت بعد ساعتين من الواقعة، نقلوه إلى مستشفى المرج، لكنه كان قد فارق الحياة"، يقول شنودة جرجس، كاهن كنيسة العذراء والأنبا شنودة القريبة من مكان الحادث.

ينفي جرجس أن يكون الشاب قد سرق شيئًا، بينما يجزم أن الجريمة كانت "لمجرد أنه كاهن، وليس هناك سببًا أخر".

حديث الكاهن كان متماشيًا مع واقعه ذكرها القس ميخائيل، كاهن كنيسة العذراء والملاك ميخائيل بمدينة السلام، وهى أن الشاب سبق وهددهم بالذبح قبل العيد الماضي أمام الكنيسة، وأبلغوا وقتها الأمن الوطني، وتم إلقاء القبض عليه، لكن تم إخلاء سبيله بعدها.

في حارة ضيقة بالمنطقة، تميز بيت الشاب المكون من دورين بعلامات حريق، بسبب إشعاله النيران به الشهر الماضي في قضية أخرى حملت رقم 23252 جنح المرج، بعد خلافات نشبت مع أسرته المكونة من ثلاثة أشقاء ووالديه، هددهم وقتها بتفجير أنبوبة غاز، لكنه لم يفعل، وتم إخلاء سبيله منذ 15 يوم تقريبًا.

"ليس مختلًا"، أجمع جيرانه على ذلك، وقالوا إنه كان شخصًا عاديًا وغير متشدد، لكن منذ عام تغير تمامًا، وأصبح يصلي في الشارع، ويتوضأ بالتراب وليس الماء، ويرفع صوته، ويكره المسيحيين، ويصفهم بـ"الكفره".

تقول أم مينا، إحدى جيرانه، "هو سبب رعب الحارة، ودائمًا يقول لوالده – وهو على المعاش - (أنت اللي خلتني كده. أنت اللي علمتني أسرق).. جميعهم بلا تعليم وبلا عمل - في شارة إلى أسرته-، ووالدته تتشاجر مع الجيران مثلهم".

رئيسية-(1)

كان منزلهم مغلق، وأهله ليسوا موجودين، وعلم "مصراوي" من مصدر أمني أن أسرته متحفظ عليها في قسم المرج؛ لدواعٍ أمنية، ولاستكمال التحقيقات معهم.

بيان الداخلية

وزارة الداخلية قالت في بيان لها إن "المتهم بالقتل، عاطل عن العمل، وأن أجهزة الأمن اتخذت الاجراءات القانونية ضده، وتباشر النيابة العامة التحقيقات، وأن المتهم كان قد اتهم مسبقًا بالتعدي على والده بالضرب، وإشعال النيران في منزلهم".

وأفاد مصدر أمني مطلع على سير التحقيقات بأن تحريات أجهزة الأمن كشفت أن "المتهم يتعاطى أقراص الترامادول، ومخدر الحشيش، وأنه اعتاد التعدي على جيرانه تحت تأثير المواد المخدرة، كما أنه يعاني من اضطرابات نفسية، وسبق أن سرق شقيقته".

ونُقل المتهم إلى أحد مقرات جهاز الأمن الوطني، وذكر في اعترافاته أمام فريق التحقيق المكون من رجال المباحث والأمن العام والوطني، والنيابة العامة، "أنه كان يستعد لمشاجرة بالمنطقة مع أصحاب محل عصير، وأحضر سلاحًا أبيض "سنجة"، وانتظر داخل نفق يصل بين مؤسسة الزكاة وحوض داوود أسفل الطريق الدائري، لحين مجيء اثنين من اصدقائه، لكنه هجم على الكاهن فور رؤيته"، بحسب المصدر.

المتهم قال إنه قتل القس متعمدًا لأنه "يريد التخلص من الكفره وتطهير الأرض"، فيما وصفت الكنيسة الحادث بـ"المؤسف".

فيديو قد يعجبك: