إعلان

عاملون على شواطئ الساحل يشتكون من الركود: السنة اللي فاتت حوت والسنة دي قناديل

04:04 م السبت 01 يوليه 2017

شواطئ الساحل الشمالي

كتب- مصطفى فرحات:

تصوير- أحمد لطفي:

"السنة اللي فاتت حوت، والسنة دي قناديل".. بهذه العبارة اشتكى العاملون على شواطئ الساحل الشمالي من الركود الذي ضرب مهنهم خلال موسم العيد، أهم المواسم لديهم بسبب غزو قناديل البحر للشاطئ.

كراسي متراصة فوق بعضها، شماسي منصوبة بطول الساحل، بعد أن هجرها رواد الشاطئ بسبب انتشار القناديل. باعة الفريسكا والأطعمة البحرية، يتجولون باحثين عن الزبائن، دون أن يبيعوا شيئا. هكذا كان الوضع على الشاطئ الذي لم يشهد من قبل مثل هذا الحال.

أسفل إحدى الشمسيات، جلس "أحمد الصعيدي" وشقيقه ترتسم على وجوههم علامات الحزن والإحباط، في انتظار أي زبون يطلب منه أن ينصبوا له شمسية، يقول أحمد الذي يعمل على الشاطئ منذ ثلاث سنوات: لم تمر علي فترة أصعب من الآن "الزبائن قليلين جدا، وأول أما الزبون يقعد ويشوف القناديل بيمشي على طول".

1

يوضح الشاب العشريني: القناديل أتت مبكرًا عن موعدها بشهر كامل، فمن المفترض أن تأتي في شهر يوليو لكن هذه السنة جاءت في شهر يونيو "السنة دي الدنيا مقفلة على الآخر، واللي زاد وغطي موضوع القناديل".

منذ الصباح الباكر و"جمال إسماعيل" يحمل صندوقه الزجاجي الصغير، المملوء بحلوى الفريسكا، ويتجول على الشاطئ مناديًا بصوته الجهوري على سلعته التي يطلبها كل من ينزل البحر ويخرج منه باحثًا عن حلوى ترطب من ملوحة المياه، يقول "جمال" إنهم تأثروا كثيرًا بعد ظهور القناديل التي منعت الناس من النزول إلى الشاطئ وبالتالي قلت حاجتهم إلى الفريسكا، موضحًا أنهم ينتظرون هذا الموسم من السنة إلى السنة، حيث يبدأ من منتصف يونيو إلى منتصف أغسطس.

2

عشر سنوات مرت على "جمال" وهو يعمل بهذه المهنة، ويرى أنه لم تمر عليه حالة أصعب من تلك التي يمر بها الآن، لذا يخشى أن تستمر أسراب القناديل بالتوافد على الشاطئ وبالتالي يقل رواد الشاطئ. ويضيف أنه في خلال باقي مواسم السنة يعمل في مناطق أخرى مثل القاهرة والسويس و6 أكتوبر، لكنه على الرغم من ذلك مرتبط بهذه المهنة الشاقة التي أضنت عليه بالمال هذا العام بسبب القناديل.

لا تعتبر هذه السنة هي المرة الأولى لـتوماس على شواطئ "الساحل الشمالي"، فقد بدأ عمله العام الماضي كعامل متخصص في نصب الشماسي للزبائن، يقول: حضرت موسم العام الماضي، لم يكن الوضع بمثل هذا الركود "العيد مش زي أي عيد السنة دي القناديل أثرت علينا". ويرى أن السبب في ذلك هو القناديل التي تصيب لسعاتها كل من ينزل إلى البحر "أي حد بينزل بيطلع دراعه وارم وملسوع".

3

المعاناة التي سببتها القناديل لـتوماس تتمثل في عمله المتواصل على جمعها من على الشاطئ ودفنها، بالإضافة إلى قلة حركة العمل لديهم، بعد أن كانوا في الإجازات السابقة لا يتوقفون عن العمل "كنا بنجيب كراسي من الكافتيريات اللي حوالينا". ويقول إن عدد الشماسي التي قام بنصبها على الشاطئ هذا العام لا تتعدى المائة، بعد أن كانت في الأعوام السابقة لا تقل عن مائتي شمسية.

"منتصر أبو زيد" أحد مستثمري شواطئ الساحل الشمالي، يقول إن هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها القناديل بهذه الكثافة وفي غير موعدها المعتاد، الأمر الذي أثر على حركة العمل على الشاطئ "القناديل خلت الناس تروح تقعد على حمامات السباحة بس".

4

بحسب ما يرى "منتصر" فإن الفارق مختلف بين هذا العام وغيره من الأعوام من حيث حركة المصيفين على الشاطئ والذين لا يتعدون العشرين أسرة "قبل كدا الشاطئ كان بيبقي مكتمل بنسبة 80%، السنة دي بنسبة 20%". يوضح "منتصر" أن هذا أمر خارج عن إرادتهم لأنه لم بإمكان أي أحد أن يمنع البحر من قذف هذه القناديل، وإن هذا الموسم أفسدته عليهم القناديل كما أفسد الحوت الموسم السابق "السنة اللي فاتت حوت، والسنة دي قناديل".

العام الماضي، صور مجموعة من المصيفين حوتا صغيرا في منطقة مارينا، وقالت وزارة البيئة، في بيان وقتها إن الحوت من نوع "الزعنفة"، وهو حوت "عديم الأسنان"، وأحد الحيتان المسجلة المقيمة في المياه المصرية، والمصنف عالميا كنوع مهدد بخطر الانقراض، طبقا لقاعدة بيانات الاتحاد الدولي لصون الطبيعة. إلا أن هذا لم يطمئن المصيفين.

فيديو قد يعجبك: