إعلان

مصراوي يرصد ساعات الانقلاب بعيون مصري في تركيا

04:25 م السبت 16 يوليو 2016

الانقلاب بعيون مصري في تركيا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

كان عبد الرحمن إسحاق خارج منزله، حين علم بنبأ محاولة الانقلاب على نظام رجب طيب أردوغان، في غضون الحادية عشر مساء الجمعة، بعد نحو الساعة من شيوع الخبر، انطلق الشاب العشريني في شوارع مدينة اسطنبول، التي يقطنها منذ عامين، لكنه لم يعهدها مثلما رآها بالأمس؛ كانت أكبر المدن التركية مختلفة لنحو 6 ساعات، التحم بها "إسحاق" مع الجموع الغاضبة بالشوارع، كاسرة هدوء المدينة، ومخطط البعض بقلب دفة الأمور.

1

مدرعات تابعة للجيش تنتشر بالأرجاء، مواصلات متوقفة، بعض الأتوبيسات وشاحنات نقل تغلق الطريق الرئيس لإسطنبول وهو ما يشبه الطريق الدائري" حسب وصف الشاب المصري. لم يعلم "إسحاق" المتسبب في غلق الطريق، ولم يجد سبيل سوى الترجل على الأقدام، ومعه أخذ ينهل شيئا من تفاصيل الحدث؛ فما من مدرعة لمحها إلا وشهد حولها جمع من الناس "كان في شد وجذب بين الناس وعساكر الجيش"، كانت الأمور لازالت في بدايتها، قبل أن يتحدث "أردوغان" مخاطبا الشعب بالنزول إل الميادين.

2

بمرور الوقت ملأت الحشود شوارع اسطنبول؛ أعداد مهولة من السيارات، خلاف المترجلين، الجميع يرفع الأعلام التركية، فيما تعلوا هتافات "العسكر يروح.. يا الله.. بسم الله. الله أكبر" كما قال "إسحاق" لـ"مصراوي. كان الدارس بجامعة اسطنبول في المناطق المحيطة والقريبة من مطار "أتاتورك"، الذي سيطرت عليه قوات الانقلاب قبل تحريره. آثر الشاب المصري الوقوف قريبا من الحدث ومراقبته، كذلك يفعل "طول ما الصورة مبتبقاش مكتملة بالنسبة لي".

لم يبصر الشاب اشتباكات عنيفة، إذ تمركزت في ميدان تقسيم، الذي يبعد عشرات الكيلو مترات عن منطقة المطار "مستمرتش كتير وصيتها مكنش عالي أولي لكن كل الاشتباكات كانت في أنقرة عند مؤسسات الدولة الرئيسية". رغم هذا لم يشعر "إسحاق" بالقلق، وجود الأعداد الكبيرة في الشوارع في ساعات قليلة كان مطمئن له حسب تعبيره.

3

في الوقت الذي ردد البعض أن قوات الجيش تحكم سيطرتها على الشوارع بتركيا، كان "إسحاق" يرى بعينه مؤشرات نفي ذلك، إذ لم تكتف الجموع بالتواجد، بل أخذوا يسلبوا "العساكر" أسلحتهم، وينقضون للاستيلاء على المدرعات "بدون مقاومة تذكر" حسب قوله، فضلا عن دخولهم المطار واستعادته من المسلحين، وجعله مركز تجمع للناس، ومع ظهور "أردوغان" وتحرير رئيس أركان الجيش واستمرار عمليات الاعتقال تأكد للشاب العشريني "فشل الانقلاب".

4

"الشعب" هو كلمة السر في هذا اليوم وفقا لرواية "إسحاق"، فرغم تواجد قوات الأمن، لكن "دور الناس هو الأكبر والأساس"، وأوضح هذا بما لمسه من إدراك الجموع لما يفعلونه "كان كل كلامهم مش إن أردوغان يبقى موجود ولا الحكومة و لا كدا. لكن إن الجيش ميحكمش و إنه ميرفعش السلاح على شعبه"، متذكرا مشاهد لوم العساكر والضباط "كانوا بيقولوا لهم إزاي ترفعوا السلاح في وشنا".

5

لم تغب حالة المقارنة بين مصر وتركيا عن "إسحاق"، بل كانت الغالبة على تفكيره كما قال، فأكثر ما أثر به هو مشهد توحد الشعب التركي "على نصرة ديمقراطية بلد بغض النظر عن أي خلافات"، ورغم سيطرة الأتراك على الشارع بإسطنبول، قبل إعلان فشل محاولة "الانقلاب"، إلا أن الاحتفالات انطلقت بالشوارع، وانتظر أهل المدينة التركية كلمة "أردوغان" في المطار.

6

مع السادسة صباح اليوم، عاد "إسحاق" لمنزله، بعد ليلة زخمة، شهدت بها شوارع اسطنبول وقع أقدام، لم تألفه من قبل في مثل تلك الساعات من الليل، ولا زال يبصر الشاب المصري من نافذة شقته البعض يحتفل بالشارع، لكن رغم كل هذا إلا أن صورتين تحفظها ذاكرة "إسحاق"، تطارده كلما استرجع المشهد، أما الأولى لذلك الرجل الرشيد وهو يمسك بتلابيب أحد العساكر أمام مدرعة، ويصب عليه غضبه بصوت عالٍ، أراد له استطاع الشاب أن يسمع كلماته، لكن المسافة والجموع حالت دون ذلك "لكن حسيت أنه موجوع أوي"، وأما الثانية، فتلك التي أبصرها عبر الانترنت لشاب منبطحا على الأرض أمام مدرعة، فكلتا الصورتين ما عبرت إلا أنه بتلك الليلة كان لشعبٍ كلمة عليا.

7

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان