إعلان

علي الدين هلال: الحكومة تعاني من قلة الحيلة.. وشعبية السيسي تأثرت بالوضع الاقتصادي (1-2)

06:54 م الخميس 17 نوفمبر 2016

الدكتور علي الدين هلال في حواره مع محررة مصراوي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار - ياسمين محفوظ:

تصوير- محمود أبو ديبة:

استنكر الدكتور علي الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ووزير الشباب الأسبق، عدم وجود مصارحة وشفافية بين الحكومة والشعب، رافضًا سياسات الحكومة الحالية التي وصفها بأنها من الصعب فهمها.

وانتقد هلال -في حوار أجراه مع مصراوي- ما وصفه بالتخبط بين أجهزة الدولة، وغياب المسؤولين عن شرح أسباب الأزمات التي نعاني منها. ضاربًا المثل بالاختفاء المفاجئ لقضية صوامع القمح والتي شغلت الرأي العام، دون توضيح ما آلت إليه القضية.

وإلى نص الحوار..

ما رؤيتك للوضع السياسي الحالي؟

الدولة في وضع انتقالي، فمصر تواجه تحديات كثيرة جدًا، وقواعد العمل في المؤسسات الرئيسية لم تستقر بعد، كما أن العلاقات بين أجهزة الدولة غير واضحة، فالدور الرئيسي مقتصر على رئيس الجمهورية، بل وشاهدنا رئيس الجمهورية يعقد اجتماعات مع الوزراء بدون حضور رئيس مجلس الوزراء، أضف إلى هذا التحدي الأمني والإرهاب والتحدي الاقتصادي المتعلق بنقص موارد العملة الأجنبية. كل هذا يوحي بأن الدولة ما زالت تبحث عن نقطة التوازن الاستقرار.

في رأيك.. كيف تجد مصر نقطة التوازن والاستقرار؟

أولًا: هزيمة الإرهاب والتطرف المسلح، فالأنشطة الإرهابية بمثابة سحابة سوداء تعطي شعور بعدم الأمن، وخاصة لقطاعي السياحة ورؤوس الأموال الأجنبية.

ثانياً: يجب أن يكون هناك مصارحة أكبر بين الحكومة والشعب؛ وعلى سبيل المثال لم يظهر مسؤول يشرح لنا أسباب نقص المعروض من السكر بشكل واضح، ولم يظهر مسؤول يوضح هل هناك تقصير من جانب بعض المحافظين فيما يتعلق بأزمة السيول أم لا. نقطة التوازن تحدث عندما يكون هناك التحام بين القيادة والشعب، والأساس فيها شعور الشعب بأن الحكومة والقيادة تحترمه، وأول مبادئ الاحترام أن تقول للشعب الحقيقة.

الدكتور علي الدين هلال

 

هل تعني أننا تعاني من غياب "رجال الدولة"؟

مجلس الوزراء يعاني، وجزء كبير من القيادات التي تتولى مناصب عليا لم يقدر لها أن تتمتع بالتأهيل السياسي، ولا تستطيع مثلًا أن تدخل نقاش حاد وترد على الحُجة بالحُجة، فالطبع السائد هو الطابع التكنوقراطي الفني، قد يكون هؤلاء أعظم فنيين في مجال التخصص، إنما عندما يأتي الأمر في مخاطبة الرأي العام لشرح أمر ما، نجدهم لم ينالوا التأهيل الكافي.

ما أبرز ما تعانيه أجهزة الدولة؟

أجهزة الدولة تفتقد الرؤية السليمة للقضايا من كافة جوانبها، الحكومة تعاني من "قلة الحيلة" أي أنها لا تدرس القرار من كل جوانبه وتدرس تداعياته وتأثير الإجراء المناسب قبل صدوره.

هل هناك تخبط في القرارات الحكومية من وجهة نظرك؟

في بعض الأحيان تحدث حالة من الارتباك، وهناك سياسات يصعب فهمها.

كيف يصعب على أستاذ علوم السياسية فهم هذه السياسات؟

أنا أتحدث عن آخر 6 أشهر، حيث سارت القرارات في اتجاهين متعاكسين، فعندما كنا نعاني نقصًا في العملة تم تطبيق قيود على إيداع العملة الأجنبية، فالدولة تمارس سياسة توسعية اقتصادية، وفي نفس الوقت البنك المركزي يتبع سياسة انكماشية "مش قادر أفهم كيف تطبق سياستين مختلفتين في نفس البلد".

الدكتور علي الدين هلال

 

كيف يمكن للحكومة تفادي هذه الأخطاء؟

الحد من "الاجتهادات"، والاستفادة من تجارب أخرى ناجحة؛ لنتعلم كيف أحرز المتقدمون تقدمهم، مثل ماليزيا وكوريا الجنوبية والصين والهند، فإذا كان ما فعلوه لا يحمل مخالفات للقيم والدين فلننفذه.. "فأخطر تأليف عندما يؤلف الجاهلون".

هل تنتج القرارات المتضاربة عن نقص التنسيق بين الأجهزة المختلفة؟

أحيانًا.. فهناك أجهزة مختلفة أو وزارات مختلفة يكون لشاغليها أو من يديروها وجهة نظر أو أولويات مختلفة. أذكر مثلا في الأسبوع الذي خرج علينا فيه وزير الداخلية وأعلن القبض على المتهمين في اغتيال النائب العام السابق هشام بركات وأنهم ينتمون لحركة حماس، كان هناك وفد من حماس يزور مصر بدعوى من إحدى الجهات السيادية.

لست في موقف يسمح لي بأن أقول من الصواب ومن الخطأ، كل قارئ يحكم لنفسه، لكن يتضح أن الداخلية كان لديها أولوياتها وجهاز آخر لديه أولويات أخرى، وأنه ليس هناك التنسيق الكافي.

ما خطورة هذا الأمر في رأيك؟

علينا أن تنذكر أن مصر دولة متتبعة من قبل آخرين وأجهزة مخابرات دولية، ونحن لدينا مشكلة في صنع القرار، ووارد أن تكون دولة سهلة الاختراق.

الدكتور علي الدين هلال

 

ما تقييمك لأداء الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد مرور سنتين من توليه الحكم؟

الرئيس السيسي هو أفضل من يقود مصر في هذه المرحلة، ولا يوجد بديل عنه.

لماذا تعتبره رجل المرحلة المناسب والأوحد؟

لأنه لعب دورًا أساسيًا لحماية الوطن والمصريين منذ ثورة 30 يونيو، فضلًا عن أنه يتحدث لغة قريبة جدًا من المصريين، لغة عامية بعبارات ليست سياسية، ولكنها تُشعر الناس بصدق ما فيها، كما أنه منذ توليه الحكم لم نجد به مظاهر التكبر أو العنجهية، ويملك قدر كبير من التلقائية والاندماج مع الناس. 

هل يتمتع الرئيس السيسي بنفس الشعبية التي كانت بعد 30 يونيو؟

بالطبع الظروف الاقتصادية الشديدة أثرت على شعبيته، لكن مازال القطاع الأكبر يثق في الرئيس، وحال توجيه انتقادات شعبية تنال من مستشاريه أو الحكومة.

الدكتور علي الدين هلال

 

هل تسببت الحكومة في الأزمات الاقتصادية أم أن مصر تواجه ضغوطًا خارجية؟

خليط من الاثنين.. أنا على علم أن هناك من يتحدث عن وجود مؤامرة دولية كبيرة تحيط بعنق مصر. ولكنهم يقتصرون الأمر على قطر وتركيا والتنظيم الدولي للإخوان، ولكن هل هؤلاء الثلاثة أقوى من أمريكا وروسيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي؟.

يمكننا أن نقول أن هناك قوى في العالم لا تريد لمصر الخير، لكن لا يوجد دليل على هذه المؤامرة، فالبعض يتحدث وكأن العالم بأكمله يجتمع من أجل التآمر على مصر. فأمريكا ليست سعيدة بنظام الرئيس السيسي، وكانت تتمنى نظام آخر، إلا أن الرئيس السيسي و30 يونيو أفسدا للولايات المتحدة مخططًا كانت قد عملت عليه طوال 10 سنوات، ليسود ما يسمى الإسلام المعتدل أو الإسلام الديمقراطي، أو نظم حكم يديرها تيار الإسلام السياسي. هي ليست سعيدة بالنظام الحالي لكن لا بأس من التعامل معه.

 

الجزء الثاني من أسباب الأزمات يتعلق بسوء الإدارة، وعلينا أن نتفهمه بشكل علمي من منطلق أن إدارة الحكومة ليست سيئة، لكن المناصب جديدة على من يديروها، ولم يتمرسوا بأمور الإدارة الحكومية؛ فهؤلاء يديرون ويتعلمون في نفس الوقت.

الأزمات التي نعاني منها نتيجة جزء داخلي هو الأكبر وجزء خارجي، وأيضا مشكلة عدم التواصل مع الناس وتوضيح الأمور لهم أول بأول، "هل من المعقول مشكلة القمح التي ظهرت على الساحة وفجأة اختفت؟!". "أنا لا أتهم أحدًا ولكن هذا جزء من عدم الدراية، كيف في بلد فقير تعاني من 27 % نسبة بطالة وتضخم، وعندما يكون هناك حادث سرقة منظمة اشترك فيها عدة أطراف وشغلت الرأي العام لمدة أسبوع تختفي؟!". هناك قضايا كي أحافظ على صلتي وثقة الرأي العام لابد أن تكون متواجدة على الساحة طوال الوقت وهي مكافحة الفساد، وقضية صوامع القمح كانت أكبر قضايا الفساد؛ لذلك لابد أن تكون هذه القضية على جدول الأعمال والحكومة تصدر تصريحات بخصوصها.

بم تفسر اختفاء هذه القضية بعد أن شغلت الرأي العام؟

قلة خبرة وعدم دراية وعدم تقدير، كما أننا كل أسبوع لدينا قضية جديدة ننشغل بها.

 

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج